برلين وباريس الأكثر إيداعا في المركزي الأوروبي.. وروما المقترض الأكبر
ألمانيا وفرنسا تستحوذان على 32.78% و24.05% من ودائع البنك في حين تستأثر إيطاليا وإسبانيا بـ32.93% و23.05% من القروض.
تكشف ودائع المركزي الأوروبي وقروضه الموقف الاقتصادي للعديد من الدول الأعضاء، وتتجلى هذه المواقف بوضوح عندما تعلم أن ألمانيا وفرنسا هما الأكثر إيداعاً للأموال في البنك، بينما إيطاليا وإسبانيا هما الأكثر اقتراضاً من المركزي الأوروبي.
وفقاً لبيانات المركزي الأوروبي، فإن ألمانيا وفرنسا تستحوذان على 32.78% و24.05% من الودائع لكل منهما على التوالي، في حين تستأثر إيطاليا وإسبانيا بنحو 32.93% و23.05% من القروض لكل منهما على التوالي، ما يعني أنهما قد تواجهان كوارث مالية دون دعم البنك، كما أنهما غير قادرتين على التخلي عن اليورو لأي سبب.
وحسب الخبراء المصرفيين في عاصمة المال الألمانية فرانكفورت، تمتلك المصارف الأوروبية كمية ضخمة من السيولة المالية، ويصل حجم إجمالي السيولة المالية التي تتخطى احتياجات هذه المصارف، والمعروفة باسم "الودائع الفائضة"، والموجودة لدى البنك المركزي الأوروبي، إلى 1.25 تريليون يورو (1.42 تريليون دولار) في 2018.
اللافت أن 67% من هذه الودائع موجود في ألمانيا، منها 32.7% تحتاجها المصارف الأوروبية كل يوم لإدارة أنشطتها المحلية والخارجية، في حين تستأثر فرنسا بنحو 24% منها، والنمسا بـ10%.
- اليورو يتجه لثاني خسارة أسبوعية بعد تحذير المركزي الأوروبي
- بعد شراء 3 تريليونات دولار.. المركزي الأوروبي يبقي على سياسته النقدية
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" قال إيريك دور، مدير الأبحاث الاقتصادية في "معهد الاقتصاد العلمي والإدارة" في باريس، إن النظام المصرفي الأوروبي غير متوازن، مما ولد سجالات سياسية عدة بين القادة الأوروبيين.
ويعارض الألمان السياسة التوسعية للمركزي الأوروبي، لأن تراكم السيولة الفائضة لديه ترافقه تكلفة باهظة على المصارف الأوروبية.
وأضاف دور أن السيولة الفائضة، أي كمية الأموال التي تتجاوز كمية الاحتياطات النقدية الضرورية التي ينبغي على كل مصرف أوروبي تأمينها لأنشطته اليومية، يتم إيداعها من قبل المصارف على حسابات خاصة لها موجودة لدى المصرف المركزي الوطني أو المصرف المركزي الأوروبي.
وتواكب عملية الإيداع هذه تكاليف عالية جداً. وفي الوقت الحاضر ترسو نسبة الفائدة على سالب 0.4%، مما يستدعي رسوماً على كل مصرف أوروبي ليدفعها للمركزي الأوروبي.
ويبدو أن السيولة المالية الفائضة في كل من ألمانيا وفرنسا غمرت اقتصاد هذين البلدين بصورة غير مسبوقة تاريخياً.
وأوضح دور، أن القلب النابض للسيولة المالية المصرفية الأوروبية موجود في أوروبا الشمالية، وذلك بحسب بيانات شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وتابع أنه فيما يتعلق بودائع مصارف الدول الأوروبية لدى المركزي الأوروبي، تحتل ألمانيا المركز الأول، لأن مصارفها أودعت 32.78% من سيولتها المالية لدى المصرف المركزي الأوروبي، تليها فرنسا في المركز الثاني بنسبة 24.05% من ودائع مصارفها.
وأضاف أن هولندا تأتي في المركز الثالث بنسبة 10.74% من ودائع مصارفها، ثم لوكسمبورج 6.27% تليها إسبانيا بنسبة 5.98% ثم بلجيكا بنسبة 5.71% وإيطاليا بنسبة4.41% ثم فنلندا بنسبة 4.33%، والنمسا بنسبة 2.27%.
- المركزي الأوروبي: اقتصاد منطقة اليورو أضعف من المتوقع
- المركزي الأوروبي: نستطيع تغيير مسار أسعار الفائدة إذا تباطأ التضخم
في سياق متصل، قالت الخبيرة الألمانية لينا غراف من مصرف "دويتشه بنك"، إن التعلق الشديد بالمصرف المركزي الأوروبي مصدره دول أوروبا الجنوبية.
وتتباين ودائع المركزي الأوروبي في إطار عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل بين دولة أوروبية جنوبية وأخرى، وتستأثر إيطاليا باقتراض نحو 32.93% من هذه الودائع تليها إسبانيا بنسبة 23.05%، وفرنسا بنسبة 15.64%، ثم ألمانيا بنسبة 12.12%، ثم هولندا بنسبة 3.83%.
ما يعني أن إيطاليا وإسبانيا قد تواجهان كوارث مالية من دون الاعتماد على أموال المركزي الأوروبي على عكس ما يحصل في دول أوروبا الشمالية. كما أنهما غير قادرتين على التخلي عن اليورو مهما كان لأسباب تمويلية أوروبية بحتة لا تتعامل إلا بلغة اليورو.
وأضافت: "في حال قررت دول أوروبا الجنوبية الاستغناء عن أموال المركزي الأوروبي لسبب من الأسباب، حينئذ عليها الحصول بسرعة على حجم السيولة نفسه من الأسواق المالية".
وتابعت: "وذلك للسيطرة على ما يعرف بنسبة صافي التمويل المستقر وإلا سوف تمر أسواقها المالية بصعوبات جمة تجعلها عرضة لمضاربات عاتية وحالة من عدم الاستقرار قصير ومتوسط الأمد. ويعتبر عرض أذون الخزائن للبيع في الأسواق المالية العالمية أذكى وأضمن وسيلة لجمع الأموال الطازجة بسرعة".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز