رعب الباليستي.. شاهد عيان بهاواي يروي دقائق الإنذار المميت
بعد مرور 38 دقيقة على الإنذار الأولي، تلقوا رسالة أخرى، مفادها أنه لا تهديد صاروخي أو خطر يهدد هاواي، وأن الإنذار كان كاذبا.
تحدث الكاتب الأمريكي جيمار تيسبي عن آخر يوم له وزوجته وطفلهما في هاواي تزامناً مع التحذير من صاروخ باليستي متوجه إلى الجزر، ويقول إنه كان يشعر بوجود شيء خاطئ منذ اللحظة التي دخلت فيها زوجته غرفة الفندق.
يقول تيسبي -خلال مقال له على شبكة "سي إن إن" الأمريكية- إن زوجته خرجت في آخر صباح لهما في هاواي لشراء بعض الطعام، ثم عادت مبكرة جداً وعلى وجهها نظرة ذعر، ثم قالت: "هل سمعت عن التحذير بشأن الصاروخ الباليستي؟".
ويحكي الكاتب الأمريكي أنه كان حينها قد نهض من الفراش منذ فترة بسيطة وبدأ غسل أسنانه، وعندما أخبرته بذلك حملق فيها من هول الكلام، ثم أوضحت أنها تلقت إنذار طوارئ على هاتفها يطلب من الجميع البحث عن ملجأ، لأن هناك صاروخا في طريقه إلى الجزر.
تيسبي تفحص هاتفه لكن لم يصله أي إنذار، فتوجه مسرعاً إلى موقع "تويتر" للبحث عن معلومة عن الأمر؛ "لأن المعلومات تنتشر على الموقع بسرعة كبيرة"، ويقول الكاتب الأمريكي إن تلك كانت أطول بضع دقائق في حياتي.
لكن خلال متابعة تيسبي للأمر وجد أن جميع من في هاواي على "تويتر" يتساءلون السؤال نفسه: "ماذا يحدث؟ هل هذا حقيقي؟"، لكن مع نقص المعلومات المتوفرة حول الأمر بدأ تيسبي وزوجته التحرك وكأن صاروخا نوويا يتجه نحوهما مباشرة، ثم ظهر أمامهما شريط عاجل على شاشة التلفاز يخبر الناس بالبحث عن ملجأ والبقاء بعيداً عن النوافذ والأبواب.
ونظراً لأن الزوجين كانا يتفحصان وسائل التواصل الاجتماعي، فغيروا القناة إلى برنامج أطفال خوفاً على ابنهما من أخبار تقول إن الموت في طريقه إليهم، ويقول الكاتب الأمريكي إنه لم يشاهد برنامج كارتون من قبل، وأخذ يسأل نفسه: "هل هذا حقاً آخر شيء أريد مشاهدته على التلفاز قبل أن أموت؟".
ويستطرد الكاتب أنه بعد فترة زمنية بدأت تقارير غير مؤكدة تتحدث حول أن هذا الإنذار كاذب، لكن ذلك كان بعد إخلاء الفندق الذي يقيمون فيه، ويتحدث تيسبي حول أنه كان قد ألقى ببعض من أحذيته وبدأ يفكر في أي الأشياء يأخذها معه، ليستقر في النهاية على أن يأخذ فقط خاتم زواجه.
وفي الردهة، بدأ الكاتب وعائلته في الركض بين الناس الذين كانوا يخرجون من غرفهم، معظمهم لم يكونوا مذعورين، فقط يشعرون بقلق وارتباط، تيسبي لم يعش مسبقاً أي تهديدات مماثلة، لكنه رأى أن الناس كانوا هادئين جداً بالنظر إلى ما يمكن أن يحدث.
تيسبي يقول إنه لم يترك الفندق لكنه بقي في المصعد الموجود بالردهة، وفي هذا الوقت بدأ المزيد من التقارير غير المؤكدة حول أن هذا الإنذار كان كاذباً، لذا بدأ يشعر أنهم ليسوا في خطر، وحتى لو كانوا في خطر فقد تكشف له أن الأفضل البقاء في الداخل وليس خارجاً.
بعد مرور 38 دقيقة على الإنذار الأولي، تلقوا رسالة أخرى مفادها أنه لا تهديد صاروخي أو خطر يهدد هاواي، وأن الإنذار كان كاذباً.
بدأ مسؤولو الفندق في توجيه الناس بالعودة إلى حجراتهم، وأن هذه العملية ستدوم لفترة قصيرة، وقالوا للنزلاء: "نأسف بشأن التحذير الصاروخي، لا شيء هنا، عودوا للاستمتاع".
تيسبي كان يحاول استيعاب ما حدث، أما زوجته فكانت لا تزال مصابة بحالة ذهول، وابنهما كان مرتبكاً لكنه عاد لمشاهدة الكارتون، كان هذا آخر يوم للعائلة هناك، لذا انتهوا من حزم حقائبهما وسجلا خروجا من الغرف، وعلى الرغم من أن الأمر بالنسبة إليهما الآن مجرد ذكرى إلا أن شعورهما خلاله لا يزال موجوداً.
ويقول الكاتب الأمريكي إنه عندما يفكر في التهديد الصاروخي الباليستي يأتي في عقله أولئك من حول العالم الذي يعيشون وشبح الموت يهددهم يومياً، سواء من حروب أهلية إلى هجمات الطائرات بلا طيار، إلى الإرهاب، ويضيف أن بعض الناس يتحملون هذا الضغط يومياً.
بعد الحادث تيسبي احتضن زوجته وابنه وعبر عن حبه لهما، وبعد ذلك خرجت زوجته لشراء الإفطار كما كان مخططاً، وعندما عادت أخبرته أن الناس يسخرون من عدم موتهم، حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت هناك كلمات وصور متحركة تضحك مما حدث، وهذا ما أسماه صديق لتيسبي -يعمل طبيباً نفسياً- "ضحك الصدمة النفسية"، وهي الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص مع موقف يمثل ضغطاً نفسياً كبيراً عن طريق الاستخفاف به.
ويقول الكاتب الأمريكي إن المسؤولين أوضحوا ما حدث بأنه "خطأ بشري"، وأن "شخصاً ضغط الزر الخطأ"، لكنه يؤكد أنه يحتاج إلى توضيح أفضل للأمر عن هذا.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز