لبنان يواجه أزمة خطيرة.. استغاثة عاجلة من "المركزي" للحكومة
وضع مصرف لبنان المركزي، السلطات اللبنانية، أمام مسئوليتها، وطلب منها حل أزمة تمويل دعم استيراد السلع الأساسية.
ودعا مصرف لبنان المركزي، الأربعاء، حكومة تصريف الأعمال لإقرار خطة ترشيد الدعم، لأنه لن يستخدم الاحتياطيات الإلزامية من العملات الأجنبية لتمويل الدعم.
الاحتياطيات الإلزامية
وقال المركزي اللبناني، إن خطة ترشيد الدعم يجب إقرارها حتى تتسنى مساعدة الأشخاص الأشد احتياجا.
وحسب رويترز، أكد مصرف لبنان المركزي مجددا، أنه لن يستخدم الاحتياطيات الإلزامية لتمويل الدعم الذي يتكلف حاليا حوالي 6 مليارات دولار كل عام.
وتراجعت احتياطيات لبنان من العملة الصعبة من أكثر من 30 مليار دولار في أواخر 2019 إلى ما يزيد قليلا عن 15 مليار دولار في مارس/آذار الماضي.
اعتمادات للوقود
كما قال البنك المركزي في بيان إنه:" تمّ دفع ما يقتضي إلى المصارف لتلبية الاعتمادات" الخاصة باستيراد الوقود، بعد نقص تسبب في اصطفاف طوابير طويلة في محطات الوقود في أنحاء لبنان.
وأضاف، أنه سدد أيضا مدفوعات لضمان استمرار المستلزمات الطبية الأكثر أولوية، وينتظر من وزارة الصحة تحديد الأدوية ذات الأولوية للاستيراد.
طلب حل الأزمة
كان مصرف لبنان المركزي، قد قال الشهر الماضي، إن منظومة استيراد السلع الطبية المدعومة لا يمكن أن تستمر دون المساس باحتياطياته الإلزامية، وطلب من السلطات إيجاد حل لتجنب هذه النتيجة.
ويقول لبنان، الذي يعاني حالة من الشلل السياسي ومثقل بالديون ويكافح لجمع أموال من الدول والمؤسسات المانحة المحتملة، إن الأموال المخصصة للدعم نفدت.
وينتقد التجار والمستهلكون صيغة منظومة الدعم وتطبيقها، والتي تضم قوائم طويلة من العناصر غير الأساسية، واصفين إياها بالإهدار.
لبنان أكثر الدول فشلا
وأشارت نتائج دراسة صادرة عن مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى أن اقتصاد لبنان بات يتعثَّر أكثر فأكثر، وبعد أكثر من عام ونصف العام، تدهورت الحياة المعيشية في لبنان.
وأضافت، أن الانكماش الاقتصادي الكبير والكساد العظيم ظهر في صعوبة الحصول على السلع الأساسية، بخلاف ندرة الوقود والدواء.
وصنف مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية ، لبنان من أكثر الدول فشلا، موضحا أنّ لبنان في قائمة الدول الفاشلة تراجع 36 مركزًا على مدى 5 سنوات، ليصبح ترتيبه في عام 2021 بين الدول الـ 34 الأكثر فشلًا من أصل 179 دولة شملها التصنيف.
وتحتل اليمن أعلى تصنيف بين الدول الفاشلة، فيما تُعدُّ فنلندا بينها الأقل فشلًا.
سقوط لبنان
وتحت سؤال هل بات سقوط الدولة حتميا؟ أشارت الدراسة إلى أن التأزم السياسي يضطلع بالدور الأكبر في استمرار الانهيارات .
ورأت أن وزراء حكومة تصريف الأعمال لا يبدو أنّهم يهتمون بمخاطبة اللبنانيين وشرح أي أمر يتعلق بأمنهم الغذائي أو الصحي أو المعيشي.
وبالنسبة لحكومة تصريف الأعمال ، قالت الدراسة إنها تتعاطى مع الأوضاع بطريقة الهواة في المفاوضات مع الهيئات الدولية والصناديق المانحة.
ونوهت بتأخر توقيع الاتفاقية مع "البنك الدولي" لتمويل برنامج شبكات الأمان الاجتماعي 7 أشهر بينما فقراء لبنان في أمس الحاجة إلى دعم مباشر.
انهيار مالي واقتصادي يتزايد
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس/آب وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.
وتخلفت الدولة في مارس/آذار 2020 عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض عُلّقت لاحقاً بسبب خلافات بين المفاوضين اللبنانيين.
وبلغ إجمالي الدين العام حتى نهاية 2020، نحو 85.4 مليار دولار، تشكل نسبته 174% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة 5.3% مقارنة بـ 2019، بحسب مصرف لبنان.
وتراجعت ودائع العملاء لدى القطاع المصرفي 13.1 % خلال العام الماضي إلى 146.77 مليار دولار، مقارنة بـ 168.9 مليار دولار في 2019، وفق أرقام رسمية لمصرف لبنان المركزي.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز