المشير حفتر يحرر بنغازي من قبضة الإرهاب
بنغازي بلا إرهاب بعد دمار ساد 6 سنوات بسبب مليشيات الإرهاب
لم نسمع اليوم طلقات المدافع والصواريخ التي اعتدنا عليها كل يوم.. هكذا وصف أهالي مدينة بنغازي حالهم بعد تحرير أراضيهم من مليشيات الإرهاب واسترداد آخر الأحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.
إعلان القائد العام للجيش تحرير المدينة
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة بلقاسم حفتر، أمس الأربعاء، تحرير مدينة بنغازي بكاملها من كل الجماعات الإرهابية، وأثنى على جهود "كل جنود القوات المسلحة والقوة المساندة".
تفاصيل السيطرة على آخر معاقل التنظيم
وبعد إعلان التحرير اطلعت بوابة "العين" على تفاصيل السيطرة على آخر معاقل التنظيم، حيث تحدث مدير المكتب الإعلامي للشرطة العسكرية معتصم الحواز، وفنّد لها التفاصيل الكاملة للعملية التي شنتها القوات المسلحة وقضت على آخر معاقل الإرهاب في المدينة.
وقال الحواز لـ"بوابة العين الإخبارية" إن هذه العملية بدأت منذ 3 أيام؛ حيث عززت القوات المسلحة من وجودها بالقرب من حي الصابري وسوق الحوت.
وفي ليل الثلاثاء الماضي قامت القوات الخاصة الليبية بعملية خاطفة استطاعت خلالها السيطرة على المحورين الرئيسيين المؤديين لحي الصابري وسوق الحوت وأمّنتهم بشكل كامل.
وفي هذه الأثناء حاول التنظيم الإرهابي النيل من عزيمة القوات الخاصة، بعد نشره بيانا قال فيه إنه تمت محاصرة قائد القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة، ليتوقف القتال في جميع المحاور لساعات قبل خروج المذكور وتأكيده أنه بصحة جيدة، ليتواصل القتال مرة أخرى ويتم تأمين مداخل المحاور المتبقية.
وتابع الحواز، أن القناصة والألغام تسببوا في بعض الخسائر البشرية والمادية خلال اليومين الماضيين، ولكن هذه العوامل لم تؤثر على تقدم القوات.
وأكد مدير المكتب الإعلامي للشرطة العسكرية الليبية، أنه في صباح يوم الأربعاء قامت المدفعية بإطلاق مكثف للنيران؛ حيث كان الهدف من ذلك هو التأكيد على فرار الإرهابيين داخل مخابئهم لتقدم قوات الجيش، مشيرا إلى أن عمل خبراء المفرقعات سهّل دخول القوات البرية دون خسائر كبيرة.
ولفت إلى أن الدواعش حاولوا عرقلة دخول قوات الجيش بإطلاق أعيرة نارية عشوائية، إلا أن القصف المدفعي دفعهم جميعا للفرار لينجح الجيش الليبي في السيطرة الكاملة على محور الصابري وسوق الحوت آخر معاقل التنظيم.
وحذر الحواز، أهالي مدينة بنغازي من دخول المناطق المحررة في هذه الأوقات لحين انتهاء خبراء المفرقعات من إزالة الألغام من المنطقة، مؤكدا أن حجم الألغام التي زرعها الإرهابيون في المناطق المحررة ضخمة بما يعادل لغما لكل مواطن.
قطر وتخريب بنغازي:
وعانت بنغازي طوال الـ6 سنوات الماضية من الإرهاب، خاصة بعد سيطرة مليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي على المدينة عقب الإطاحة بالقذافي والدعم المفتوح من دولة قطر للإرهابيين هناك.
ففي أعقاب أحداث 17 فبراير/شباط 2011 والقضاء على نظام معمر القذافي، شكّل تنظيم الإخوان الإرهابي بأمر من قطر مليشيات تخدم أهدافه السياسية، وبدأ في زراعة هذه المليشيات في كل المدن الليبية، للاستفادة منهم في زرعهم داخل مناطق الصراع.
وعلى الرغم من أن هناك عناصر داخل هذه المليشيات شاركت في الثورة بالفعل، إلا أنها كشفت عن وجهها القبيح بعد سقوط نظام القذافي وعاثت في البلاد فسادا، معتمدة على قوة السلاح وأجندة قطر لتقسيم المدينة وتخريبها.
فاختار تنظيم الإخوان عاصمة ليبيا الثانية مدينة بنغازي لزرع مليشياته الإرهابية فيها؛ حيث حولت معسكرات الجيش الليبي التابعة لنظام القذافي لمعسكرات لها تتحرك بحُريّة في مناطق الشرق، فأسسوا حينها 3 معسكرات؛ معسكر "شهداء 17 فبراير" وكان يستوطن فيه وسام بن حميد وعناصر عصابته، وكتيبة "درع ليبيا 1" بقيادة ميكانيكي السيارات بوكا العريبي، والثالث كان هدية من تنظيم الإخوان لجماعة أنصار الشريعة الإرهابية التي كان يحمل قائدها نهج تنظيم القاعدة.
وكانت كبرى الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيات متحدة في هذا الحين بمساعدة قطر، هو قتل السفير الأمريكي في بنغازي وتدمير مقر القنصلية هناك.
وبعد وقت قليل أصبحت هذه المعسكرات سببا في أن يصبح الشرق الليبي وكأنه منطقة كبيرة لزراعة ونمو الإرهابيين، وكان قانون الغاب هو السائد فيها، حيث نفذت عمليات اغتيال ضد رجال جيش وشرطة وصحفيين وقضاه، راح على إثرها مئات من النخب الوطنية والسياسية.
وبعد كل هذه الحوادث خرج أهالي المدينة وتجمعوا أمام هذه المعسكرات وطالبوا بإخلائها، لتنفذ هذه المليشيات واحدة من أبشع جرائمهم في ليبيا، حيث فتحوا النيران على الأهالي ليقتلوا العشرات ويعتقلوا المئات.
وتوقفت الحياة تماما في هذه المدن؛ فالمدارس أغلقت بسبب خوف الأهالي على أبنائهم من عمليات الخطف لطلب الفدية، والأسواق اختفت بسبب الاستيلاء على الموارد الغذائية دون وجه حق، فضلا عن النشاط الواسع لتجارة الأسلحة في هذه المدن وتجارة الأعضاء البشرية.
وعندما زاد الضغط على المؤتمر الوطني العام (مجلس الشعب) الذي كان أغلبه من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، من قبل المجتمع الدولي والمواطنين، لوقف انتهاكات هذه الجماعات، خرج علينا حينها المؤتمر وقال في بيان صحفي إن هذه الجماعات تقاتل تحت إمرته وإنها تنفذ القانون.
وأثارت هذه التصريحات غضب الشعب الليبي، ليعلن بعدها المشير خليفة حفتر انطلاق عملية الكرامة، لتهُبّ مدن الشرق فرحا ودعما له في هذه الحرب.
أشرس مقاتلي الجيش الليبي شهداء في سبيل بنغازي
وعلى مدار 3 سنوات من القتال ضد جماعات الإرهاب قدّم الجيش الليبي أشرس مقاتليه شهداء في سبيل تحرير المدينة العصية.
وكان على رأس هؤلاء الشهداء سالم العفاريت وهو أحد قادة الكتائب التابعة للجيش الليبي، وكان موته بمثابة الصدمة للقيادة العامة للجيش لما كان يقدمه في محاور القتال.
والشهيد الثاني كان فضل الحاسي أمر تحريات القوات الخاصة، حيث انفجر لغم فيه أثناء إشرافه على تسليم عقارات ومحلات لأهالي فروا من القتال في بعض المحاور.
والشهيد الثالث كان خبير المفرقعات طارق السعيطي الذي أسهم في إزالة آلاف الألغام من المنازل والشوارع المحررة رغم ضعف وسائل الأمان المتاحة له في هذا الوقت.
مليارات الدولارات لإعمار بنغازي
وعلى الرغم من أن المدينة أصبحت الآن خالية من عناصر الظلام والإرهاب، إلا أن خبراء في مجال الإعمار أكدوا أن المدينة في حاجة لمليارات الدولارات لإعمار المباني والمنشآت التي تم تدميرها هناك.