مليارات "العشرين" تتدفق على الدول الفقيرة وتفاؤل بتجميد الديون
انطلقت محادثات مهمة جمعت وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظو البنوك المركزية، وسط تفاؤل بتمديد تجميد ديون الدول الفقيرة
انطلقت، السبت، محادثات هامة جمعت وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزية، وسط تفاؤل بتمديد تجميد ديون الدول الفقيرة وإمدادها بمنح مليارية، فضلا عن إقرار آليات لتحفيز الاقتصاد العالمي في ظل الركود الناجم عن فيروس كورونا المستجد.
وتأتي المحادثات الافتراضية التي تستضيفها السعودية في وقت يواصل فيه الوباء إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي بينما يحذّر نشطاء من أزمة ديون تلوح في الأفق في الدول النامية التي تعاني الفقر.
- السعودية تقود مجموعة العشرين لتخفيف ديون الدول الفقيرة
- "العشرين" تدعم "مبادرة الرياض" حول مستقبل "التجارة العالمية"
وتنعقد المحادثات برئاسة محمد الجدعان وزير المالية السعودي وأحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي).
تجميد الديون
وقالت مصادر مطلعة من داخل الاجتماع، لرويترز، إن مسؤولي المالية بالمجموعة سيقدمون توصية بمد عرض تجميد مدفوعات خدمة الديون فيما يتعلق بالديون الثنائية الرسمية بالنسبة للدول الأشد فقرا.
وكانت دول مجموعة العشرين قد أعلنت في نيسان/أبريل الماضي تعليق سداد الديون لمدة عام للدول الأكثر فقراً في العالم.
وحتى الآن تقدّمت 41 دولة من أصل 73 من أفقر دول العالم بطلب تعليق خدمة الديون، ما أدّى إلى توفير ما يصل إلى 9 مليارات دولار هذا العام وفقًا لمنظمات "أوكسفام" و"كريستيان إيد" و"غلوبال جاستيس ناو" في تقرير نشر الخميس.
وذكرت المنظّمات في تقرير الخميس أن هذه الدول الـ 73 لا تزال ملزمة بدفع ما يصل إلى 33,7 مليار دولار لتسديد الديون حتى نهاية العام.
ومن جانبه، حث ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي خلال الاجتماع، مجموعة العشرين على تمديد تجميد مدفوعات خدمة الديون الرسمية بالنسبة للدول الأشد فقرا حتى نهاية 2021 وقال إنه ينبغي لأعضاء المجموعة البدء في محادثات بشأن تخفيض ديون بعض الدول.
وأضاف أن بعض الدائنين الكبار لا يشاركون في مبادرة تجميد الديون بشكل كامل مضيفا أنه ينبغي للدائنين من القطاع الخاص وقف جمع المدفوعات من الدول الأشد فقرا.
منح بالمليارات
وبالتزامن، قالت وزارة المالية الألمانية، إن برلين تعهدت خلال الاجتماع بتقديم 3 مليارات يورو (3.4 مليار دولار) لمساعدة الدول الفقيرة.
وستتاح الأموال في هيئة قروض طويلة الأجل بالصندوق الائتماني للنمو والحد من الفقر التابع لصندوق النقد الدولي.
وكان مسؤولو الصندوق ذكروا في أبريل/ نيسان أنهم تلقوا تعهدات من أستراليا واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا بتقديم 11.7 مليار دولار في المجمل لصالح الصندوق الائتماني للنمو.
ولم تتعهد الولايات المتحدة بأي أموال للبرنامج.
وقالت وزارة المالية الألمانية "تستطيع الدول ذات الدخول المنخفضة الحصول على قروض بفوائد منخفضة بدرجة كبيرة وحل اختناقات السيولة".
وأضافت أن ألمانيا ستقدم 8.7 مليار يورو في المجمل ضمن إجراءات لمساعدات دولية خلال 2020 و2021.
إنعاش الاقتصاد العالمي
ومن جهتهم، قال منظمو الاجتماع في الرياض في بيان قبل الاجتماع إن الوزراء ومحافظي المصارف "سيناقشون الآفاق الاقتصادية العالمية وينسّقون العمل الجماعي من أجل انتعاش اقتصادي عالمي قوي ومستدام".
وحذّرت كريستالينا جورجييفا المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي من أنه على الرغم من بعض علامات الانتعاش، فإن الاقتصاد العالمي يواجه رياحا معاكسة بما في ذلك احتمال حدوث موجة ثانية من وباء كوفيد-19.
وقالت في رسالة لوزراء مالية مجموعة العشرين "لم نتغلب بعد" على الأزمة، محذرة من أن "موجة عالمية ثانية من المرض يمكن أن تسبّب اضطرابات جديدة في النشاط الاقتصادي".
وقال الصندوق الشهر الماضي إنه خفض توقعاته للنمو، متوقّعا تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4,9% هذا العام بسبب انكماش أكبر خلال مرحلة الإغلاق عما كان متوقعا في السابق.