"الرشتة" و"الطمينة".. هدية المطبخ الجزائري في المولد النبوي الشريف
الرشتة والطمينة أطباق رئيسية عند سكان العاصمة الجزائرية في المولد النبوي الشريف، ويعتبرونها هدية للمسلمين.
تنطلق مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العاصمة الجزائرية من المساجد التي تمتلئ عن آخرها، لحضور دروس السيرة النبوية وقراءة القرآن الكريم جماعة، ولسكان العاصمة الجزائرية عادات خاصة جداً في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يكتشفها أيضاً الزائر إليها بمجرد دخول أي بيت أو مطبخ جزائري.
تشتهر العائلات الجزائرية بطبق الرشتة التقليدي فيما يعرف "بعشاء المولود"، وفي اليوم التالي تحضر العائلات حلوى "الطمينة" التي تقدم "هدية للمسلمين" وفق عاداتهم، وتتسابق العائلات في تحضير وتزيين هذه الأطباق التقليدية التي يسميها سكان العاصمة الجزائرية "سلطان مائدة المولد النبوي الشريف".
قصة ابن خلدون و"الرشتة"
"الرشتة" من أشهر أطباق سكان العاصمة الجزائرية في مختلف مناسباتهم خاصة الدينية منها، ولا يخلو أي بيت عاصمي منها في ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي تشبه في شكلها الخارجي إلى حد كبير عجينة "الكنافة" لكنها تختلف تماماً في طريقة التحضير والمذاق، وطهيها يتم عبر تبخيرها فوق الماء الساخن.
وهي عبارة عن خيوط رفيعة وطويلة من العجين المصنوع من الدقيق والملح، وتُباع في الأسواق جاهزة، رغم أن بعض العائلات ما زالت تحرص على صناعتها في المنازل، ولها مرق خاص بها، يتكون من الحمص والخضروات والبهارات والقرفة ولحم الدجاج والغنم.
أما أصل طبق "الرشتة" الذي تشتهر به العاصمة الجزائرية، فقد وُرد في كتاب المؤرخ عبدالرحمن بن خلدون المسمى "رحلة ابن خلدون"، وهو المرجع الذي يؤكد أن أصول هذا الطبق "فارسية"، واسمها مشتق من كلمة "تارشتا" أو "رشت" والتي تعني الخيط الرفيع في اللغة الفارسية.
وذكر ابن خلدون في كتابه، أنه عند زيارته إلى بلاد الشام عام 803 هجرية للقاء القائد المغولي "تيمورلنك" بصفته مبعوث سلام، واستقبله بطبق خاص جداً.
وقال في كتابه: "أشار إلى خدمه بإحضار طعام من بيته يسمونه الرشتة، فأُحضِرت الأواني منه وأشار بعرضها عليّ، فمثلتُ قائماً وتناولتها وشربت واستطبت".
وربطت العديد من الدراسات طبق "الرشتة" بالعلاّمة ابن خلدون، الذي نقله إلى الجزائر، وبات خاصاً بسكان العاصمة الجزائرية عن غيرها من المناطق الجزائرية والمغاربية.
الطمينة.. هدية للمسلمين
"الطمينة" هي حلوى تتمسك عائلات العاصمة الجزائرية بتحضيرها في اليوم التالي لليلة المولد النبوي الشريف، وهي من العادات "اللازمة" عند العاصميين.
وتُعرف حلوى "الطمينة" عن الجزائريين بأنها الحلوى التي يُحتفل بها عند قدوم مولود جديد، وهي رمز للفرحة أيضاً عند الجزائريين، وفي عادات سكان العاصمة الجزائرية تعتبر هذه الحلوى بمثابة "الهدية" التي تقدم للمسلمين في المولد النبوي الشريف، وتحرص العائلات على تزيينها بطريقة جميلة، وتوضع في علب خاصة، وتقدم كهدايا بين العائلات وفي العمل والمساجد.
طريقة عمل حلوى "الطمينة" الجزائرية التقليدية
المكونات
- نصف كيلوجرام من السميد المتوسط.
- كأس كبيرة من العسل.
- رشة ملح.
- 150 جرام زبدة.
- حلوة الترك.
الزينة
- ملعقة قرفة
- لوز مفروم أو فستق مبشور.
- حلوى من الحجم الصغير.
طريقة التحضير
- قبل يوم من تحضير الطمينة، يوضع السميد على البخار، ويترك حتى يبرد.
- في اليوم التالي يُحمص السميد في إناء كبير وتترك حتى يأخذ اللون الذهبي.
- نضع في مقلاة كمية الزبدة وتترك حتى تذوب فوق نار هادئة، ثم يضاف لها العسل، بحيث تكون كمية العسل أكبر من كمية الزبدة.
- نضع السميد المحمص فوقها وتخلط جيداً، ثم تضاف حلوة الترك.
- توضع بعدها الطمينة في أطباق أو علب وتزين بالمكسرات والقرفة الحلويات ذات الحجم الكبير.