"نخبز لغزة".. تفاصيل مبادرة فتيات من ذوات الهمم في رمضان
مجموعة من الصبايا جمع بينهن حب الخير، والإصابة بـ"الصمم" في مبادرة رمضانية أدخلت البسمة على وجه الفقراء بغزة.
في مركز "همم" الشبابي بغزة، تبدو الإرادة أكبر من الإعاقة، وحب الخير إحساس جميل جمع الشباب والصبايا للعمل التطوعي ضمن مبادرة "نخبز لغزة"، فكان العطاء جميلا بقدر السعادة الغامرة في بيوت أصحاب العوز والاحتياج.
توضح رنا قفة، مستشار مركز همم الشبابي أن فكرة "نخبز لغزة" جاءت نتيجة الإحساس بمشاكل يعاني منها الأطفال بغزة بسبب أنواع الطعام الذي يتناولونه، وحاجة الكثير من الأسر إلى الطعام الصحي في ظل الفقر المنتشر في القطاع.
وبينت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أنه ومن خلال جلسات دعم نفسي كان يقدمها المركز منذ عام 2017 تبين أن الأطفال لديهم مشاكل نفسية لذلك رأينا ضرورة حلها بالتعزيز النفسي، وذلك عبر تغيير نوع الطعام الذي يتناولونه.
وأشارت إلى أن طعام أطفال الأسر الفقيرة ثابت ومحدد فهم يتلقون أنواعا محددة من البقوليات والأرز يصلهم مساعدات غذائية من المؤسسات الداعمة للعائلات المحتاجة.
وقالت: "لذلك رأينا ضرورة تزويدهم بأكلات لم يعتادوها فكانت فكرة خبز معجنات، وكعك لتوزيعها لمئات الأسر الفقيرة بالمحافظة الوسطى من قطاع غزة".
40 متطوعا ومتطوعة يعملن في المركز ومنذ بداية شهر رمضان أعدوا أكثر من 600 طبق من المعجنات.. كل طبق يحتوي كيلو جرام من المعجنات وتوزع على مئات الأسر الفقيرة.
رحلة عطاء
رحلة العطاء التي يقودها أصحاب الهمم تبدأ قبل شهر رمضان– وفق قفة- التي بينت أنه قبل مدة من حلول شهر رمضان يبادر المتطوعون إلى جمع تبرعات عينية من أصحاب المحال التجارية الميسورين، وتجهيزها ليبدأ خلال الشهر إعدادها توزيعها.
وقالت: من بداية رمضان نصنع كل أسبوع مرتين، وفي الأسبوعين الأخيرين من رمضان نشرع في صناعة كعك العيد لتوزيعه على الأسرة الفقيرة التي لا تملك شراءه أو صناعته.
وأضافت: "كل ذلك لنقدم لهم شيئا مختلفا عما اعتادوا أكله طوال السنة وإدخال البهجة والسرور لنفوسهم بما يحقق شعورا نفسيا إيجابيا لدى الأسر خصوصا الأطفال”.
وأكدت أنهن يسعين لتأمين دعم لتشكيل وحدة صناعات غذائية متكاملة توظف عددا من الأيدي العاملة وتسهل إنتاج المعجنات، ويستمر الإنتاج طوال العام وتزيد كميته وبالتالي يزيد عدد المستفيدين منه على مدار العام.
بسمة أمل
وتقول أماني قاسم، إحدى الناشطات في المبادرة إنهن نجحن في إدخال البسمة على مئات الأطفال والأسر المستفيدة من جهد بني على الحب والعطاء، وجمع مجموعة من أصحاب الهمم من ذوات الإعاقة السمعية مع الأخريات اللاتي لا يعانين الإعاقة لكي يكون لهن دور ضمن المبادرة الشبابية، وباعتبارهن جزءاً من المجتمع.
وذكرت أن المبادرة تستهدف خلال شهر رمضان العائلات التي لا تملك دخلًا مادياً وكانت تعول على صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية لتدبر أمور حياتها خلال الشهر الكريم، حيث تأخر صرف هذه المخصصات منذ أشهر.