حكومة إسرائيل.. مشهد سياسي معقد يستبق التكليف
كشفت الاتصالات الأولية بين قادة الأحزاب الفائزة بانتخابات إسرائيل، استعصاء المشهد السياسي قبل أيام من تحديد المكلف بتشكيل الحكومة.
الأحزاب الإسرائيلية تنقسم إلى فريقين، الأول يريد استمرار بنيامين نتنياهو مجددا في رئاسة الحكومة، والثاني يسعى جاهدا إلى استبداله.
وبانتهاء الانتخابات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، من دون أغلبية لأي من المعسكرين، فإن الاحتمالات تبدو مفتوحة على سيناريوهات عديدة لتشكيل الحكومة المقبلة، ومن يقودها، وربما يؤدي الفشل فيها إلى العودة للانتخابات مرة خامسة.
الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين يعقد، الإثنين المقبل، لقاءات متتالية مع ممثلين لـ 13 حزبا فازوا بالانتخابات، ويتضح من مراجعة "العين الإخبارية" لجدول أعمال اللقاءات أن الرئيس سيخصص 45 دقيقة لكل حزب.
وبحسب بيان أصدره مكتب الرئيس الإسرائيلي اليوم الجمعة، ستبدأ الاجتماعات بلقاء مع حزب "الليكود" الحاصل على أعلى الأصوات برئاسة بنيامين نتنياهو، وتنتهي بلقاء مع حزب القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس الحاصل على أقل عدد من الأصوات.
وأشار مكتب الرئيس الإسرائيلي إلى أن اللقاءات، كما جرت العادة منذ عام 2019، ستبث على الهواء مباشرة، وتخصص هذه اللقاءات لكي يعلن كل حزب بشكل علني مرشحه لتشكيل الحكومة القادمة.
ولم يتمكن معسكر رئيس الوزراء نتنياهو، أو المعسكر المعارض برئاسة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، من جمع 61 صوتا المطلوبة لتشكيل الحكومة القادمة.
ويتألف الكنيست الإسرائيلي من 120 مقعدا، وتنال الحكومة الثقة في حال حصولها على أغلبية 61 صوتا فأكثر.
ويعقد الكنيست الإسرائيلي الجديد جلسته الافتتاحية الثلاثاء المقبل، وسط توقعات أن يعلن الرئيس الإسرائيلي عن المكلف بتشكيل الحكومة الأربعاء.
تعقيد المشهد
ولكن يتضح من خلال سلسلة الاتصالات السياسية التي عقدها قادة الأحزاب خلال الأيام القليلة المقبلة، أن مهمة تشكيل الحكومة ستكون معقدة دون استبعاد عودة الناخبين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات خامسة.
واليوم الجمعة، التقى رئيس الوزراء نتنياهو زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الذي سيلتقي مساء غد السبت زعيم المعسكر المعارض يائير لابيد.
وامتنع بينيت عن الكشف عن الشخص الذي سيوصي به لتشكيل الحكومة، ولكنه قال قبل اللقاء "لدينا هدف واحد، وهو تشكيل حكومة جيدة ومستقرة تساعد الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن، وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك".
غير أن بينيت سبق وأعلن أنه يعارض تشكيل حكومة مدعومة من حزب عربي، وفي ذات الوقت أعلن سابقا معارضته الانضمام لحكومة برئاسة لابيد.
وكان بينيت يشير بذلك إلى القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، الذي أبقى بدوره الباب مفتوحا أيضا لإمكانية دعم معسكر نتنياهو أو المعسكر المعارض له حال الاستجابة لمطالب المواطنين العرب.
ولكن حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، الذي يحسب على معسكر نتنياهو، عارض بشدة تشكيل حكومة بدعم من حزب القائمة العربية الموحدة.
وقال في تغريدة على "تويتر" إن حزبه "لن يكون شريكا في حكومة تعتمد على القائمة العربية الموحدة".
وبدوره، أعلن زعيم الجبهة الديمقراطية للسلام للمساواة، أيمن عودة والقائمة العربية للتغيير أحمد طيبي أنهما مع تشكيل حكومة تطيح بنتنياهو، ولكنهما أبقيا القرار النهائي حتى اتضاح نجاح لابيد بجمع الأصوات المطلوبة والاستجابة لمطالب المواطنين العرب.
ويسعى نتنياهو من أجل الحصول على دعم حزب "يمينا" وأيضا حزب "أمل جديد" بقيادة القيادي المنشق عن حزب "الليكود" جدعون ساعر.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي "ناشد كبير حاخامات التيار الصهيوني المتدين، حاييم دروكمان، ساعر وبينيت الانضمام إلى حكومة اليمين، وأن نتائج الانتخابات أثبتت أن الشعب اختار اليمين".
وبتحديد الرئيس الإسرائيلي، الأربعاء، شخصية المكلف بتشكيل الحكومة تبدأ مشاورات مكثفة تستمر لأسابيع قد تنتهي بتشكيل حكومة أو العودة لصناديق الاقتراع.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز