باباجان يدشن رسميا حزبه المناهض لأردوغان
وسائل إعلام تركية أكدت أن باباجان أقام حفلا للتعريف ببرنامج الحزب الجديد بعد انتخابه رئيسا له بإجماع أصوات أعضاء مجلسه التأسيسي.
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، علي باباجان، الأربعاء، رسمياً تدشين حزبه الجديد (الديمقراطية والتقدم) في حفل بالعاصمة أنقرة.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن باباجان أقام حفلًا للتعريف ببرنامج الحزب الجديد بعد انتخابه الثلاثاء رئيسًا له بإجماع أصوات أعضاء مجلسه التأسيسي.
وأزاح باباجان الستار عن أهداف (الديمقراطية والتقدم) وبرنامجه، إضافة إلى شعار الحزب، وهو عبارة عن قطرة ماء تتخللها ورقتا شجرة.
وشدد باباجان في كلمته على أن النظام الرئاسي الذي تحولت إليه تركيا قبل نحو عام هو السبب الرئيس في الأزمات التي تعاني منها بلاده.
وأوضح أن استفتاء التعديلات الدستورية الذي شهدته تركيا في 17 أبريل/نيسان عام 2017 التي بموجبها تم إقرار النظام الرئاسي، كانت إيذانًا بتعطيل البرلمان والقضاء.
وأشار باباجان إلى أن هناك كثيرا من الانتقادات التي توجه لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في العديد من الموضوعات والمجالات، بداية من العدالة إلى حرية الصحافة ومن الاقتصاد إلى السياسية.
وقال: "أجواء الخوف والإقصاء أنهكت السياسة وأنهكتنا جميعًا"، مشددًا على ضرورة تبني سياسات قائمة على احتضان جميع أطياف المجتمع دون تمييز على أساس عرقي أو مذهبي أو أيديولوجي.
وأوضح أن "انتهاك حقوق الإنسان، وتقييد الحريات، أمور من شأنها خلق أجواء من الاضطراب، والخطابات الإقصائية من شأنها جعل المجتمع متوترًا باستمرار".
اقتصاديًا لفت باباجان الذي حمل حقيبة الاقتصاد بعدد من الحكومات قبل ذلك، إلى أن الأوضاع التي تشهدها تركيا متردية.
وزاد "المستثمرون والصناعيون لا يملكون الرؤية الواضحة لما هو قادم، يجادلون حتى يمكنهم البقاء في ظل تلك الظروف".
في سياق آخر بيّن أن "التعليم، والصحة يأتيان على رأس أولويات برنامج حزبه"، لافتًا إلى أن "هناك بعض المؤشرات التي تدلل على بدء فساد النظام الصحي بالبلاد".
كما تعهد باباجان بالعمل من أجل إعادة القضاء إلى مساره الطبيعي حيث الاستقلالية والحيادية، مشيرًا إلى أن "قضاء بلا استقلال يعني وطنًا بلا ديمقراطية أو حقوق".
وتابع قائلا: "المواطنون الأتراك تساورهم الشكوك بشأن مستقبلهم، فالجميع خائفون من فقد وظائفهم. فسياسة الخوف باتت تخيم على جميع الأنحاء".
وأردف "تقييد الحريات، يحبس أنفاس المجتمع. لا سيما أن الديمقراطية عندنا ضعيفة، وبات الناس غير قادرين على إيصال أصواتهم".
ونوه بأن الشعب التركي أصيب بالملل خلال السنوات الأخيرة؛ إذ سلب منه كل شيء، لكنه تحلى بالصبر.
واستطرد "وها نحن هنا الآن ولن نسمح باستمرار هذه الأحزان، فلقد حان الوقت لتولي المسؤولية، وهذا هو وقت الديمقراطية من أجل تركيا".
وكشف عن أن المجلس التأسيسي للحزب يتكون من 90 عضوًا، يمثلون جميع أطياف المجتمع، قائلا: "فهذا المجلس الصغير يعد نموذجًا مصغرًا لتركيا".
والإثنين الماضي، قدم باباجان طلب تأسيس حزبه الجديد إلى وزارة الداخلية، وأشارت العديد من وسائل الإعلام التركية إلى وجود أسماء ضمت قيادات ونواب برلمانيين سابقين عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، في القائمة التأسيسية للحزب الجديد، فضلا عن قيادات سابقة بالجيش.
ومن ضمن مؤسسي الحزب عبدالله جول، الرئيس التركي الأسبق، وسعد الله أرغين وزير العدل الأسبق، ونهاد أرغون، وزير الصناعة والعلوم والتكنولوجيا الأسبق.
وقبل نحو أسبوع، قالت مصادر مقربة من باباجان إن لائحة النظام الداخلي للحزب جرى إعدادها على يد عدد من الخبراء بلغ 300 شخص، واستغرقت مدة عمل بلغت 5 أشهر شملت 24 طاولة نقاش مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن باباجان استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم في يوليو/تموز الماضي، اعتراضًا على سياسات الحزب.
وبعده بشهرين، وتحديدًا في سبتمبر/أيلول الماضي استقال رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، الذي أعلن في 13 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضا مبادئه والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر.
ويوم 9 فبراير/شباط الماضي كشفت المحكمة العليا بتركيا، في أحدث بيانات لها، عن انخفاض أعضاء العدالة والتنمية، بأكثر من 15 ألف عضو خلال 50 يوما فقط.
ووفق البيانات المنشورة، واصل الحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، خسارته لأعضائه المسجلين لديه، بفقد 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوما فقط.
وبحسب تراجع عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية من 10 ملايين و211 ألفا و596 عضوا في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى 10 ملايين و195 ألفاً و904 أعضاء، ما يعني انخفاض أعدادهم بمقدار 15 ألفاً و692 عضوا خلال 50 يوماً.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز