حين تعيد مشاهدة لقاء باير ليفركوزن ستجد أن بايرن ميونيخ رغم الخسارة قدّم مباراة أفضل من فوزه بنصف دستة أهداف نظيفة على النجم الأحمر.
حين تقرأ سيناريو مباراة منذ الدقائق الأولى، تتوقع نتيجة من اثنتين، وربما إذا كان اللقاء مشبعا بالملل، أو كان الفريقان على قدر كبير من التكافؤ الإيجابي، فإنك قد تنحاز لنتيجة ثالثة هي التعادل.
حين تعيد مشاهدة لقاء باير ليفركوزن ستجد أن بايرن ميونيخ رغم الخسارة قدم مباراة أفضل من فوزه بنصف دستة أهداف نظيفة على النجم الأحمر الصربي في العاصمة "بلجراد" بل أجمل من انتصاره 7-2 على توتنهام في دوري أبطال أوروبا
هناك مباريات لا تفهمها منذ البداية، ليس لصعوبة الأمر بقدر عدم توقع أن يقف الحظ ضد فريق ما، بتلك الدرجة التي عاند فيها بايرن أمام ليفركوزن مساء السبت في الدوري الألماني.
حين خسر بايرن مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 1-5 من آينتراخت فرانكفورت، في الهزيمة الشهيرة التي أطاحت بالمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، لوحظ منذ الدقائق الأولى، أن دفاع الفريق البافاري سهل السقوط، ليس بسبب طرد جيروم بواتينج أو الإصابات التي يعاني منها بعض لاعبي الفريق، ولكن للتفكك وعدم الانسجام، وتلك الأخطاء التي ترتكب أكثر من مرة إما لقلة التركيز أو التراجع البدني والمرتبط بتراجع فني.
حين تعيد مشاهدة لقاء باير ليفركوزن وبايرن ميونيخ ستجد أن البافاري رغم الخسارة قدم مباراة أفضل من تلك التي فاز فيها بنصف دستة أهداف نظيفة على النجم الأحمر الصربي في العاصمة "بلجراد"، بل أجمل من انتصاره 7-2 على توتنهام في دوري أبطال أوروبا.
إن الأمر ليس غريبا أو استثنائيا على الإطلاق، في سجل كرة القدم، هناك مواجهات كثيرة على نفس الشاكلة، حين خسر مانشستر سيتي في موسمه الأول تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا، أمام تشيلسي 1-3، كان الفريق السماوي الأقرب للفوز أغلب أوقات اللقاء، حيث أهدر كيفن دي بروين فرصة أمام شباك خالية، في مباراة تشعر أحياناً وأنت تراها أنه لا يوجد منافسة على الإطلاق، لكن تلك المباراة كانت بداية خسارة سيتي للقب البريمييرليج في موسمه الأول مع بيب ونقطة انطلاقة رحلة أنطونيو كونتي مع تشيلسي نحو لقب البطولة لعام 2017.
أن يقف القائم والعارضة 3 مرات أمامك في مباراة واحدة وأن يفشل روبرت ليفاندوفسكي في تسجيل 3 انفرادات بمنتهى السهولة بالنسبة لأي مهاجم عادي وليس لأفضل هدافي أوروبا لعام 2019، وأن يدخل مرماك هدف بعد دقيقة من تسجيل التعادل، وأن تشعر في لحظات استقبال الأهداف أنه لم يتم ارتكاب خطأ واضح من قبل مدافعيك، فيجب وقتها ألا تقلق من الخسارة.
من شاهد لقاء توتنهام الذي انتهى لصالح البايرن 7-2، وتحديدا الشوط الأول سيدرك جيدا أن النتيجة كانت خادعة، حيث ظهر بايرن السلبي الحقيقي بعدها على الفور في أقل من شهر كان يخسر بالخمسة في مباراة كانت واضحة منذ البداية في سيناريو السقوط.
هناك بالطبع فارق بين أن تخسر مباراة وتخرج سعيدا وبين أن تفوز بلقاء تاريخي وتشعر بوجود شيء سلبي، ونقاط كثيرة يجب معالجتها.
إن الفريق المهزوم هو ذلك الذي يلعب بلا شكل هجومي، كما قال كارل هاينز رومينجيه الرئيس التنفيذي للبايرن، لكن الفريق الذي يعرف ما يريد ولاعبيه كل منهم يعرف ما عليهم القيام به ويقومون به بأقصى درجة من بذل الجهد والرغبة والتحمس مقدما أقصى إمكانياته الفنية، هذا يكون الفريق الفائز والبطل في النهاية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة