طبعة ثالثة من كتاب "أصول الريادة الحضارية: دراسة في فكر الشيخ زايد"
المؤلف يقسم كتابه إلى 10 فصول؛ شرح من خلالها فكر ومنهج وآلية تفكير استراتيجية تمثل نقلة نوعية لحضارة الإمارات من خلال فكر الشيخ زايد.
أصدرت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، الطبعة الـ3 من كتاب "أصول الريادة الحضارية: دراسة في فكر الشيخ زايد"، من تأليف الكاتب والناقد والمترجم المصري الراحل الدكتور نبيل راغب.
وقدّم المؤلف في كتابه الذي يتضمن 357 صفحة، الأساليب الاستراتيجية التي اتبعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتحقيق إنجازاته التي تجلت في توحيد دولة الإمارات العربية، وبناء مستقبلها.
وقسّم المؤلف كتابه إلى 10 فصول؛ شرح وحلل من خلالها فكر ومنهج وآلية تفكير استراتيجية تمثل نقلة نوعية لحضارة الإمارات من خلال فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويستعرض الكتاب بتحليل موضوعي الزعامة التاريخية والنظرة الاستراتيجية والعمق الروحي التي اتسم بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ واضعاً يد القارئ على الأسباب التاريخية والموضوعية التي أدت إلى هذه الانطلاقة الحضارية، والتي بدورها أذهلت العالم، كما وضحها الكاتب في الفصل الـ4 الذي جاء بعنوان "التجربة الديمقراطية"، والتي كانت سبباً لتأسيس نمط فكري متحرر ومتطور.
وتحدث في الفصل الـ5 عن القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، التي تمثلت في شخص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بطريقة تفكيره ومنهجه، ثم تطرق في الفصل السادس إلى الوعي الوحدوي الذي بني على نهج علمي متين وراسخ لا يمكن زعزعته أو تفتيته.
وتناول المؤلف عبر فصول أخرى التوجهات الاقتصادية، والتنمية الزراعية، والأمن القومي، والسياسة الخارجية، ليصل في نهاية الكتاب إلى وضع صورة واضحة وعلمية عن الزعيم التاريخي والوطني الحق، الذي شكّل نقطة انطلاق حضاري لوطنه، من خلال قوة الدفع الكامنة في ريادته الحضارية، ولا تعتبر هذه القوة آنية إنما متفاعلة باستمرار تحمل صفة التطور والاستدامة للمنهج العلمي نحو المستقبل.
ومن خلال إصرار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على ضرورة المنهج الفكري المتسق والرؤية الشاملة والعميقة، تمكن من التحكم في كل جوانب وعناصر التقدم الحضاري دون حدوث ثغرات أو نكسات في الطريق، فحدد الأولويات، ورصد المراحل، ورفض التكرار والازدواج والطرق المسدودة والمتاهات الجانبية والدوائر المفرغة. من خلال كل ما سبق استطاع الزعيم القضاء على كل نقاط الضعف والثغرات المحتملة من خلال التدعيم المستمر والمتنامي لكل عوامل القوة.
واستطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يحل المعادلة الصعبة، التي تحتم الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بفضل الرؤية الثاقبة والخيال الخصب الذي منحه القدرة على تحليل مكونات الواقع وحقائقه، ثم الانطلاق إلى آفاق المستقبل.
وتمثلت الثوابت عند الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قيم الدين الحنيف والمثل الإنسانية العليا والأخلاقيات التي من دونها يتحول المجتمع إلى غابة.
وتمثلت الريادة الحضارية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الأساليب الاستراتيجية التي اتبعها لتحقيق إنجازاته، مثل إقامة "اتحاد الإمارات العربية". وأي باحث يتصدى لدراسة معنى القرارات الكبرى التي اتخذها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سيجد أن الرابط المشترك بينها هو تحرير الإرادة الوطنية، ووضع مصير الوطن في أيدي أبنائه، والحرص على مقومات الشخصية الوطنية، وذلك باعتماد تجربة حضارية لم تتوانَ عن الاستفادة من شتى التجارب والخبرات التي تصلح لتقدم الوطن، والرفض المطلق لتجميد هذه التجربة الحية في قوالب صماء.
وبمناسبة صدور الكتاب، قال عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "إن فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو طريق واستراتيجية لحياة زعيم وقائد تاريخي، استطاع أن يكون صانعاً لتاريخ دولته وشعبه، وهذا الكتاب بنظرته العلمية التحليلية الموضوعية قدّم تاريخ وفكر زعيم تاريخي أدرك أن مصيره كإنسان وفرد متحد تماماً مع مصير وطنه وشعبه، فكانت إنجازاته نتيجة زعامة تاريخية شكلت نقطة تحول لمنطقة الخليج بأسرها، بل تعدتها إلى عمقها العربي والإقليمي".
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA=
جزيرة ام اند امز