مؤتمر المنامة للأمن الإقليمي، الذي عقد فى البحرين، وضم مسؤولين ومفكرين من 20 دولة، لفت الأنظار إلى عدة ملفات بالغة الأهمية.
مؤتمر المنامة للأمن الإقليمي، الذي انعقد منذ أيام في البحرين، وضم مسؤولين ومفكرين من 20 دولة، منها الولايات المتحدة، لفت الأنظار إلى عدة ملفات بالغة الأهمية، شديدة السخونة.
وأتوقف في هذا المؤتمر أمام ملاحظتين مهمتين لكلمتين، الأولى لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وكلمة وزير الدفاع الأمريكي «ماتيس».
الذي لم يقله ماتيس: «هل تفضل واشنطن أن تتم مصالحة مع الدوحة بأي ثمن حتى لو كان ذلك يعني استمرارها في دعم: طالبان، وحماس، والإرهاب التكفيري، والحشد الشعبي، وجماعة الإخوان والشيشان»؟!
كانت كلمة عادل الجبير هذه المرة، فوق الدبلوماسية، وعلى مستوى المواجهة لمحاولات البعض الإضرار بسمعة الرياض ونقل جوهر الأزمة من الرياض إلى إيران، ومن جرائم الحوثي إلى مسألة جريمة جمال خاشقجي، رحمه الله.
منهج عادل الجبير والخارجية السعودية الثابت أن المنطقة تمر بأزمة شديدة، وتوترات بسبب ذلك السلوك الإيراني المنفلت، وأن موقف الرياض في اليمن جاء كرد فعل مشروع وحق وجودي في حماية الحدود والبشر والثروة والمقدسات من العدوان بالوكالة التي تمارسه طهران ضد الرياض عبر وكيلها الحوثي.
ويرى عادل الجبير في مجالسه الخاصة وفي العلن أن الخطر يكمن في السياسة العدوانية الإيرانية على أساس «أننا لم نعتد على إيران لكنها هي التي تعتدي علينا وتسعى للإضرار بنا على جبهات متعددة في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وباكستان، وأفغانستان».
والذي يستخلص كلام الوزير الجبير سوف يفهم جيداً أن السعودية الجديدة في الداخل، صاحبة الرؤية الديناميكية في أسلوب اتخاذ القرار الداخلي، يجب أن تحمي هذا القرار، وهذه الإصلاحات من خلال سياسة إقليمية موازية متسقة تماماً مع الخط الداخلي.. أفهم من ذلك أنه لا يمكن أن تكون في حالة سباق مع الزمن في الداخل وتكون في حالة استرخاء إقليمي في المنطقة.
أهم ما يميز حقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هي المبادرة بقوة في الداخل والخارج لمواجهة التحديات دون مجاملة مهما كانت التكاليف.
باختصار، نحن أمام حقبة تسعى لتمكين الـ70٪ من سكان المملكة الذين هم دون سن الـ30 عاماً من مجتمع متنور، متقدم، متوافق مع العالم الحديث، له قوة إقليمية تحقق الردع والقدرة على الحماية والمواجهة.
هنا أتوقف أمام كلمة وزير الدفاع الأمريكي ماتيس، الذي طرح 3 أمور استرعت الانتباه:
الأول: أن دور موسكو في المنطقة لا يمكن أن يكون بديلاً استراتيجياً للدور الأمريكي.
الثاني: أن إيران الآن تحت الضغط وسوف يستمر تأثرها بهذا الضغط خلال الأسابيع المقبلة، وأن ذلك سوف يحد من أخطارها في المنطقة.
الثالث: وهذا ما أتوقف شخصياً أمامه، هو قوله: إن الخلاف بين دول التحالف العربي وقطر، الذي بدأ منذ أكثر من عام قد أدى إلى مشاكل كبرى في التنسيق الإقليمي، خاصة في مواجهة إيران، وإن هذه الخلافات يجب أن تنتهى.
وكأن ماتيس يقول ويردد ما يقال لكثير من العواصم الخليجية في أي لقاء: «ليتكم تنهوا هذا الخلاف بأي ثمن».
الذي لم يقله ماتيس: «هل تفضل واشنطن أن تتم مصالحة مع الدوحة بأي ثمن حتى لو كان ذلك يعني استمرارها في دعم: طالبان، وحماس، والإرهاب التكفيري، والحشد الشعبي، وجماعة الإخوان والشيشان»؟!
لا يمكن القبول بأي شيء، وبأي ثمن من أجل عيون الأمريكيين، ولكن الدول تتخذ قراراتها لمصلحة شعوبها أولاً.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة