علماء يحذرون من الحمية القاسية.. نتائج عكسية
يمكن أن تكون الحِميات القاسية خطيرة على صحة الإنسان، بعضها يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية وفقدان كتلة العضلات، ومشاكل صحية أخرى.
وأكد علماء أن إنقاص الوزن يتطلب تناول سعرات حرارية أقل من الكمية التي يحتاجها الجسم يومياً.
ورغم أن هذا المبدأ يعتبر أساسياً في تحقيق التخلص من الوزن الزائد، يشير باحثون إلى أن الأنظمة الغذائية القاسية قد تكون ضارة وتعكس تحديات كبيرة لعملية إنقاص الوزن.
تشير الدراسات إلى أن الحميات الغذائية القاسية، التي تشمل تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير إلى ما بين 800 و1200 سعرة حرارية يوميًا لفترة محددة، قد أصبحت شائعة في الفترة الحديثة بفضل التأثيرات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي.
يدعي مؤيدو هذه الحميات أنها قادرة على تحقيق فقدان وزن سريع، وهو ما يفسر شهرتها. ولكن الأبحاث تشير إلى أن هذه النهج قد لا يكون فعالاً للجميع.
في إحدى الدراسات التي أجريت على 278 شخصًا يعانون من السمنة، أظهرت النتائج أن اتباع نظام غذائي مكثف لمدة 12 أسبوعًا، يحتوي على 810 سعرة حرارية يوميًا، أدى إلى فقدان وزن أكبر بعد 12 شهرًا مقارنة بالأشخاص الذين قللوا فقط من حصصهم السعرية.
وتشير دراسة أخرى إلى أن الأنظمة الغذائية المنخفضة في السعرات الحرارية يمكن أن تكون فعالة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
وفي الوقت نفسه، يظهر أن هناك آثاراً طويلة المدى لهذه الحميات على عملية التمثيل الغذائي.
والتمثيل الغذائي يمثل مجموعة التفاعلات الكيميائية في الجسم التي تسهم في تحويل الطعام إلى طاقة وتخزين الفائض في صورة دهون.
يشير العلماء إلى أن الأنظمة الغذائية القاسية تؤثر على هذه العملية بشكل سلبي، حيث تقلل من الطاقة المتاحة للجسم وتؤدي إلى انخفاض معدل الأيض.
تشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية القاسية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى انخفاض مستويات هرمون T3 الذي ينتجه الغدة الدرقية، والذي يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم معدل الأيض الأساسي.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تؤدي هذه الحميات إلى تغييرات في التركيبة الهرمونية للجسم، مما يزيد من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يمكن أن يؤدي إلى تخزين المزيد من الدهون في الجسم.
بشكل عام، يُفضل اتباع نظام غذائي تدريجي ومستدام لفقدان الوزن، يقلل من عدد السعرات الحرارية بشكل تدريجي ويدمج التمارين الرياضية.
يُشير الباحثون إلى أن هذا النهج يحقق فعالية أكبر على المدى الطويل ويحد من التأثيرات الجانبية على التمثيل الغذائي.