400 مليار دولار خسائر "أبل" بعد أشهر من "قمة تريليونية"
شركة أبل حققت قفزة كبيرة في قيمتها السوقية خلال 2018 لكن سهمها عانى تراجعات متتالية لاحقا.
في 2 أغسطس الماضي احتفت شركة "أبل" الأمريكية العملاقة للإلكترونيات بوصولها إلى "القمة التريليونية" بوصفها أول شركة مدرجة للتداول العام في الولايات المتحدة ترتفع قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، وفي 3 أكتوبر الماضي قفز سعر السهم إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 232.07 دولار ما يعني أن قيمة الشركة تجاوزت التريليون بأكثر من 100 مليار دولار، قبل أنه تهوي بشكل تدريجي لتصل قيمتها حاليا إلى نحو 700 مليار دولار، ما يعني أنها فقدت قرابة 400 مليار دولار من قيمتها في أشهر قليلة.
على مدار الأشهر الخمسة التالية للإنجاز "القمة التريليونية" شهد سهم "أبل" صعودا قبل أن يتراجع تدريجيا لتفقد الشركة صدارتها مركزا تلو الآخر، ثم يحل عام 2019 الذي شهد ثاني أيام تداولاته هبوطا قياسيا لسهم "أبل" ما كبد الشركة خسارة 75 مليار دولار من قيمتها، لتقبع في المركز الرابع على قائمة أكبر الشركات الأمريكية من حيث القيمة السوقية.
كان هبوط الخميس 3 يناير الجاري هو الأكبر لسهم "أبل" منذ يناير 2013، وقد دفع سعر سهمها إلى مستوى 142.19 دولار وهو الأدنى منذ يوليو 2017، وبالتالي أصبحت قيمة الشركة 674.8 مليار دولار فقط، أي أدنى حتى من مستوى 700 مليار دولار.
ورغم أن الشركة عوضت جزءا من خسائرها في اليوم التالي حيث ارتفع سهمها، الجمعة (آخر تداولا لها حتى وقت كتابة التقرير) بأكثر من 4% إلى مستوى 148.26 دولار، ما يعني أن القيمة السوقية للشركة زادت إلى 703.5 مليار دولار، إلا أن الشركة بقيت في المركز الربع على قائمة الشركات الأكبر.
وتصل القيمة السوقية لأبل إلى تريليون دولار عندما يكون سعر سهمها عند 206.49 دولار.
ووفقا لآخر تداول، تحتل شركة مايكروسوفت المركز الأول على قائمة أكبر الشركات بقيمة سوقية 782.4 مليار دولار، وفي المركز الثاني جاءت شركة أمازون بقيمة سوقية 770.6 مليار دولار، وفي المركز الثالث "الفابت" الشركة الأم لجوجل بقيمة سوقية 748 مليار دولار.
يذكر أن أبل أعلنت نتائج فصلية فاقت تقديرات وول ستريت في الربع الثالث من سنتها المالية، حيث بلغت إيراداتها 53.3 مليار دولار بأرباح قدرها 2.34 دولار للسهم بعد أن باعت 41.3 مليون هاتف بمتوسط سعر 724 دولارا للجهاز الواحد.
لكنها قالت في نوفمبر الماضي إن المبيعات في الربع الأخير من سنتها المالية قد تأتي دون توقعات وول ستريت، وألقى تيم كوك رئيسها التنفيذي باللوم في ذلك على ضعف في الأسواق الناشئة وتكاليف مرتبطة بسعر الصرف وحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الشركة المصنعة لهواتف آيفون يمكنها أن تجاري الطلب على منتجات جديدة.
ثم لاحقا، فاجأت الشركة الأسواق عندما أعلنت الأربعاء الماضي خفض تقديراتها لنتائج الربع الأول من السنة المالية الجديدة، بسبب تباطؤ النمو في الصين، حيث خفضت توقعاتها لإيراداتها خلال الربع الأول الذي انتهى في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 84 مليار دولار، وهو ما يقل عن توقعات المحللين البالغة 91.5 مليار دولار وعن توقعات "أبل" الأصلية التي وضعت إيرادات الربع المالي الأول بين 89 و93 مليار دولار.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي تصدر فيها "أبل" تحذيرا بشأن توقعات إيراداتها قبل نشر النتائج الفصلية منذ إطلاق الهاتف آيفون في 2007.
وأرجع تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، هذه الخطوة غير المعتادة إلى تباطؤ مبيعات آيفون في الصين التي يعاني اقتصادها من وطأة الضبابية المحيطة بالعلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.