الاستحمام.. نظافة واسترخاء وصحة
للاستحمام فوائد سحرية تتعدى مجرد النظافة الشخصية، إلى تعزيز النشاط وتخفيف الآلام وتنشيط الجسم وتجديد خلايا البشرة.
"النظافة من الإيمان"، قول مأثور وقاعدة تجسد أهمية الاستحمام الذي يعد من السلوكيات التي ترتبط عادة بالحفاظ على الصحة البدنية والراحة النفسية، خصوصاً لدى فئة الشباب الذين يبذلون مجهوداً عضلياً ونشاطاً بدنياً في حياتهم اليومية.
ويساعد الاستحمام مساءً قبل النوم على الاسترخاء والهدوء بعد يوم مليء بالتعب والإرهاق، ويُعتبر الطريقة المثلى للتخلص من الأرق ويساعد على النوم بهدوء.
ويُعتبر "الدوش" السريع نهاراً هو الطريقة الأمثل للحصول على بعض النشاط والحيوية والانتعاش قبل الذهاب إلى العمل، لأنه يخلص الجسم من التشنج وأوجاع العضلات خاصة في منطقة الكتفين.
وأثبتت الدراسات أن الاستحمام بالمياه الدافئة يخلص الجسم من أعراض التوتر وينشط الدورة الدموية، ويساعد على تجديد خلايا البشرة والتخلص من طبقات الجلد الميتة ليعيد للجسم نضارته وحيويته.
وللحصول على فوائد الاستحمام ينصح الخبراء بالاستحمام بالماء المعتدل من حيث درجة الحرارة، وتجنب الاستحمام بالماء البارد جداً أو الساخن جداً لما له من أضرار كبيرة على صحة الجسم بشكل عام، وعلى رطوبة الجلد بشكل خاص.
ويُنصح باستخدام المستحضرات الطبيعية بديلاً عن الشامبو الصناعي والذي يحتوي في تركيبته على المواد والعناصر الكيميائيّة الضارّة، كما يوصى بتجنب الاستحمام بعد الأكل مباشرة وخاصة بعد الوجبات الرئيسيّة الدسمة، لما في ذلك من خطورة كبيرة على صحّة الجسم والقلب تحديداً.
فوائد الاستحمام بالماء الدافئ
يمكن للاستحمام بالماء الدافئ أن يعالج آلام العضلات والمفاصل المصاحبة لالتهاب المفاصل، والإفراط في وظيفة العضلات، ويحفظ الماء الساخن الدورة الدموية وتدفق الدم.
ويمكن للمسام المسدودة في الجلد أن تؤدي إلى عيوب وتراكم السموم في الجلد، ويساعد الماء الساخن والبخار على فتح مسام الجلد، ما يجعل من السهل تنظيفها والتخلص من الشوائب.
ويعد الاستحمام بالماء الدافئ وسيلة فعالة في عملية الإحماء قبل العمل في الصباح، حيث إنه عند النهوض من السرير يمكن للعضلات أن تكون مشدودة، لذلك فإن الماء الساخن يساعد على تدفئة العضلات وتدفق الدم.
وبغض النظر عن عمليات التدليك، فإن الاستحمام بالماء الساخن هو أفضل وسيلة لتخفيف آلام الرقبة والكتف، كما أن القيام ببعض حركات الرقبة والكتف الدائرية في الحمام تعمل على تخفيف آلام العضلات.
ويمكن للماء الدافئ أيضاً أن يخفف البلغم ويساعد على التخلص من المخاط الذي يمكن أن يسبب السعال أو التهاب الحلق، بالإضافة لتخفيف آلام الجسم الأخرى المرتبطة بالبرد.
ويعد الاستحمام بالماء الساخن من المسكنات الطبيعية, إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، فإن الدش الساخن لمدة 10 دقائق يهدئ الجسم والعقل والأعصاب.
فوائد الاستحمام بالماء البارد
يمكن للماء البارد أن يعمل على تسريع زوال آلام العضلات وزيادة مستوى الوعي الذهني، خصوصاً عند الاستحمام بالماء البارد في فترة الصباح وبعد ممارسة التمارين الرياضية.
كما أنه يحسن مستوى نضارة الجلد والشعر عبر حفظ المواد الدهنية التي يُفرزها الجلد للحفاظ على نضارة الجلد والشعر، وحفظ نشاط عمل الغدد الدهنية، وتخفيف حدة تأثيرات حرارة المياه على طبقة البشرة والطبقة الدهنية المغلفة للشعر.
ويعمل الماء البارد على زيادة كفاءة جهاز مناعة الجسم عبر آليات كيميائية حيوية متعددة، حيث كشفت نتائج دراسات علمية عدة أن الأفراد الذين يغتسلون بالماء البارد يومياً يحصل لديهم زيادة في عدد من خلايا الدم البيضاء لمكافحة الفيروسات مقارنة مع الأفراد الذين يستحمون بالماء الساخن.
ويعتقد الباحثون أن زيادة معدل الأيض (التمثيل الغذائي) للعمليات الكيميائية الحيوية الذي ينتج عن محاولة الجسم لتدفئة نفسه، تنشط الجهاز المناعي لإطلاق المزيد من خلايا الدم البيضاء رداً على ذلك.
ويعمل الماء البارد على تنشيط عمل الدورة الدموية في الجسم خلال عملية الاستحمام ومنع توسع الأوعية الدموية في الجلد والتسبب بخفض ضغط الدم.
والدش البارد مفيد أيضاً لتنشيط عملية خفض وزن الجسم، ويُنسب علمياً تأثير الاستحمام بالماء البارد على خفض وزن الجسم، نتيجة لتنشيط عمل الخلايا في الأنسجة الدهنية البنية اللون.
ويلعب الاستحمام بالماء البارد دوراً في تخفيف مستوى التوتر النفسي، وتخفيف حدة الشعور بالاكتئاب، عبر زيادة إنتاج عدد من المركبات الكيميائية في الجسم والدماغ، والتي تخفض من مستوى الاكتئاب النفسي.
وهناك فائدة أخرى تتمثل في تحفيز نشاط الخصوبة لدى الرجال، وأظهرت دراسات علمية أن الاستحمام بالماء البارد يزيد فعلاً من إنتاج هرمون تستوستيرون (هرمون الذكورة) لدى الرجال، ما يعزز الرغبة ورفع مستوى الطاقة وتنشيط نمو العضلات والعظم.