مرضى الربو يمكنهم ممارسة الرياضة.. ولكن بشروط
مرض الربو يعد من الأمراض الرئيسية غير المعدية، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية هناك 235 مليون شخص يعانون من الربو.
تضمن ممارسة الرياضة وجود نظام مناعة قوي وصحي لدى الإنسان وهو أمر بالغ الأهمية في ظل عدم وجود لقاحات أو علاجات معتمدة لوباء معدٍ مثل كورونا المستجد، لذا يجب أن يعمل جهاز المناعة في الجسم بشكل فعال لمحاربة العدوى.
وأثبتت الأدلة العلمية أن الأفراد الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة والأمراض المزمنة أكثر عرضة للتأثر بشدة بفيروس كورونا، وبالتالي زيادة خطر الوفاة، وطالما كانت الرياضة المحفز الطبيعي لتقوية جهاز المناعة، كما تشير معظم الأرقام إلى أن الذين يتبعون نمط حياة صحيا قادرون على التعافي بشكل أسرع.
والسؤال المهم هنا، هل يمكن لمريض الربو ممارسة الرياضة؟
يجيب الخبراء بـ"نعم"، ولكن في ظل استيفاء شروط معينة، حيث ينصح مرضى الربو بممارسة الرياضة علما بأنه لا يجب على من لا يستطيعون التحكم في مرضهم عدم القيام بمجهود بدني مكثف.
ويعد مرض الربو من الأمراض الرئيسية غير المعدية، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، هناك 235 مليون شخص يعانون من الربو.
الربو هو مرض التهابي مزمن يصيب المجاري الهوائية، وبحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة فإن أعراض الربو متكررة فهو يسبب صفير التنفس (وهو عبارة عن اصوات تصفير تحدث عند التنفس تنتج عن ضيق التنفس عند تدفق الهواء في القصبة والشعب الهوائية التي تكون قد تقلصت واصبحت ضيقة)، وضيقا في الصدر والتنفس والسعال. وغالبا ما يحدث السعال في الليل أو في الساعات الأولى من الصباح.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه خلال نوبات الربو، تنتفخ بطانة الشعب الهوائية، مما يقلل قطرها الداخلي ويقل تدفق الهواء الداخل والخارج من الرئتين. كما توضح أن "أعراض الربو المتكررة تنتج بسبب الأرق والتعب خلال النهار، وانخفاض النشاط والتغيب عن المدرسة والعمل".
التحكم في المرض:
تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن شدة المرض تختلف حسب المريض. وتشير إلى أن الأعراض يمكن أن تحدث عدة مرات خلال اليوم أو الأسبوع، وفي بعض الحالات، تسوء في الليل أو أثناء ممارسة النشاط البدني. ويقول المتخصصون بكلية الصيادلة في برشلونة (إسبانيا) إن "التمارين يمكن أن تسبب نوبة الربو، ولكن يمكن تجنب حدوث ذلك". وفي نفس الوقت يؤكدون على أن المصابين بالربو ليس محظورا عليهم ممارسة التمارين الرياضية بل "على العكس من ذلك، فينصح المرضى بممارسة الرياضة".
كما أيضا يشار إلى أن استثارة المرض بسبب ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى ضعف السيطرة على المرض.
وفي هذا السياق، توضح الجمعية الإسبانية لأمراض الرئة وجراحة الصدر (SEPAR) أن "الربو يتم التحكم فيه عندما لا يعاني المريض من السعال والصفير عند التنفس، وصعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر".
وتشير أيضا إلى أنه لمعرفة أن الربو تحت السيطرة، يجب أن تكون الأعراض "غير متكررة، وخفيفة ويجب أن تزول بسرعة مع استخدام بخاخ".
وبالمثل، السيطرة على الربو تسمح للمريض بأن يعيش حياة طبيعية، بدون قيود، وأيام ضائعة بدون عمل أو دراسة.
وأخيرا، يتم التحقق من السيطرة على المرض من خلال اختبارات وظائف الرئة، سواء أجريت تحت إشراف الطبيب المعالج أو وفقا لما يرصده المريض نفسه ويجب أن تكون طبيعية أو حتى تحسنت.
إذا تم استيفاء هذه الشروط، يكون مريض الربو على استعداد لممارسة الرياضة البدنية.
ويؤكد خبراء الجمعية الإسبانية لأمراض الرئة وجراحة الصدر (SEPAR) أنه عند القيام بنشاط بدني للمرة الأولى، نشعر جميعا بالتعب والإرهاق وضيق في التنفس بسبب لياقتنا البدنية السيئة.
وبالنسبة لمرضى الربو الذين لم يمارسوا الرياضة من قبل فإنهم يعانون أكثر وعن ذلك ينصح الخبراء بأنه "لذلك، يجب أن يكون التكيف تدريجي، حتى أنه بمرور الوقت سيتم تعلم التمييز بين التعب والإرهاق سواء بسبب قلة التدريبات أو نوبة الربو".
ووضح الخبراء أن السبب الجذري لأزمة الربو الناجمة عن ممارسة الرياضة هو التبريد السريع والمكثف للشعب الهوائية، التي تفقد الحرارة والرطوبة.
وأضافوا أنه "لذلك، التدفئة الجيدة، مع البدء في الإحماء بسلاسة حتى الوصول إلى معدل مكثف معتدل واستمراره لنحو 10 أو 15 دقيقة، سيجعل الشعب الهوائية مستعدة لممارسة الرياضة".
وأشاروا إلى أن "الرياضات التي تتم في ظروف مناخية حارة ورطبة تمنع ظهور الأزمات وأيضا الرياضة التي تمارس في صالات مغلقة، حيث يكون الجو عادة أكثر دفئا مما يبدو بالخارج".
رياضة ونصائح
تقول كلية الصيادلة في برشلونة إن هناك أنواع مختلفة من التمارين الرياضية كل منها يتطلب كمية مختلفة من الأكسجين.
لذا تشير إلى أن رياضة السباحة "هي واحدة من أفضل الرياضات لمرضى الربو لأنها لا تسبب الإفراط في الشعور بضيق الصدر كما أنها تمارس في بيئة رطبة. وفي المقابل، ممارسة رياضة العدو أو الجري على الآلة الكهربائية أو ركوب الدراجات تعد من الأنشطة غير الملائمة لمرضى الربو".
نصائح لمرضى الربو لدى ممارسة الرياضة
تقدم الجمعية الإسبانية لأمراض الرئة وجراحة الصدر (SEPAR) عددا من التوصيات لمرضى الربو عند ممارسة الرياضة":
1- أولا تناول الدواء قبل البدء في ممارسة النشاط البدني.
2- ممارسة الإحماء بشكل طويل وتصاعدي.
3- عدم ممارسة الرياضة بشكل مكثف.
4- الحفاظ على التنفس من الأنف.
5- حمل دائما بخاخ الربو في الحقيبة الرياضية.
كما يحذر الأطباء أيضا من عدم التصرف بتهور والتعرض لمواقف يتواجد فيها المريض وحيدا أو في خطر كما هو الحال عند التسلق الحر وتسلق الجبال وركوب الدراجات.
باتخاذ كل هذه الاحتياطات، يمكن لمرضى الربو الاستفادة من ممارسة الرياضة.
ويؤكد خبراء الجمعية الإسبانية المذكورة أنه "من خلال ممارسة الرياضة، يحصل مريض الربو على مزيد من الثقة في نفسه والحماس للمشاركة في الأنشطة التي يتعرض لها يوميا".