التسول في الدول العربية يبقى قصة مختلفة، حيث تبقى المساجد والجوامع ودور العبادة بشكل عام الوجهة المفضلة للمتسولين في العالم العربي.
في فيلم «المتسول» للفنان عادل إمام، كان دور «حسنين البرطوشي» الرجل البلدياتي الفقير الذي تحول إلى متسول بعد أن انضم إلى عصابة يقودها «المعلم هاموش»، وفي عضويتها جيش من الفقراء المتسولين الذين يخرجون للتسول و«الشحاتة» من الصباح حتى المساء، ثم يعودون إلى مقرهم ليقدموا ما كسبوه من التسول طوال اليوم، وفي مقابل ذلك يحصلون على المأوى والطعام والملبس ومصروف اليد.
وحتى تتمكن العصابة من النجاح في عملها، فإنها وظفت طبيباً متخصصاً في صنع العاهات والعيوب الخلقية لدى المتسولين في العصابة، فيقوم بقطع أرجل المتسولين أو يفقأ أعينهم حتى يتمكنوا من استدرار عطف الناس، فيجودوا عليهم بالمال! أما عادل إمام (حسنين) فقد تم الاكتفاء بإعطائه بدلة أنيقة ونظارة سوداء، حيث لعب دور متسول كفيف، وكانت حصيلة اليوم الأول من التسول أكثر من 28 جنيهاً (وسطاشر قرش) بعد أن قضى يومه في الشارع وهو يصرخ «نو دولار.. إيجيبشن موني»، واعتبر طبيب العاهات لدى العصابة أن هذا المدخول في اليوم الأول من التسول يعد نجاحاً باهراً، وأن النظارة السوداء التي ارتداها «حسنين» كانت السبب في ذلك النجاح!
يعلم المتسولون تماماً كما يعلم الحزبيون الطامعون في السلطة في العالم العربي أن مهمتهم سوف تكون أكثر سهولة إذا ما اقترنت بالدين.. الدين الذي يتم إدخاله في كل شيء ولم يسلم حتى من استغلال المتسولين!
وبالمقارنة بالواقع، فإن مختلف دول العالم التي تعاني من ظاهرة التسول، يختلف فيها المتسولون وتختلف عاداتهم، فهناك دول يندرج التسول فيها تحت القانون، بمعنى أن هناك إجراءات قانونية تنظم التسول، بينما في دول أخرى يبقى التسول عملاً سائباً وعشوائياً وخارج نطاق التجريم أو التنظيم.
بيد أن الملاحظ بشكل عام، أنه إذا كان المتسولون في الدول الأوروبية (مثلاً) يتخذون من الشوارع ومحطات القطار والمترو والباصات ودور السينما والمسارح منصات للوقوف أو الجلوس وطلب المال، وفي الغالب يقوم هؤلاء بإطراب الجمهور بالعزف أو إسعادهم بتقديم عروض أو رقصات فنية معينة، وإذا كانت دول أخرى تخصص مواقع معروفة للمتسولين يقفون أو يجلسون فيها ولا يتجاوزونها إلى مواقع أخرى، فإن التسول في الدول العربية يبقى قصة مختلفة، حيث تبقى المساجد والجوامع ودور العبادة بشكل عام الوجهة المفضلة للمتسولين في العالم العربي، وفي الغالب يقوم المتسولون بالكذب والصياح داخل بيوت الله حتى يجنوا الأموال! يعلم المتسولون تماماً كما يعلم الحزبيون الطامعون في السلطة في العالم العربي أن مهمتهم سوف تكون أكثر سهولة إذا ما اقترنت بالدين.. الدين الذي يتم إدخاله في كل شيء ولم يسلم حتى من استغلال المتسولين!
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة