كيف يمكن لطعامك أن يطيل عمرك؟
النظام الغذائي السليم يضمن لك حياة أطول ومخا واعيا رغم تقدم العمر.
كلنا نعرف أن معظم طعامنا له فوائد صحية كبيرة لكن هل تعرفون أيضاً أن النظام الغذائي السليم هو سر العمر الطويل؟ ومن هنا كشفت صحيفة ديلي اكسبريس البريطانية نقلاً عن أطباء من جامعة هارفارد الأمريكية العريقة أن النظام الغذائي له في الحقيقة قدرات أساسية وأكبر مما نعلم ويمكنه إما زيادة أو نقصان إمكانيتنا العقلية والبدنية.
فقد يتمني البعض أن يعيش لعمر الـ١٠٠ لكن عليه أن يضمن التمتع بحالة صحية جيدة تجعله قادراً على التمتع بتلك السنوات الإضافية. ولذا اعترف الأطباء الأمريكيون أن الأعمار بيد الله لكن إذا قدر الله لنا البقاء على قيد الحياة لسنوات أخرى فإن النظام الغذائي السليم هو سر الحياة الأطول والمخ الأكثر وعياً رغم تقدم العمر. وأشار الأطباء إلى أن الدليل على ذلك هى الدراسات التي أجروها على عدد من الثقافات في العالم، حيث يعتاد الناس على وجود أشخاص كثيرين بينهم يصل عمرهم لسن الـ١٠٠ أو يتعداه.
وأكد الأطباء أن كل ما علينا فعله هو اتباع بعض القواعد البسيطة. وأشاروا إلى أن الشعوب الأطول عمراً في العالم تتركز في جزيرة أوكيناوا باليابان، ودول البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى بعض المجتمعات في ولاية كاليفورنيا، حيث يلتزم الكثيرون بنظام نباتي صارم. وفي هذه الأماكن الثلاثة، نجد أن معدلات الخرف والتدهور العقلي لكبار السن منخفضة أيضاً. وعلى الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الوفيات الناجمة عن الخرف بمقدار ثلاثة أضعاف في ٢٠ عاماً.
وكشف الأطباء أن الجينات قد تلعب دوراً في حياة هذه الشعوب لكنهم عندما يتبعون النظام الغذائي الغربي تزداد لديهم معدلات الإصابة بالزهايمر ويقل العمر. وأشاروا إلى أن دراسات سابقة أظهرت أن صلة طول العمر بالجينات لا تتعدى نسبة ٣٥٪ والباقي نتيجة العوامل البيئية مثل النظام الغذائي، والنوم، والمزاج، والتحفيز الذهني وممارسة الرياضة.
وأضاف الأطباء أن العناصر الغذائية في طعامنا تحدث فارقاً كبيراً في حياتنا يضمن ١٥- ٢٠ عاماً من الحياة ذات النوعية الجيدة. ورغم ذلك فقد حذر الأطباء من أنه لا توجد ضمانات، لأن بعض الناس يصابون بالخرف بغض النظر عما يتناولونه أو يفعلونه، لكن علينا كلنا في جميع الأحوال أن نبحث عما يضمن لنا أفضل فرصة ممكنة ونلتزم به.
ولذلك قدم الأطباء بعض التوصيات البسيطة التي تضمن عقلاً وجسداً سليمين في فترتي منتصف العمر والشيخوخة:
- لا تأكلوا الكثير من الحديد. يحتاج المراهقون والنساء قبل انقطاع الطمث ١٤،٨ ملليجرام في اليوم، ولكن الرجال والنساء الأكبر سناً بحاجة أقل بكثير لا تتعدى ٨،٧ ملليجرام. والاستهلاك الزائد من الحديد يمكن أن يؤدي إلى ترسب الحديد في المخ وسرعة تدهوره. ولذا يفضل التقليل من اللحوم الحمراء مع تقدم العمر مقابل زيادة الأسماك وتناول الشاي أو القهوة مع الطعام للتقليل من امتصاص الحديد وتناول قطعة صغيرة من الجبن كذلك مع كل وجبة.
- تناولوا الكربوهيدرات الجيدة وليس الكثير من البروتين. الخبز الأبيض والمكرونة والأرز عناصر غذائية أساسية لدى الشعوب التي تتمتع بطول العمر على عكس ما كان متصوراً من أنها ضارة لنا. وتبين أنها لا تصل مجرى الدم سريعاً وتبطيء عملية الهضم. أما النظام الغربي الذي يروج لزيادة البروتين وتقليل الكربوهيدرات ليس المتبع لدى هذه الشعوب، كما أن معظم مصدر البروتين لديهم يأتي من الأسماك والحبوب والبقوليات والخضراوات الورقية والبيض والجبن.
- ابدأوا بالحساء ولا تسرعوا. الثقافتان اليابانية والبحر الأبيض المتوسط تعتمد على تناول وجبات الطعام ببطء، مما يعني أنك تأكل أقل، وينتشر الهضم على فترة زمنية أطول. وتفضل هاتان الثقافتان بدء الطعام بالحساء لتهيئة الجسد لارتفاع السكر في الدم.
=احرصوا على توازن جيد من الدهون. ومن الناحية المثالية فينبغي لنا أن نوازن بين دهون أوميجا ٦ (في زيت عباد الشمس واللحوم) وأوميجا ٣ (في المكسرات والأسماك الزيتية والخضراوات الورقية). ويرتبط الخلل في هذا التوازن بأمراض القلب وقصر العمر. تجنبوا الزيوت النباتية مثل الذرة وعباد الشمس واختاروا بذور اللفت أو الكانولا، وزيت الزيتون. ابحثوا عن الزيوت المعصورة على البارد ولونها داكن. اجعلوا وجبتكم الخفيفة من المكسرات.
=كلوا السمك ولكن ليس كثيراً. الأسماك وخاصة الزيتية مثل السردين، والتونة الطازجة، وسمك السلمون والأنشوجة بها دهون أوميجا٣ التي تبني أغشية الدماغ. ولكن من المهم ألا تبالغوا. ٩٥٪ من الشعب الياباني يأكلونها مرة واحدة في اليوم أو أقل و لا تأكلوا كميات كبيرة في الوجبة الواحدة. تناولوا كميات صغيرة عدة مرات في الأسبوع.
=تناولوا الأطعمة ذات الخمائر. مثل مخلل الخضار والخل والزبادي والأجبان الطرية أو الأطعمة التي يكون الجسم قادراً على امتصاص الخمائر منها مثل الخضر والكراث والثوم والبصل والفاصوليا والحمص. إنها تغذي الملايين من الميكروبات التي تتعايش في امعائنا والحيوية لصحة الدماغ والجهاز المناعي. كما أنها تبطيء الهضم وارتفاع السكر وتحافظ على الوزن منخفضاً.