حدود العراق وسوريا... صراع "مستعر" بين واشنطن وطهران
تحركات عسكرية مكثفة تشهدها المناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، تأتي في سباق السيطرة على أكبر رقعة من الأراضي على جانبي الحدود
تحركات عسكرية مكثفة تشهدها المناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، تأتي في سباق السيطرة على أكبر رقعة من الأراضي على جانبي الحدود بين البلدين، صراع مستعر بين واشنطن وطهران في ظل تراجع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أراضي الحدود بين سوريا والعراق، حيث يتجاور البلدان بحدود طولها 605 كيلومترات، من أصل إجمالي حدود تبلغ 3650 كيلومترا.
الجنوب السوري بين عمليات واشنطن وحشد طهران
في تطور ملحوظ شنّت طائرات التحالف الدولي، منتصف الشهر الجاري، غارات استهدفت قوات النظام السوري خلال محاولتها التقدم باتجاه معبر التنف على الحدود مع العراق، وهو ما أسفر عن تدمير رتل عسكري مدعوم من طهران ومقتل عدد من العناصر.
وقال مسؤول أمريكي، حينها، إن ذلك جاء بعد تحرك تلك القوات ضد قوات يدعمها التحالف، يأتي ذلك بعد أيام من إرسال النظام السوري بعض قواته مدعومة بمليشيات إيرانية نحو مناطق حدودية مع العراق والأردن.
واليوم وللمرة الثانية، تحتشد قوات موالية لنظام بشار ومدعومة من إيران، بالقرب من موقع عسكري للتحالف قرب الحدود الأردنية، وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية.
وصرح المتحدث باسم البنتاجون كابتن البحرية الأمريكية جيف ديفيز: "نواصل رؤية تحشيد، ونحن قلقون بهذا الشأن"، مشيرا إلى أن "مئات" من الجنود موجودون في المنطقة، رغم أن أعدادا أقل موجودة فعليا في منطقة عدم التصادم، وأضاف: "لقد رأيناهم يقومون بدوريات بالقرب من منطقة عدم التصادم حول موقع التنف التدريبي".
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن مساعي إيران للتمدد عبر مليشياتها إلى جنوبي سوريا فرصة لأمريكا لوقف تمددها، وهنا يرى تشارلز ليستر (من معهد الشرق الأوسط)، بحسب الصحيفة، أن الغارة الأمريكية جعلت إيران تفقد توازنها وردّت على تلك الضربة بتصريح بأن حزب الله الإرهابي سيرسل 3 آلاف من مقاتليه إلى منطقة التنف الحدودية في إطار مساعٍ لإحباط "مؤامرة أمريكية"، بحسب زعمها.
وأكد ليستر أن معركة جنوبي سوريا فرصة مواتية أمام فريق ترامب لوضع تصور حول الكيفية التي يجب من خلالها محاولة وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا وتحقيق مزيد من الاستقرار.
من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى تحقيق مكسب بمعركة الحدود، فبحسب محللين فالحدود بالنسبة لطهران هدف استراتيجي حيوي، حيث زجت بقوات الحشد الشعبي للانتشار على طول الحدود السورية لاستعادة جسر التواصل بين دمشق وبغداد، وهذا الجسر كانت قد خسرته لصالح داعش صيف 2014، لكن الولايات المتحدة تقف حائلا أمام هذا الهدف.
الحدود العراقية والأهداف الإيرانية
"لن نسمح للأمريكيين بالسيطرة على الحدود، وتم إبلاغهم بذلك".. بهذه الجملة أعلنت مليشيا "الحشد الشعبي" المدعومة من طهران، نوايها الحقيقة بعد وصولها إلى الحدود السورية العراقية.
حيث وصلت المليشيا، الأحد الماضي، إلى قرية أم جريص الواقعة على الحدود الشريط الحدودي السوري-العراقي، وأعلنت مليشيا الحشد الشعبي، بعد الوصول إلى الحدود، أن "عملية تطهير الحدود العراقية السورية ستنطلق انطلاقا من أم جريص، اتجاه قضاء القائم في محافظة الأنبار غرب العراق".
إلا أن محاولاتها تصطدم بالتحالف الدولي في المنطقة، التي تحذّر مليشيات طهران من التقدم نحوها، وآخرها منذ يومين عبر منشورات تحذيرية من "المنطقة الآمنة" قرب التنف.
على الجانب الآخر تتركز القوات الأمريكية في نقطة التنف الحدودية مع العراق في القاعدة العسكرية البريطانية، التي أنشئت مؤخرا لدعم فصائل "الجيش الحر" في المنطقة ضد تنظيم "داعش".
صراع السيطرة على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ومليشيات الحشد الشعبي التي تدعمها إيران من جهة أخرى، ليس عسكريا فحسب، وإنما يحمل أبعادا سياسية وتوسعية في المنطقة، حيث باتت طهران تنظر إلى ضرورة سيطرتها على الحدود العراقية السورية عبر مليشياتها في العراق وسوريا؛ لإيجاد طريق بري بينها وبين حليفتها سوريا.
على الجانب الآخر تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لمنع سيطرة المليشيات الموالية لإيران على الشريط الحدودي بأي ثمن؛ الأمر الذي يؤكد أن الحدود العراقية ستكون الميدان الجديد للصراع الأمريكي الإيراني في العراق.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA=
جزيرة ام اند امز