حمير البرازيل تثير شهية المستهلكين في الصين
الحمير تغزو مساحات شاسعة من المناطق الريفية في البرازيل لدرجة أنها أصبحت مشكلة وبالنسبة للبعض فرصة
أصبحت الحمير تمثل مشكلة للبرازيليين في شمال شرق البلاد بعد أن تسببت في تعطيل حركة المرور وتزاحمت على أكل الخضرة في حدائق المواطنين، وفيما مضى كان يعول على الحمير في كل شيء في هذه المناطق، بداية من نقل الغلال في موسم الحصاد إلى حمل الأطفال إلى المدارس الثانوية النائية.
وغزت دواب الحمل مساحات واسعة من المناطق الريفية في البرازيل لدرجة أنها أصبحت مشكلة، وبالنسبة للبعض، فرصة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت إن الحداثة والبيع الصاروخي للدراجات النارية قللت من مكانة الحمير القائمة منذ أمد طويل.
وبدلا من الاعتزاز بها لقدرتها الفائقة على التحمل، ينظر إلى الحمير على نحو متزايد باعتبارها مصدر إزعاج
"اليوم يولد الحمار ولا أحد يريده.. التقدم جعل هذا الحيوان لا قيمة له"، بهذه الكلمات أعرب إريبالدو نوبر (53 عاما) عن أسفه لهذه المشكلة بعد أن كانت أسرته تستخدم الحمير لجلب المياه العذبة إلى المنزل عندما كان طفلاً.
تلك المشكلة دفعت إلى تدخل الصين، حيث أدرج الطلب المتزايد على البروتين لحوم الحمير في قائمة الأطعمة، لكن المستهلكين الصينيين يلهثون وراء أكثر من مجرد اللحم.
هؤلاء المستهلكون الصينيون لديهم أيضا شهية مفتوحة في الحصول على مادة "خارقة" تسمى "إيجياو"، وهي عبارة مادة جيلاتينية مصنوعة من جلود الحمار المغلية، يسود اعتقاد بأنها تعزز الصحة، وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة أو حتى تعكسها وتستخدم كمحفز جنسي.
في المقابل تتطلع البرازيل، التي يوجد بها مليون حمار ومجازر عالمية ومصانع لتعليب اللحوم إلى كسب الأموال.
غير أن تلك خطط أثارت ردة فعل غاضبة ومعاناة عاطفية بين أولئك الذين يرون الحمير كحيوانات يمكن استغلالها، حتى للاستهلاك، وأولئك الذين يريدون حماية رمز ثابت للحياة الريفية في البرازيل.
ويقع خط الجبهة في تلك المعركة هنا في الشمال الشرقي، حيث يمكن العثور على 90٪ من الحمير البرازيلية تحوم بين المجتمعات الزراعية الصغيرة.
وعن هذا يقول جويزا ليتاو، رئيس مجموعة حقوق الحيوان في ولاية سيارا الشمالية ومؤلف كتاب "صاحب السعادة الحمار"، الذي يشيد بالحمار المتواضع إن "الحمير هي رمز شمال شرق البرازيل، نريدهم أن يتركوا الحمير بمفردهم".
ويجري بناء مسلخ يركز على الصادرات المشتقة من الحمير إلى الصين خارج مدينة أبودي، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 36 ألف نسمة، حيث تعوق الحمير في كثير من الأحيان حركة السيارات والدراجات النارية التي جعلتها حيوانات عفا عليها الزمن.
وسيكون هذا المسلخ الثاني الذي يصمم مع وضع السوق الصيني في الاعتبار بعد أن بدأت منشأة في باهيا بذبح الحمير على نطاق محدود العام الماضي في برنامج تجريبي، ويأمل المسؤولون البرازيليون والصينيون في أن يتوسع قريبا.
من جانبه، قال لويس رانجيل المسؤول في وزارة الزراعة البرازيلية الذي يشرف على معايير السلامة ويعمل مع المسؤولين الصينيين لزيادة الصادرات "نريد أن نفتح الباب أمام هذا السوق في أقرب وقت ممكن".
وأضاف "إننا نبحث عن منتجات زراعية جديدة، لأننا أبطال بالفعل في المنتجات التقليدية"، في إشارة إلى صناعة الماشية الضخمة في البرازيل.
ولم تصدر البرازيل بعد التراخيص الصحية اللازمة لتمكين الشحنات المنتظمة من منتجات الحمير إلى الصين، ولم توافق الصين على استيراد المنتجات من مجازر الحمير.
لكن كلا الجانبين واثق من أن شحنات منتجات الحمير إلى الصين ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام لأنهم يجهزون بالفعل خططا مشتركة لحل مشكلة الحيوانات الوحشية أو شبه الوحشية وتحسن الحمير جينيا، لأنها لا تصلح للإنتاج على نطاق واسع مثل الماشية.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز