صحيفة فرنسية قالت إن جماعات عسكرية عراقية وأحزابا سياسية تسعى إلى قطف ثمار النصر على داعش في الانتخابات التشريعية المقبلة.
بغداد التي أدمتها الحرب الأمريكية 2003، ومزقتها الحرب الأهلية الدموية، ودمرتها هجمات تنظيم داعش الإرهابي.. أصبحت تأمل في تضميد جراحها عبر المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق.
- الجبير: أمن العراق ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة
- جوتيريس يحث المجتمع الدولي على دعم إعمار العراق "بالسياسة والموارد"
وقالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، خلال تقرير حول العاصمة العراقية بغداد، إن العديد من الجماعات العسكرية العراقية والأحزاب السياسية تسعى إلى قطف ثمار النصر على داعش والتنافس من أجل الفوز بمعركة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها خلال شهر مايو/أيار المقبل.
وأضافت أن تنظيم داعش الإرهابي دمر مدينة "ساحة الفردوس" التي شهدت سقوط تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عام 2003 أمام آلاف العراقيين، كما عرقل محاولات الحكومة العراقية حين حاولت إعادة إعمار المدينة بعد الحرب الأمريكية.
وتعاقبت الحكومات التي حاولت بدء عدة مشروعات لإعادة الإعمار إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل لعدة أسباب من بينها؛ سيطرة داعش على بعض المناطق إلا أن الحكومة وضعت خطة شاملة منذ سبتمبر/أيلول 2017 لتطوير 20 موقعاً في بغداد بتمويل مجموعة مصارف عامة وخاصة.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن رئيس الوزراء حيدر العبادي هو الرجل الذي يبدو متحمساً من أجل بناء العراق ما بعد الحرب.
وكان العبادي الذي تسلّم مقاليد الحكم في أعقاب سقوط الموصل عام 2014 شكّل نقطة ارتكاز للتحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش، أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تطهير البلاد من ذلك التنظيم الإرهابي.
ولفت تقرير "ليبراسيون" إلى أن شكوك الانتصار النهائي على داعش ظلت عائقاً أمام إطلاق عملية إعادة إعمار المدينة وحتى إعلان الجيش الانتصار النهائي على مسلحي داعش يعد سيطرتهم على جزء كبير من مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق.
وذكٌرت الصحيفة أنه بعد انتهاء الغزو الأمريكي غرقت العراق في حرب أهلية دموية بين أصحاب المذاهب الدينية المختلفة راح ضحيتها أكثر من 50 ألفاً خلال 10 سنوات من عام 2004 حتى 2014، وظل الجيش العراقي يقاوم الغزاة الأمريكيين في ذلك الوقت، ثم إرهابيي تنظيم القاعدة وأخيراً تنظيم داعش الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حان وقت طي صفحة الصراعات، موضحة أن العراقيين الذين استطاعوا هزيمة داعش لديهم القدرة على إعادة بناء مستقبلهم.
ونقل التقرير عن الباحث السياسي العراقي هشام الهاشمي، قوله "إن هناك فصائل وأحزاباً سياسية تسعى إلى قطف ثمرة النصر على داعش والتنافس من أجل الفوز بمعركة الانتخابات التشريعية المقبلة"، مشيراً إلى أن مليشيا الحشد الشعبي التابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني لديها أطماع تحاول خلالها تحويل النصر العسكري على داعش إلى أهداف سياسية بالانتخابات التشريعية المقبلة.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن الفضل الأكبر في هذا الانتصار يعود للجيش الوطني العراقي والحكومة العراقية، مشيرة إلى أن حيدر العبادي لديه القدرة على حشد الأصوات لصالحه في الانتخابات المقبلة، ولكن مع تخليه عن مليشيا الحشد الشعبي أو دمج عناصرها في القوات النظامية.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق أشارت الصحيفة إلى أن العراق يحتاج إلى نحو 88 مليون دولار لإعمار 40 ألف منزل مدمر، وتشييد مستشفيات ومدارس وبنية تحتية متكاملة.