كيف يؤدي كورونا إلى تجلط الدم؟.. دراسة تجيب
دراسة جديدة توصلت إلى أن أحد الأسباب المحتملة لتجلط الدم هو وجود مستوى معين من بروتين في دم مرضى فيروس كورونا يسمى "فون ويلبراند" (VW).
تختلف تداعيات عدوى فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض (كوفيد -19 )، من شخص لآخر، وفقا لعمره ومدى صمود جهازه المناعي في مواجهة الفيروس.
ويعاني البعض من السعال واضطرابات الجهاز الهضمي وتجلط الدم نتيجة الإصابة بكورونا، وقد يحتاج بعض المرضى إلى دعم جهاز التنفس الصناعي للبقاء على قيد الحياة، بينما لا يشعر البعض الآخر بأعراض المرض على الإطلاق.
دراسة جديدة للباحثة آنا أكسينوفا من جامعة سان بطرسبرج الروسية توصلت إلى أن أحد الأسباب المحتملة لذلك هو وجود مستوى معين من بروتين في دم المرضى يسمى "فون ويلبراند" (VW)، ونشرت النتائج في دورية "علم الوراثة البيئي".
وقالت آنا أكسينوفا "يتم تصنيع هذا البروتين في الخلايا البطانية والصفائح الدموية، وتتمثل وظيفته الرئيسية في تشكيل إطار لالتصاق الصفائح الدموية".
وأضافت: "حتى الآن، لم يتم بعد دراسة الطريقة التي يتم بها تنظيم مستوى هذا البروتين في الدم بشكل كامل، ومع ذلك، فمن المعروف أنه يتم تخزينه في الخلايا البطانية الوعائية، وبمجرد حدوث بعض الأضرار كالتي يسببها فيروس كورونا، يحدث تجلط الدم الذي يلعب البروتين عاملا مهما في حدوثه، وهي عملية معقدة يقوم خلالها الدم بتكوين جلطات، وهي تجمعات دموية متماسكة تمنع النزيف".
وأوضحت أن مستوى ونشاط هذا البروتين في الدم لدى البشر، يختلف بشكل ملحوظ بين الأشخاص الأصحاء، فعلى سبيل المثال، فإنه يوجد بنسب أعلى بين الأمريكيين من أصل أفريقي عن الأوروبيين، ولدى الرجال أكثر من النساء، وفي البالغين أكثر من الأطفال، وكهذا بين كبار السن والشباب.
وترتبط المستويات المنخفضة من هذا البروتين بمرضى يسمى "فون ويلبراند" وهو اضطراب دائم في حالات نزيف الدم؛ حيث لا يتجلط الدم بشكل طبيعي، ويمتلك المصابون بهذا المرض مستويات منخفضة من عامل "فون ويلبراند"، وهو بروتين يساعد على تجلُّط الدم، أو لا يعمل البروتين لديهم كما ينبغي.
وربطت الأبحاث بين هذا البروتين وفصيلة الدم، حيث تكون مستوياته أقل بين الأشخاص الذين لديهم فصيلة دم "O"، في المقابل تكون أعلى بين أولئك الذين لديهم فصيلة دم "A".
وقد أثبتت دراسات نشرت مؤخرا أن فيروس كورونا المستجد، يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين عن طريق الارتباط بمستقبلات (ACE2) على سطح الخلايا الحويصلية (الخلايا المبطنة للرئتين).
وهناك المزيد من المعلومات حول حدوث شيء مشابه للخلايا البطانية، أو السطح الداخلي للأوعية الدموية.
وقالت آنا أكسينوفا: "بما أن مستقبل ACE2 ينتمي إلى نظام نظام الرينين-أنجيوتنسين (نظام هرموني ينظم توازن كل من ضغط الدم والماء)، فإن فيروس كورونا يؤثر بدوره على الأوعية الدموية".
وأضافت "يبدو أن الفيروس لديه القدرة على التسبب في التهاب موضعي لجدران وشعيرات الأوعية الدموية، وينتج عن ذلك زيادة في إفراز بروتين "فون ويلبراند" في الدم، ما يؤدي بدوره إلى تجلط الدم".