في أول أيامه بالبيت الأبيض.. بولتون يواجه اختبار "كيماوي سوريا"
الهجوم الكيماوي الوحشي في سوريا يضع بولتون في مواجهة أزمة فورية تمثل اختبارا مبكرا لكيفية توافق رؤيته مع الرئيس ترامب
يواجه السفير السابق جون بولتون اختبارا صعبا، في أول يوم عمل رسمي له كمستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين؛ لا سيما بعد الهجوم الكيماوي الأخير في سوريا الذي يضع مصداقية ترامب الدولية على المحك.
وفي تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال مراسلها في البيت الأبيض ستيفن كولينسون، إن الهجوم الكيماوي الوحشي في سوريا، يضع بولتون في مواجهة أزمة فورية تسلط الضوء على أكبر التساؤلات المحيطة بتعيينه، وتمثل اختبارا مبكرا لكيفية توافق رؤيته بشأن الاستخدام العنيف للقوة الأمريكية في الخارج مع أسلوب ترامب الهجومي.
- بومبيو وبولتون.. إيران في مرمى صقور الدبلوماسية الأمريكية
- ماكرون وترامب: سنحدد المسؤول عن "كيماوي سوريا"
واعتبر أنها لحظة حاسمة بالنسبة للبيت الأبيض؛ لأن الهجوم ليس مجرد رعب إنساني، بل إنه يتحدى مصداقية ترامب الدولية بعد أن أطلق صواريخ لمعاقبة رئيس النظام بشار الأسد على ارتكاب أعمال وحشية سابقة قبل عام.
وأشار إلى أن الساعات المحمومة والمشحونة، عندما يتحول الاشمئزاز من مأساة في الخارج، إلى الحديث عن رد عسكري، تحدد وظيفة مستشار الأمن القومي.
وأضاف أنه يجب عليه أن يتقصى الحقائق بسرعة وأن يشكل خيارات عمل للرئيس، وأن يحيطه علما بمخاطر أي قرار، ويدفع المراكز العسكرية والاستخباراتية والمدنية المتنافسة التابعة لمؤسسة الأمن القومي لصياغة استراتيجية، ثم يضغط عليها لتنفيذ توجيه رئاسي.
وتابع كولينسون: سيختبر الهجوم السوري، الذي أشارت تقارير إلى أنه قتل 60 شخصًا، قدرة بولتون على بناء الثقة مع القائد العام نفسه (ترامب)، ووضع علاقتهما -التي ستكون حاسمة لمستقبله- تحت الضغط في أجواء حياة أو موت.
وسوف تمثل اختبارا تحت الضغط العالي لنمط إدارة بولتون الذي همش الزملاء عندما كان مسؤولًا رفيع المستوى في مجال عدم الانتشار في الأمم المتحدة وسفيرًا للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن بولتون كان يخطط لمنصبه الجديد قبل وقت طويل من نشر الأخبار القادمة من سوريا، وخلافا لعديد من التوقعات، فإنه لا يعتزم الدخول إلى الجناح الغربي في البيت الأبيض بموجة من إطلاق النار، لكنه على الأرجح عوضا عن ذلك سيختبر درجة حرارة الإدارة بأسلوب أكثر منهجية.
البدء مبكرا
وفي تحد لشهرته وشخصيته المعروفة بالتقلب والجرأة، دخل بولتون إلى البيت الأبيض بدون مراسم، يرتدي معطفا طويلا ويحمل مظلة في وقت مبكر من صباح السبت، قبل يومين من تاريخ بدء عمله الرسمي، ثم نشر على حسابه بموقع "تويتر" صورة له مع سلفه ماكماستر، الذي وصفه بأنه "وطني".
وعنه يقول أحد كبار مساعديه السابقين، إن هدف مستشار الأمن القومي الجديد هو عدم المضي قدمًا في أجندته الشخصية، بل كسب ثقة ترامب.
وأضاف المساعد السابق "إنه مستشار الرئيس، إنه يعمل مع الرئيس ترامب، سيفعل ما يقوله له الرئيس، سيطبق السياسات التي يريده تنفيذها".
وتابع: "الأهم من ذلك، أنه سيفعل شيئا لم يحصل عليه الرئيس ترامب، سيحصل على مجموعة كاملة من خيارات السياسة المدروسة. الرئيس محبط لأنه لم يحصل على ذلك (في السابق)".
وحتى الآن، من المرجح أن يضع بولتون خططًا للقيام بعمل عسكري محتمل في سوريا، وسوف يرأس اجتماعًا لكبار مسؤولي الإدارة، الإثنين، من أجل تقديم خيارات للرئيس، حسبما قال مسؤولان في الإدارة لشبكة "سي إن إن".
وتشير العلامات المبكرة إلى أن ترامب يريد أن يتخذ إجراء، حيث غرد، أمس الأحد، حول الهجوم "الطائش"، وانتقد على نحو غير عادي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعمه الأسد الذي وصفه بـ"الحيوان" وحذر من "ثمن باهظ" سيدفعه.
لكن الهجوم السوري يسلط الضوء أيضًا على التناقضات في قلب سياسة ترامب الخارجية التي يجب على بولتون مواجهتها؛ وفي حين يلمح الرئيس إلى استخدام القوة العسكرية، فقد تحدث مؤخرا عن الانسحاب من سوريا وتركها لقوى إقليمية لتولي زمام الأمور.
وإلى جانب التحدي السوري، لا تزال في انتظار بولتون تحديات كبرى أبرزها مواجهة قوى عظمى كالصين، والموعد النهائي للاتفاق النووي الإيراني، وقمة ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز