سيارات "الدفع الرباعي".. حرب "طالبان" بـ"نيران صديقة"
مع كل تقدم تحرزه حركة "طالبان" في أفغانستان، يظهر مقاتلوها في مواكب الاحتفال بسيارات دفع رباعي حديثة بينها أمريكية الصنع.
فبعد يوم من استيلاء طالبان على قاعدة عسكرية في قندوز كان يستغلها الجيش الألماني إبان انتشاره هناك، وقف مسلحو الحركة في أحد ميادين المدينة، وخلفهم سيارتا دفع رباعي من طراز "فورد رينجرز" المصنعة في الولايات المتحدة.
ومن الملاحظ في جميع مقاطع الفيديو الخاصة بالحركة تقريبًا، استخدام طالبان بشكل متزايد سيارات الدفع الرباعي من طراز فورد أو تويوتا في التنقل بين الطرق الوعرة. فما السر وراء هذه القصة؟.
الجواب بسيط: قوات الأمن الأفغانية تستخدم سيارات الدفع الرباعي من فورد وتويوتا. وبما أن الآلاف من الجنود يهربون من الخدمة، فإن أعدادًا كبيرة من هذه السيارات تقع في أيدي طالبان في النهاية.
وبين عامي 2003 و2011 فقط، سلمت الولايات المتحدة، بمساعدة شركة "RMA Group" الأمريكية ومقرها تايلاند، ما لا يقل عن 35000 مركبة من طراز فورد رينجرز المتمكنة في جميع الطرق الوعرة والتضاريس الصعبة للجيش الأفغاني، وفق مقطع فيديو نشرته أسوشيتد برس في 2015 واطلعت "العين الإخبارية" عليه.
وخلال العام الجاري، سلمت الولايات المتحدة مركبات طوارئ جديدة إلى القوات المسلحة الأفغانية، تتمثل في 43 سيارة فورد رينجرز جديدة، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
ولكن الأمر لم يتوقف على فورد فقط، فسيارات تويوتا هيلوكس المتمكنة في جميع التضاريس الصعبة وتعرف بـ"الجحيم على 4 عجلات"، فتنتشر بكثافة كبيرة في أفغانستان.
وبصفة عامة، تستخدم الشرطة الأفغانية على وجه الخصوص، وكذلك الجيش أيضًا، تويوتا وفورد للانتقال من قاعدة إلى أخرى في التضاريس الوعرة، وهذه القواعد بالتحديد هي التي احتلها المئات من مسلحي طالبان في الأسابيع الأربعة الماضية، وصادروا كل الأسلحة والعربات المتواجدة فيها.
لذلك، أصبحت عشرات الآلاف من سيارات فورد وتويوتا التابعة لقوات الأمن الأفغانية، بين ليلة وضحاها، تحت سيطرة طالبان، وفق تقديرات تقارير ألمانية.
وبالإضافة إلى سيارات فورد وتويوتا التي سيطرت عليها طالبان، هناك عربات الهامفي التي سلمها الجيش الأمريكي إلى القوات المسلحة الأفغانية، وسيطرت الحركة على ألف مركبة منها في الأسابيع الماضية.
ووفق صحيفة بيلد، فإن بعض سيارات الهامفي التي سيطرت عليها طالبان في حالة سيئة، وبعضها الآخر يعمل بكامل طاقته ومزود بمدفع رشاش ثقيل، ويستخدمها المسلحون بكثافة في القتال في الوقت الراهن.
وأحيانا يمكن التمييز بين قوات الأمن وعناصر طالبان عبر الأعلام المرفوعة على المركبات فقط، لأنهم يستخدمون سيارات متطابقة تقريبا.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg
جزيرة ام اند امز