بايدن في بلفاست.. الفندق "الأخطر" خارج رحلة مسقط الأجداد
ما إن يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، الثلاثاء، سيواجه واقعا مختلفا لا يشمل الفندق الأخطر في العالم.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ذكرت أنه عندما زار الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون المدينة عام 1995، أقام في فندق "يوروبا".
ويشتهر "يوروبا" بكونه الفندق الأكثر تعرضا للقصف في العالم، لكنه كان مكان الإقامة الوحيد لكبار الشخصيات في مدينة يمزقها العنف في التسعينيات.
وبدلا من هذا الفندق، من المقرر أن يقيم بايدن هذه المرة في فندق "غراند سنترال"، وهو أحد الأماكن الجديدة الفاخرة التي تم افتتاحها خلال الأعوام الخمسة الماضية في إطار تجديد المدينة.
وتسوّق بلفاست لنفسها في الوقت الراهن، كوجهة لقضاء العطلات، في ظل انتشار المطاعم الفاخرة والفنادق الصغيرة ذات الخدمات المميزة.
وهذا حال مختلف تماما عما كانت عليه المدينة إبان زيارة آل كلينتون منتصف التسعينيات، حيث تقاطعت الزيارة مع جهود جديدة للسلام، لإنهاء عقود من العنف على خطوط مستقبل الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية.
وقال جيري لينون، الرئيس التنفيذي لمركز "فيزيت بلفاست": "في ذاك الوقت لم يكن هناك سوى 900 غرفة نوم فندقية في المدينة بأكملها، معظمها تلبي احتياجات الصحفيين أو المسؤولين الزائرين أو حفلات الزفاف".
وأضاف: "في التسعينيات، بالرغم من أنه كانت هناك عملية سياسية قبل اتفاقية الجمعة العظيمة في 1998، كانت بلفاست تخضع للنقاش في السياسة العالمية مثل بيروت والبوسنة."
وتابع: "الآن ننافس بانتظام مع برشلونة وبرلين على المؤتمرات الدولية، والسفن السياحية، والعطلات".
وفي الماضي، كان أمام كبار الشخصيات خيارات قليلة. وكان فندق "يوروبا" الذي يضم أكثر من 200 غرفة، المكان الوحيد الذي يمكن أن يخدم نوع الوفد المرافق الذي سيصل مع رئيس أمريكي.
كما كان الفندق يحظى بمطعم، الأمر الذي جعله مكان تجمع للساسة والصحفيين الذين يغطون "المشاكل والعنف".
وقتل أكثر من 3 آلاف شخص في الاضطرابات السياسية والطائفية التي دامت حوالي 30 عاما في البلاد.
وتقاتل في هذه الفترة الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت والمجموعات الجمهورية المتنوعة الذين أرادوا إنهاء الحكم البريطاني وإعادة التوحيد مع جمهورية إيرلندا، وجماعات الموالين للتاج البريطاني.
وأُرسل الجيش البريطاني لقمع الاضطرابات في إيرلندا في 1969. وفي البداية، رحبت به المجتمعات الكاثوليكية القومية التي شعرت بالتهديد من البروتستانت، لكن سرعان ما أصبح ينظر إليه كقوة احتلال.
وتعرضت بلفاست مرارا للهجمات الإرهابية، بل تعرض فندق "يوروبا" للاستهداف أكثر من 30 مرة.
وفتح الفندق أبوابه عام 1971، أي في السنوات الأولى للعنف. وبعدها بسنوات، تحدثت هيلاري كلينتون عن خوفها عندما أقامت مع زوجها فيه عام 1995.
وقالت خلال زيارة تالية لـ"بلفاست" عام 2009: "عندما جئنا أنا وبيل للمرة الأولى إلى بلفاست، بقينا في فندق يوروبا، بالرغم من أنه كانت هناك أجزاء مغطاة بالألواح الخشبية بسبب الأضرار التي لحقت به نتيجة للقنابل".
وتغيرت الأوضاع على مدار الـ25 عاما الماضية، منذ رسخت اتفاقية الجمعة العظيمة في 1998 وقف إطلاق النار، ودشنت حلا سياسيا يقضي بتقاسم السلطة.