دهون الجسد الذاتية.. إكسير الشباب
الجراحة التجميلية اتخذت بعدا جديدا، منذ أن بدأت تقنية نقل دهون البطن أو الأرداف إلى مناطق أخرى في الجسد، كالثدي والوجه.
إذا كانت الدهون في العقود الأخيرة من بين العناصر المكروهة في الجسد، فقد أصبحت الآن ترياقا للجمال، وإكسير الشباب الممتد طويلا.
ويقول رئيس الرابطة الإسبانية لجراحة التجميل، فرانسيسكو مينينديز-جراينيو، إن "الدهون الذاتية أصبحت في يومنا هذا الورقة الرابحة في عالم جراحات التجميل".
فقد اتخذت الجراحة التجميلية بعدا جديدا، منذ أن بدأت تقنية نقل دهون البطن أو الأرداف إلى مناطق أخرى في الجسد، كالثدي والوجه.
وعن هذا التطور يقول الكولومبي كونستانتينو مندييتا، هو جراح يعمل في الولايات المتحدة ودبي، وصاحب عمليات التجميل الناجحة، إن الأمر يتعلق بثورة دائمة تتيح للمريض إعادة تشكيل جسده كما يود.
ويوضح مدير مركز جوميز برافو لجراحة التجميل إن دهون الجسد بها خلايا جذعية تعمل على تجديد الشباب، ولهذا تعد فعالة جدا في العلاجات التجميلية للوجه والجسد".
ويبين مينينديز-جراينيو: "حين نتحدث عن جراحات تجميل الثدي، التي يتم خلالها حقنه بدهون الجسم الذاتية، تصبح النتيجة رائعة، وتتيح تقليل الاضطرابات وتعزز حجم الأنسجة".
كما يبين أن الدهون الذاتية تداوي أيضا العيوب التشريحية في المرضى التي تعجز يدا الجراح عن معالجتها.
وتزداد بشكل مستمر استخدامات الدهون في مجال التجميل، إذ تستعمل في تكبير وإعادة تشكيل الأرداف أو لإجراء عمليات "تجديد شباب المهبل، وفقا للخبير الذي يعترف بأن جراحات تجميل "صحية رائجة جدا".
ويلفت المتخصص إلى أن عمليات تجميل الأرداف زادت بنسبة تتراوح بين 50% و60%، بسبب رواجها بين النجمات وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، ولكنها ليست الأكثر طلبا، فهي تشغل المركز الـ20 بين جراحات التجميل، بعد تكبير حجم الثدي وشفط الدهون وتجميل الأنف وجراحة الجفون.
جراحة آمنة
الشيء الأهم في الجراحات هو أن تكون آمنة، وبالأخص أن تحظى بنتائج طبيعية، الأمر الذي تعلمه الجراحون من أخطائهم. يكفي تذكر بعض عمليات تجميل الأنف التي كانت تجرى في تسعينيات القرن الماضي ونتج عنها ظواهر كحالة ملك البوب الراحل مايكل جاكسون.
ومع التقنيات الحديثة، لم تعد هناك جدات بشعر أبيض وبتجاعيد في وجوههن، بل جدات يتباهين بوجوههن وأجسادهن.
وفي هذا الصدد يقول مينينديز-جراينيو إن "الإنسان يخشى الشيخوخة، فشخص في السبعين من العمر يشعر بشباب الروح ويريد أن يكون كذلك بدنيا".
والوجه والبطن والصدر أهداف معتادة وجاذبة للعلاجات والجراحات التجميلية.
وحتى وإن ظلت هذه الأجزاء من الجسد شابة، دائما ما ستكون هناك نساء يردن الانتصار بمعركتهن ضد عقارب الساعة، وللتأكد من ذلك يكفي النظر إلى يدي سارة جيسيكا باركر أو مادونا، أو أعلى صدر ميلاني جريفيث، أو عنق كارل لاجرفيلد، أو فخذ ديمي مور، أو الجانب الداخلي لذراعي سوزان سارندون.
ويبين جراح التجميل أنطونيو تابيا أن هذه المناطق الحساسة كالعنق، تكشف شيخوخة الجلد لأن "بشرتها رقيقة للغاية، وتتعرض للشمس بشكل دائم، ولا يتم الاعتناء بها بشكل واع".
ويشير إلى أن الحل في هذه الحالة يكمن في شد العنق، وهو عبارة عن "شق صغير في الطيات أسفل الذقن وخلف الأذنين".
وعادة ما تظهر البقع والتجاعيد في المنطقة أعلى الصدر، إلى جانب الترهل والخطوط لتي تظهر عقب الحمل والرضاعة، أو بسبب التغييرات الحادة في الوزن.
وفي هذه الحالات ينصح الدكتور تابيا بالتقشير "peeling" الكيميائي أو الليزر لتجديد سطح البشرة، والتقنيتان يمكن إجراؤهما، و"لكنها منطقة خطرة بسبب الندبات والنتائج ليست مبهرة".
واليدان هما أبرز المناطق التي يطؤها الزمن لأنهما معرضتان طيلة العام للشمس والبرد والرياح، وكذلك للعناصر الكيميائية الموجودة في الصابون وسوائل التنظيف.
وحين لا يتم حمايتهما من الشمس، تنتشر فيهما البقع، ومن ناحية أخرى اعتبارا من سن الخمسين تبرز الأوردة في اليدين بشكل كبير؛ لأن الأنسجة تفقد كثافتها.
ويوضح الطبيب إلى أن كل هذه الأعراض يمكن أن تتحسن عبر التقشير المضاد للبقع والحقن بحمض الهيالورونيك.
وشيخوخة الأذرع يمكن مكافحتها عبر الشد، الذي يبدأ من الإبط وحتى المرفق. ولا أحد بمعزل عن ترهل هذه المنطقة وظهور التجاعيد بها، نظرا لأن مرونة الجلد بها هائلة حتى يتمكن الإنسان من ثني مرفق ذراعه وفرده.
ومع مرور الوقت، يصبح جلد المرفق خشنا وداكنا ومترهلا، ويشير تابيا إلى أن "الخيار الوحيد بالنسبة للمرفقين هو الجراحة، وإزالة الجلد الزائد".
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA=
جزيرة ام اند امز