"فشل أخلاقي" في أزمة الروهينجا يُفقد زعيمة ميانمار حليفا غربيا
السفير الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة، بيل ريتشاردسون، استقال من لجنة دولية شكلتها ميانمار لتقديم المشورة في أزمة الروهينجا
استقال أحد أقرب حلفاء زعيمة ميانمار أونج سان سو كي، من لجنة استشارية دولية، واصفا الأخيرة بأنها فريق تشجيع لسياسة الحكومة الفاشلة إزاء أزمة الروهينجا، بدلا من معالجتها.
وفي بيان لاذع أصدره اليوم الخميس، اتهم السفير الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة، بيل ريتشاردسون، زعيمة ميانمار التي يعرفها منذ عقود، بافتقارها "للقيادة الأخلاقية"، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
- صور صادمة.. الروهينجا يغامرون بحياتهم فوق طوافات بلاستيكية
- الروهينجا.. الأطفال آباء وأمهات في بنجلاديش
ورجح ريتشاردسون، أن تصبح اللجنة الاستشارية الدولية،المكونة من 10 أعضاء،فريق تشجيع لسياسة الحكومة، بدلا من اقتراح تغييرات حقيقية في السياسة العامة المطلوبة بصورة ملحة، لضمان السلام والاستقرار والتنمية في ولاية راخين التي تقطنها أقلية الروهينجا المسلمة، غربي ميانمار.
والغرض من تلك اللجنة الاستشارية هو مساعدة الحكومة على تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق التي ترأسها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان.
وقال الخبير الأمريكي إنه بعد ثلاثة أيام من اجتماعات اللجنة "أصبح واضحا أنه ليس بإمكاني تأدية هذا الدور بضمير حي".
ومنذ أغسطس/آب الماضي، اضطر أكثر من 688 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة إلى الفرار من منازلهم بهذه الولاية، وسط تقارير عن عمليات قتل واغتصاب جماعي وإحراق قرى بأكملها.
وأشار ريتشاردسون إلى أنه بالرغم من أهمية إدراك أن الجيش ما زال يتمتع بسلطة كبيرة وأنه يقع عليه اللوم في المقام الأول بشأن النزوح الحديث للاجئين، إلا أن غياب القيادة الأخلاقية لزعيمة ميانمار في هذه القضية الهامة مصدر قلق بالغ.
وترى الشبكة الإخبارية الأمريكية أن استقالة ريتشاردسون ستكون صفعة لكل من سمعة اللجنة الدولية وسو كي نفسها.
وأثناء الإقامة الجبرية لزعيمة ميانمار، والتي امتدت لمدة عام في ظل الحكومة العسكرية، كان ريتشاردسون أحد أوائل الشخصيات الغربية التي زارتها، واحتفظ بصداقتها لعقود، حسب قوله.
ويبدو أن اعتقال اثنين من صحفيي وكالة "رويترز"، كانا يحققان في التطهير العرقي براخين، كان السبب الرئيسي للخلاف بين ريتشاردسون وسو كي.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق إنه كان مستاء جدا من رد فعل زعيمة ميانمار على طلبه بمعالجة موقف الصحفييْن بسرعة وعدالة، وهو الطلب الذي يقول إنه أثار رد فعل غاضب منها.
واعترف المتحدث باسم حكومة ميانمار زاو هتاي، بأن ريتشاردسون أثار قضية الصحفييْن في اجتماع، لكنه قال إن القضية "لم تكن ذات صلة بأجندة الاجتماع".
ولفت هتاي إلى أن الاجتماع كان متعلقا فقط بقضية ولاية راخين، وأن سو كي أخبرت ريتشاردسون بالحفاظ على الأجندة الصحيحة.
وكان صحفيا رويترز يعملان في تغطية لأزمة الروهينجا في ولاية راخين، واعتقلتهما سلطات ميانمار، في الـ12 من ديسمبر/كانون أول الماضي..