جاء قانون منع الأذان كرد فعل يهودي على القرار التاريخي لمنظمة «اليونيسكو» الذي أكد أحقية المسلمين بالقدس والمسجد الأقصى،
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها دولة الكيان الصهيوني منع رفع الأذان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ سبقتها من قبل محاولات مماثلة في 2006 وفي 2011 و2014، كان الهدف منها إثارة وتأجيج الصراع الديني في المنطقة واستكمال مخطط تهويد مدينة القدس وتصفية ما تبقى فيها من وجود إسلامي ومسيحي.
لقد أعلن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو - الذي سبق أن أخفق في تمرير قانون مماثل في لجنة التشريعات عام 2011 - تأييده لمشروع القانون، مبرراً ذلك بأنه لا يستطيع أن يحصي كم مرة توجه إليه مواطنون من جميع الشرائح والأديان بشكاوى من الضجيج والمعاناة التي يعيشونها، زاعماً أن «إسرائيل» ملتزمة بحماية من يعانون الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت رغم أنها دولة تحترم حرية العبادة لأبناء جميع الأديان.
وحديث نتنياهو مردود عليه وهو مليء بالتناقضات والأكاذيب، ويدحضه التضييق الذي ظلت تمارسه كل حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة على الفلسطينيين في أداء شعائرهم الدينية وتمنعهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الشريف. ولا يكاد يمر يوم من دون أن تقوم قواتها البربرية وقطعان مستوطنيها بانتهاك وتدنيس حرمته، وتصاعدت الانتهاكات إلى الحد الذي بات فيه الأقصى يواجه خطر الهدم والإزالة.
لقد جاء قانون منع الأذان كرد فعل يهودي على القرار التاريخي لمنظمة «اليونيسكو» في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي أكد أحقية المسلمين بالقدس والمسجد الأقصى، وأن الأقصى تراث إسلامي خالص، ونفى وجود أي ارتباط ديني لليهود به وبحائط البراق.
لقد حاول البعض، إعطاء تفسيرات ميتافيزيقية باعتبار ما حدث هو غضب إلهي وعقاب على منع الأذان. بل وذهب البعض في تفسيراته إلى اعتبار استمرار هذه الحرائق لخمسة أيام فقط، إشارة إلى عدد صلوات المسلمين في اليوم الواحد، وغيرها من التفسيرات الكثيرة التي حفلت بها المواقع الإلكترونية، كعدم مشاركة جيش العدو في عمليات إخماد النيران، وأن المناطق التي شملتها الحرائق من أراضي الفلسطينيين هي ما يخطط الكيان لمصادرته.
ومهما يكن من أمر، فإن دولة الكيان تثبت كل يوم تطرفها وعنصريتها البغيضة، فما أن أخمدت النيران بمشاركة الدفاع المدني الفلسطيني، حتى بدأت سلسلة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين بدعاوى التورط في إشعال الحرائق، وهدد وزير الأمن «الإسرائيلي» بهدم منازل المتورطين.
صفوة القول، إن «إسرائيل» ماضية في تنفيذ مخططاتها الإجرامية ضد الفلسطينيين في ظل العجز العربي والإسلامي، والتواطؤ الدولي لتصفية القضية الفلسطينية. ولعل المطلوب في هذا الظرف التاريخي الدقيق وقفة عربية إسلامية جادة لوقف العبث الصهيوني.
*نقلا عن الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة