القمة الأفريقية ..."الأمن الغذائي والتنمية " شعار متشابك مع الأمن والسلم
تجري القمة الأفريقية هذا العام، تحت شعار متشابك يحمل مضامين الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الأمن والسلم.
وتأتي القمة الأفريقية لهذا العام، تحت شعار يحمل مضامين الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، متشابكا ومتقاطعا مع الأمن والسلم اللذين يهددان باستمرار الصراعات والإرهاب واستمرار جائحة كورونا، فضلا عن التغير المناخي والجفاف.
وتنطلق غدا السبت، اجتماعات القمة الأفريقية الـ35 لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الأفريقي حضوريا، بأديس أبابا تحت شعار "بناء مرونة التغذية بالقارة الأفريقية وتسريع رأس المال البشري والتنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وبدأ القادة ورؤساء الحكومات التوافد على العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الجمعة، للمشاركة بالقمة الأفريقية الـ35 والتي تبدأ السبت وتستمر يومين.
ووصل إلى إثيوبيا الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2022.
شعار القمة
ويعد الشعار أحد أهم الموضوعات الرئيسية في فعاليات وأجندة القمم الأفريقية، إذ يستمر الشعار لعام كامل، وينبثق عنه عدد من الفعاليات والقضايا طوال العام.
وتحفل أجندة القمة الأفريقية لهذا العام، بعدد من الموضوعات والقضايا الملحة التي تهم القارة السمراء، وترتبط بالشعار.
وعادة ما يتم اختيار الشعار من قبل لجنة اقتراح الشعار، وفي ضوء الموضوعات الملحة في القارة السمراء، فيما يتم التأمين على مقترحات اللجنة عبر لجان الاختصاص للموضوع، التي ترفع الأمر بدورها لقمة الرؤساء والقادة الأفارقة للموافقة، ما يعني أن القمة السابقة هي من اعتمد شعار القمة المنتظرة غدا.
ومن المنتظر أن ينظر الاتحاد الأفريقي، في قمته غدا، في العديد من الملفات بينها بطبيعة الحال ملف الانقلابات العسكرية الذي يفرض نفسه بقوة إلى جانب ملفي الصراعات والإرهاب الحاضران باستمرار.
كما أن جائحة كورونا لا تزال تلقي بظلالها على أجندة القمة، وإن نجح القادة الأفارقة في تجاوزها بالحضور الشخصي في قمتهم هذا العام، بعد تغيب القادة عن مقر المنظمة الأفريقية في أديس أبابا لنحو عامين إثر الجائحة.
ويمثل شعار القمة محورا رئيسيا للنقاشات في أجندة القمة الأفريقية حسب القضايا وأهميتها واتساع رقعتها في القارة السمراء.
والأربعاء، بدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة الأفريقية باجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في دورته الـ40، والتي استمرت يومين، من أجل التمهيد لقمة رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأفريقي.
تغير المناخ
وبرزت أهمية شعار قمة هذا العام، من بين ثنايا كلمات المتحدثين في افتتاحية أعمال المجلس التنفيذي، إذ قالت المديرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأفريقيا فيرا سونجوي، إن مناخ أفريقيا في سباق مع الزمن لبناء أنظمة غذائية مرنة، مشيرة إلى أن العديد من الأغذية الأساسية في القارة، تواجه انخفاضا حادا بسبب تغيرات المناخ.
وأوضحت سونجوي أن مواجهة تحديات الصحة والتغذية وتغير المناخ لا تتطلب حلولا اليوم، لكنها تتطلب القدرة والتكنولوجيا لتقديم الحلول عند حدوث الأزمة.
وذكرت المسؤولة الأممية أن شرق أفريقيا سيكون لديه انخفاض بنسبة 22% في إنتاجية الغذاء بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ، مضيفة "من المتوقع أن تساهم اتفاقية التجارة الحرة في زيادة تجارة المنتجات الزراعية داخل أفريقيا بنسبة 42%. ما يساعد القارة في إطعام سكانها.
وفي ذات السياق، قال حسين حسن، رئيس الصناعة والتعدين والابتكار بفوضية الاتحاد الأفريقي، إن القمة الأفريقية الـ35 تضم مجموعة كبيرة من الموضوعات الهامة في أجندتها لهذا العام، ومعنية بالأساس، بتوفير الأمن الغذائي في أفريقيا.
وأوضح حسن لـ"العين الإخبارية" "هناك موضوعات مهمة تندرج تحت شعار القمة الأفريقية بجانب عدد كبير من الموضوعات ذات الصلة وأهمها السلم والأمن في أفريقيا وتغير المناخ والتنمية الزراعية ومكافحة الإرهاب وعدد من الموضوعات الثرية التي تحتويها أجندة الاتحاد الأفريقي".
واعتبر أن "توقيت القمة يأتي في ظل ظروف صعبة نتيجة تأثيرات جائحة كورونا التي ألقت بظلال ثقيلة على اقتصاديات معظم دول العالم"، مضيفا "هناك تحديات كبيرة لتحقيق التنمية وتعافي اقتصاد القارة ضمن أهم الموضوعات الأساسية التي سيتم مناقشتها في القمة".
تقاطعات الأمن والسلم
شعار القمة هذا العام يرتكز على الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة الأفريقية، ويستمد أهميته من احتوائه على العديد من الموضوعات وتقاطعاته في ذات الوقت مع الأمن والسلم المهددين بالصراعات والإرهاب والانقلابات بالقارة.
كما أن استمرار جائحة كورونا هي الأخرى، سيكون لها تأثيرها إلى جانب التغير المناخي والجفاف كأكبر عاملين مؤثرين على الزراعة التي تعول عليها شعوب القارة الأفريقية.
كل هذه التحديات تجعل من موضوع القمة الأفريقية لعام 2022، في غاية الأهمية، خاصة أن القمة ستستمع لتقارير مختلفة لكل من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، حول مستقبل الحوكمة في أفريقيا، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي سيقدم تقريرا عن التطرف العنيف والإرهاب في القارة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إن السلم والأمن مهددان في العديد من أقاليم القارة جراء النزاعات وتمدد الإرهاب في الساحل والجنوب الأفريقي.
وأوضح فكي خلال كلمة له في افتتاح اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، أن "التغييرات غير الدستورية في القارة السمراء قد تضاعفت وتعكس مؤشرات خطيرة لتراجع الإرادة السياسية".
وأضاف أن "الانقلابات العسكرية التي تضاعفت بشكل سريع تبعث بالقلق على زعزعة استقرار القارة واقتصاداتها".
وضمن أجندة القمة سيقدم العاهل المغربي الملك محمد السادس تقريرا عن حالة الهجرة، فيما سيقدم الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، تقرير عن التقدم المحرز في الملاريا بأفريقيا، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تقريرا عن الزراعة والتغذية في أفريقيا..
وتتطرق القمة إلى التقرير المرحلي عن جائحة كورونا، وتأثيره على الاقتصادات الأفريقية، فضلا عن تقرير وضع الأمن المناخي بالقارة.
وكانت رئيسة المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وزيرة خارجية السنغال أيساتا تال سال، وصفت الأوضاع في القارة الأفريقية بالقاتمة.
وقالت سال، التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الأفريقي في ٢٠٢٢، إن الأوضاع السيئة التي تعيشها القارة نتيجة النزاعات والإرهاب والانقلابات، ستقضي على الجهود التنموية.
وستنتقل رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي من رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، إلى الرئيس السنغالي ماكي سال، خلال مراسم الجلسة الافتتاحية للقمة صباح السبت.
تتزامن القمة الأفريقية لهذا العام في نسختها الـ35، مع الذكرى الـ20 لتأسيس الاتحاد الأفريقي، الذي كان في السابق منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست في 25 مايو/أيار 1963، قبل أن تتحول لاحقا إلى الاتحاد الأفريقي في يوليو/تموز عام 2002.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز