"الكوبالت" معدن يقتل براءة الأطفال
عمالة الأطفال لا تزال مستخدمة للتنقيب عن معدن "الكوبالت" عالي القيمة في بعض العمليات في جمهورية الكونغو الديمقراطية
سباق محتدم بين شركات السيارات والتكنولوجيا للحصول على "الكوبالت" ذلك المعدن رمادي اللون الذي يحتاجونه لتشغيل السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، ولكن يواجهون مشكلة وهي أن أغلب الكوبالت المستخدم في بطاريات الليثيوم-أيون يأتي من دولة يعمل أطفالها في المناجم.
وكشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن عمالة الأطفال لا تزال مستخدمة للتنقيب عن هذا المعدن عالي القيمة في بعض العمليات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، هذه الدولة المنتجة لنحو ثلثي الكوبالت في العالم ويقدر أنها تعتلي قمة نصف احتياطي الكرة الأرضية.
وفي السابق كان هناك تحذيرات عن عمالة الأطفال، إذ سلطت منظمة العفو الدولية الضوء على هذه المشكلة في 2016، وقالت شركة جلينكور المنتجة للكوبالت الشهر الماضي إن بعض المناجم الصغيرة في الكونغو تستخدم الأطفال.
وقد تسوء المشكلة، إذ أن الطلب المتزايد أدى إلى زيادة أسعار الكوبالت أربعة أضعاف في العامين الماضيين، وساعد هذا على زيادة الإنتاج فيما يسمى عمال المناجم الحرفيين في الكونغو بنسبة 18% في 2017.
وأوضحت جلينكور أنها لا تعالج أو تشتري أي مواد من هذه المناجم غير الرسمية التي غالبًا ما تكون عمليات صغيرة النطاق في المجتمعات المحلية.
إلا أن "سي إن إن" وجدت أنه من الصعب على الشركات تجنب استخدام الكوبالت من هذه المناجم الأصغر، فقد تم تصوير تجار في أسواق في الكونغو وهم يشترون الكوبالت دون التحقق من مصدره وطريقة التعدين، ثم يرسلونه للمعالجة حيث يتم مزجه بكوبالت من مناجم أخرى قبل أن يصبح بطاريات تشغل الأجهزة حول العالم.
واعترفت عدة شركات سيارات بصعوبة التحقق من المصدر، ولكن تفكر إحدى الشركات في شراء المعدن مباشرة من عمال المناجم لتجنب العمليات التي تستغل الأطفال.
واعترف حاكم مقاطعة لوالابا في الكونغو ريتشارد مويج بأن المشكلة لا تزال قائمة في بعض المناجم، لكن الوضع يتحسن على مر السنين، موضحًا أن المضي قدمًا ليس سهلًا دائمًا فيتحتم هدم العادات وتغيير السلوكيات والناس في أوضاع مالية ضعيفة.