بايدن «محبط» وصبره «ينفد» تجاه نتنياهو.. وهذه بدائل واشنطن
مع دخول حرب غزة يومها ااـ100، بدا صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ينفد تجاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
هذا ما كشف عنه موقع "إكسيوس" نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين على دراية مباشرة بالقضية
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الموقع الأمريكي، يشعر بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين بالإحباط المتزايد تجاه نتنياهو ورفضه لمعظم طلبات الإدارة الأخيرة المتعلقة بالحرب في غزة.
ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قدم بايدن لإسرائيل دعمه الكامل، بدعم عسكري ودبلوماسي غير مسبوق، رغم الضغوط والانتقادات التي تلقاها من قاعدته، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
أصابع نتنياهو
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن "هذا الدعم استمر إلى حد كبير علنا، ولكن خلف الكواليس، هناك دلائل متزايدة على أن بايدن بدأ يفقد صبره".
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لموقع إكسيوس: "الوضع سيئ ونحن عالقون. صبر الرئيس ينفد".
وهو ما عبّر عنه السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، الذي كان على اتصال وثيق بالمسؤولين الأمريكيين بشأن الحرب.
وأضاف هولين للموقع: "في كل منعطف، أعطى نتنياهو أصابع الاتهام لبايدن".
ومنذ 20 يوما، لم يتحدث بايدن مع نتنياهو، وذلك منذ مكالمة متوترة جرت بينهما في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي أنهاها بايدن "المحبط" بكلمات: "هذه المحادثة انتهت". وفق الموقع الأمريكي الذي لفت إلى أن الاثنين تحدثا كل يومين تقريبًا في الشهرين الأولين من الحرب.
وقبل أن يغلق بايدن الهاتف، رفض نتنياهو طلبه بأن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.
وحاول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي التقليل من أهمية الانخفاض في الاتصالات، وقال للصحفيين يوم الأربعاء إنه "لا يقول أي شيء" عن حالة العلاقة.
لكن مسؤولا أمريكيا آخرا اعترف : "هناك إحباط هائل".
وفي هذا الصدد، أوضح الموقع أن الدافع الرئيسي لإحباط بايدن هو مقاومة نتنياهو للمضي قدماً في الطلبات التي تمثل أولويات الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى قضية عائدات الضرائب، يعتقد بايدن ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
قلق وإحباط
كما أنهم يشعرون بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو في مناقشة خطط اليوم التالي للحرب بجدية ورفضه للخطة الأمريكية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون الآن بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات منخفضة الكثافة في غزة بحلول نهاية يناير/كانون الثاني، استناداً إلى الوضع الحالي في غزة، وخاصة في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وإذا لم تقم إسرائيل بتخفيض عملياتها في غزة بشكل كبير - وهو ما يضغط المسؤولون الأمريكيون من أجله على أمل تقليل الخسائر البشرية الفلسطينية - فمن المرجح أن يصبح من الصعب على بايدن الحفاظ على نفس المستوى من الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وعند سؤاله عن الإحباطات، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع إكسيوس إن الإدارة "تركز على التأكد من أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد حماس"، وتسعى إلى زيادة المساعدات لغزة "لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين" والعمل مع تل أبيب "لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن".
وأدت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الأسبوع الماضي إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا إلى إكسيوس.
ووافق نتنياهو على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بدخول شمال غزة لتقييم احتياجات العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة، لكن هذا كل ما كان على استعداد لمنحه لبلينكن.
وفي هذا الإطار، قال مصدران مطلعان على اجتماعات وزير الخارجية، إنه أصبح واضحًا لبلينكن وفريقه خلال رحلتهم لإسرائيل الأسبوع الماضي، أن رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية يعيق الجهود الأمريكية للدفع من أجل الإصلاحات في السلطة الفلسطينية.
لاعبون جدد على الساحة
ووفق المصادر فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ بلينكن في رام الله أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة - بناء على طلب الإدارة الأمريكية- لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل بدون أموال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءا كبيرا من الميزانية.
وبينما يعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه من "المستبعد" الاعتقاد بأن نتنياهو قد يوافق على صفقة تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، إلا أنهم يقولون إنهم يريدون تقديم رؤية بديلة لما يخشى الكثيرون أن تكون حربًا لا نهاية لها في غزة.
وفي الوقت نفسه، تفكر إدارة بايدن أيضًا على المدى الطويل وتبقي القنوات مفتوحة مع اللاعبين السياسيين الآخرين في إسرائيل.