قرارات أول اجتماع للمركزي الأمريكي في عهد بايدن.. هدوء بعد عاصفة
تمسك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي( البنك المركزي) في أول اجتماع له بعهد بايدن، بعدم التخلي عن أدواته في المستقبل القريب.
وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، الأربعاء، سعر الفائدة الرئيسي لأجل ليلة واحدة قريبا من الصفر وثبت مشتريات السندات الشهرية دون تغيير، متعهدا بصيانة هذين الركنين من أركان الاقتصاد لحين حدوث انتعاش كامل من الركود الذي أوقدت الجائحة شرارته.
وذلك التعافي المنتظر لم يقع بعد، وقال مجلس الاحتياطي في بيانه الأربعاء، إن وتيرة الانتعاش ربما تباطأت، حسب رويترز.
وقال البنك المركزي الأمريكي عقب أول اجتماع نقدي يعقده في عهد الرئيس جو بايدن، واستمر يومين "إيقاع تعافي النشاط الاقتصادي والتوظيف تباطأ في الأشهر الأخيرة، مع تركز الضعف في القطاعات الأشد تأثرا من جراء الجائحة".
وتابع "أزمة الصحة العامة القائمة تواصل الضغط على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم، وهي تنطوي على مخاطر كبيرة حيال التوقعات الاقتصادية".
أول اجتماع
وهذا الاجتماع، هو أول اجتماع يعقده البنك المركزي الأمريكي للعام 2021، والأول منذ دخول بايدن إلى البيت الأبيض قبل أسبوع.
وما يعزز موقع المركزي الأمريكي، وجود حليفة له على رأس وزارة الخزانة، هي رئيسته السابقة جانيت يلين.
ويتوقع في ظل الإدارة الجديدة العودة إلى علاقات تقليدية أكثر بين الاحتياطي الفيدرالي والسلطة التنفيذية، بعدما اضطرت المؤسسة المالية الواسعة النفوذ إلى خوض معركة للحفاظ على استقلاليتها على مدى 4 سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
واستأنف أعضاء لجنة السياسة النقدية اجتماعهم صباح الأربعاء في الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش "كما كان متوقعا" وحتى قبيل الظهر، وفق ما أفادت متحدثة باسم الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن باشروا لقاءهم ظهر الثلاثاء.
وركز المركزي الأمريكي في بيانه، على التباطؤ المحتمل للتعافي مما يعطي مزيدا من الثقل لتعهد مجلس الاحتياطي إبقاء السياسة النقدية الأمريكية في وضع "تيسيري" لشهور وربما لسنوات.
ورغم أن برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا قد يساعد على إعادة فتح الاقتصاد وانتعاشه بدرجة أكبر في وقت لاحق من العام الحالي، فإن مسؤولي مجلس الاحتياطي يرون في الوقت الحالي أن الاقتصاد
مازال في مأزق عميق، في ظل ارتفاع مستويات البطالة والأوضاع المتداعية للشركات الصغيرة وتنامي إصابات كوفيد-19 في الآونة الأخيرة، وجميعها عوامل تتطلب إجراءات من البنك المركزي.
وشهدت الولايات المتحدة فقدا للوظائف في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وثمة مؤشرات عديدة على ركود التوظيف والإنفاق منذ بدأ تنامي إصابات فيروس كورونا في الخريف.
وجدد مجلس الاحتياطي، الأربعاء، تعهده عدم المساس ببرنامج شراء السندات لحين إحراز "مزيد من التقدم الملموس" صوب التعافي، وإبقاء أسعار الفائدة قريبا من الصفر لحين بلوغ التضخم مستوى الاثنين بالمئة الذي يستهدفه البنك المركزي ويصبح من المتوقع استقراره عنده.
عودة التضخم
وحسب وكالة فرنس برس، قال المحلل لدى "أميريتريد" ج.ج. كيناهان "سيكون من المدهش، أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي خطوات مختلفة عما قيل حتى الآن بشأن الحفاظ على سياسة متساهلة للسماح بنهوض الاقتصاد"، متوقعا صدور تعليقات حول "تضخم محتمل".
وتعود كلمة التضخم إلى التداول بعدما غابت عن المعجم الاقتصادي لسنوات.. فالفورة الاقتصادية النسبية المرتقبة في الربيع أو الصيف في ظل حملة تلقيح واسعة النطاق للأمريكيين، قد تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار.
وقد يطرح التضخم معضلة على الاحتياطي الفيدرالي الذي يردد منذ أشهر أنه لا يترقب عودة سياسته نقدية إلى طبيعتها على المدى القريب.
ومن المتوقع إبقاء معدلات الفائدة عند الصفر إلى حين نهوض أول اقتصاد في العالم.
غير أن المراقبين يتساءلون حول برنامج شراء الأصول البالغة قيمته 120 مليار دولار في الشهر، والذي أغرق الأسواق المالية بالسيولة منذ منتصف مارس/آذار الماضي، دافعا مؤشرات البورصة إلى مستويات قياسية رغم تفشي وباء كوفيد-19.
وبالتالي، سينصب الاهتمام بالكامل على ما سيدلي به باول خلال مؤتمره الصحفي.
ومن المتوقع في حال إقرار الخطة الطارئة بقيمة 1900 مليار دولار التي اقترحها بايدن وتدافع عنها جانيت يلين، بث قليل من التفاؤل خلال الأشهر المقبلة التي تبدو صعبة في انتظار تلقيح عدد كبير من الأميركيين ضد فيروس كورونا المستجد.
نمو بطيء
وعلى غرار غالبية من خبراء الاقتصاد، ينبّه جيروم باول ومسؤولون آخرون في الاحتياطي الفيدرالي منذ أشهر إلى ضرورة ضخ سيولة مجددا في الاقتصاد، سواء للأسر أو للشركات.
وتوقع الخبير الاقتصادي لدى "ستاندرد تشارترد" ستيف إنغلاندر أن "يدعم جيروم باول اقرار حوافز مالية بصورة عامة، من دون الخوض في التفاصيل حول المبالغ".
وإذا رأى كلا جانيت يلين وجيروم باول أنه من الضروري تقديم مساعدات إضافية، فإن ذلك سيشكل برأي الخبير "ضغطا على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لحضهم على خفض معارضتهم" لخطة مساعدات يعتبرونها طائلة.
ومن المتوقع أيضا أن يواجه رئيس الاحتياطي الفيدرالي أسئلة حول الانعكاسات الاقتصادية لحملة التلقيح، وحول المخاوف الناجمة عن النسخة المتحورة للفيروس التي ظهرت في بريطانيا وتدفع العديد من الدول إلى فرض قيود مجددا على حركة مواطنيها.
ويختتم البنك المركزي الأمريكي اجتماعه عشية صدور أرقام إجمالي الناتج الداخلي الأمريكي للفصل الرابع من العام 2020، ومن المتوقع أن تشير إلى بقاء النمو عند مستواه، بعدما سجل الانتعاش الاقتصادي تدهورا تاريخيا في الفصل الثاني ثم ارتفاعا تاريخيا أيضا في الفصل الثالث.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز