لماذا نجحت النمسا وتأخرت فرنسا بمواجهة التطرف؟
رغم بشاعة الهجوم الذي تعرضت له فيينا إلا أنه لم يكن مفاجئا لخبراء مكافحة الإرهاب، لأنهم يعلمون جيدا أن التهديد لم يختف مطلقا.
وترى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن هذا التهديد الإرهابي أقل حدة في الوقت الراهن مقارنة بما كان عليه الوضع بين عامي 2014 و2017، عندما نفذ متطرفون هجمات دامية بدا بعضها وكأنه يحدث بصورة منتظمة، وكان بعضها بتحريض من تنظيم داعش الإرهابي.
وتعتقد المجلة أن تعامل النمسا مع الهجوم الإرهابي، الذي وقع في في 2 نوفمبر/تشرين الثاني وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين، قبل أن تقتل السلطات المهاجم، يشكل "نموذجا يحتذى" في التصدي للإرهابيين والمتشددين في القارة الأوروبية، على العكس من فرنسا التي فشلت في ذلك.
وأوضحت "فورين بوليسي"، في تقرير لها، أنه على الرغم من عدم قدرة حكومة المستشار النمساوي سيباستيان كورتس على إحباط هجوم فيينا الإرهابي بسبب قلة الموارد، والصعوبات القانونية التي تواجهها حكومته في ترحيل المسلحين الأجانب وحل المنظمات المتطرفة، كما في حال منفذ هجوم فيينا، لكنها تكافح الإرهاب بخطوات حازمة.
وأوضحت المجلة أن كورتس جعل من مواجهة الإسلاموية بشقيها العنيف وغير العنيف، أحد أولويات سياسته.
وأشارت إلى أن كورتس كان متقدما على ماكرون في الحديث عن ضرورة مواجهة الأصولية، حيث يعتبر المستشار النمساوي أن التطرف تهديد للحياة الديمقراطية والتماسك الاجتماعي في النمسا، كما أثار المخاوف بشأن التمويل الأجنبي للمؤسسات الإسلامية المحلية في بلاده، وتأثيرات ذلك على نظام التعليم في النمسا.
وأوضحت المجلة أن كورتس اتخذ إجراءات ملموسة بالفعل بهذا الشأن، فعلى سبيل المثال أقرت النمسا في 2015 مراجعات لقانون عام 1921 الذي ينظم العلاقة بين الدولة والمجتمع المسلم فيها".
وأعاد تنظيم معايير تعيين الأئمة وحظر التمويل الأجنبي للمؤسسات الإسلامية في النمسا، وقدمت الحكومة قانونا يحظر رموز تنظيم الإخوان الإرهابي.
كما شرعت فيينا في إجراءات لإغلاق العديد من المساجد المتطرفة وطرد الأئمة المتشددين، وأنشأت مرصدا دائما للإسلام السياسي.
يشار في هذا الصدد إلى أن ضربات النمسا التي استهدفت جماعة الإخوان الإرهابية، ومنحت تأكيدا عمليا على بداية نهاية تنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا.
واعتبر خبراء، في أحاديث سابقة لـ"العين الإخبارية"، ضربات النمسا الموجعة للإخوان دليلا على أن "الدول الغربية أدركت مؤخرا خطورة تنظيم الإخوان على مجتمعاتهم، فأصبحت رافضة لأي ممارسات متطرفة، لتسقط معها أي شرعنة لوجود الكيانات الإرهابية على الأرض".
نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في ٤ ولايات اتحادية، بينها فيينا، ضد أشخاص وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية في عملية قالت الصحف النمساوية في البداية إنها "رمسيس" التي كانت تعد لها الشرطة منذ عامين، لكن الداخلية النمساوية قالت إن اسمها تغير إلى "الأقصر".