لندن تتحصن بـ"الساموراي".. أول اتفاق تجاري ضخم لبريطانيا بعد الانفصال
التوقيع يأتي بعد توصل بريطانيا واليابان لاتفاق في سبتمبر، وهي أول اتفاقية للتجارة الحرة يتم إبرامها منذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي
وقعت بريطانيا واليابان رسميا، اليوم الجمعة، اتفاقية تجارية، تمثل أول اتفاق كبير للمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تواصل فيه مواجهة صعوبات لإبرام اتفاق مع شركائها التجاريين الأقرب في الاتحاد الأوروبي.
ويعرف الاقتصاد الياباني بـ"الساموراي" نسبة لمحاربي الساموراي بصورة عامة وهم الرجال العسكريون النبلاء الذين عاشوا في العصور الوسطى لليابان وكلمة (ساموراي) تعني "الخدمة".
وقالت وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس للصحفيين بعد مراسم التوقيع في طوكيو "كم هو ملائم أن تكون في بلاد الشمس المشرقة للترحيب بفجر حقبة جديدة من التجارة الحرة، هذه أول اتفاقية جديدة للتجارة الحرة يتم إبرامها منذ أصبحت المملكة المتحدة مجددا دولة تجارية مستقلة".
يأتي التوقيع بعد أن توصلت تروس ووزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي إلى اتفاق عام في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضح موتيجي أن التوقيع جاء بعد أربعة أشهر ونصف الشهر فقط من بدء المفاوضات وقال "هذا دليل على تصميم اليابان والمملكة المتحدة على مواصلة تعزيز التجارة الحرة بقوة".
وقالت بريطانيا إن الاتفاق يعني أن 99% من صادراتها لليابان ستكون معفاة من الرسوم، وإنها قد تزيد التجارة بواقع 15.2 مليار جنيه إسترليني (19.9 مليار دولار) في الأجل الطويل، مقارنة مع 2018.
ويلغي الاتفاق الرسوم البريطانية على السيارات اليابانية على مراحل وصولا إلى صفر في 2026، وهو ما يماثل اتفاق التجارة بين اليابان والاتحاد الأوروبي.
وقال موتيجي بعد التوقيع إنه اتفق مع تروس على العمل معا حتى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في أول يناير/كانون الثاني 2021.
بريطانيا والولايات المتحدة
تكثف بريطانيا والولايات المتحدة محادثات التجارة، وفقا لما قالته وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس الثلاثاء الماضي، معلنة عن بدء جولة خامسة من المفاوضات تركز على الرسوم الجمركية على السلع.
أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا مفاوضات بشأن اتفاقية للتجارة الحرة في مايو/أيار الماضي، متعهدة بالعمل سريعا لإبرام اتفاق بينما تستكمل بريطانيا خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وتضع بريطانيا اتفاقا للتجارة مع الولايات المتحدة على رأس قائمة رغباتها لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ تعتبر حرية إبرام اتفاقيات ثنائية إحدى الفوائد الرئيسية للخروج من التكتل.
وقالت تروس على تويتر "نكثف المفاوضات كي نكون في وضع جيد للمضي قدما بعد الانتخابات (الأمريكية)، نريد اتفاقا يخدم جميع مناطق (بريطانيا) ومتقدما في مجالات حديثة مثل التكنولوجيا والخدمات".
ورغم سيل من التصريحات الإيجابية بشأن آفاق إبرام اتفاق، لم يتحدد موعد مستهدف للاتفاق، وتعين على تروس أن تدحض انتقادات للمعارضة بأن إبرام اتفاق قد يعني خفض معايير الغذائية والسماح لشركات أمريكية بدخول النظام الصحي البريطاني.
وردا على سؤال عن مدى تكثيف المحادثات، قالت وزارة التجارة الدولية في بريطانيا إنه سيكون هناك 40 جلسة تفاوض على مدار الأسبوعين المقبلين، مقارنة مع 29 جلسة في الجولة السابقة.
وقالت متحدثة باسم الحكومة "سيكون هناك تركيز في جولة المفاوضة هذه على التفاوض بشأن الرسوم الجمركية على السلع واستكشاف المدى الذي يكون كل طرف مستعدا للتحرك إلى ما وراء عروضهما المبدئية التي جرى تبادلها في جولة المفاوضات السابقة".
تعليق أمريكي
قال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، الثلاثاء الماضي أيضا، إنه "راض جدا" عن التقدم في أحدث جولة من المفاوضات مع بريطانيا حول اتفاقية للتجارة وتكهن بالتوصل لاتفاق "في وقت قريب نسبيا".
ومتحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من واشنطن إلى مؤتمر حكومي بريطاني حول التعاون بين جانبي الأطلسي، قال لايتهايزر إن المحادثات تجري بشكل متواصل على الرغم من انقسامها إلى جولات، في حين لمح إلى بعض الخلافات بشأن الروابط التجارية في المستقبل.
وأضاف قائلا "هذه الأشياء تستغرق وقتا... لكننا نحقق تقدما كبيرا ولدينا نحو 30 مجموعة تفاوضية، ونتفاوض بجدية في الوقت الحالي".
وتابع لايتهايزر "أنا متفائل في المجمل وأظن أنه سيحدث في وقت قريب نسبيا"، في إشارة إلى اتفاق.
ونشر لايتهايزر، الذي جعل محادثات التجارة مع المملكة المتحدة إحدى أولوياته الرئيسية للعام 2020، أهدافا قبل أكثر من عام سعت إلى انفتاح كامل للسوق أمام المنتجات الزراعية الأمريكية ورسوم جمركية مخفضة للسلع الأمريكية المصنعة.
لكن مراقبين يرون أن الجانبين مختلفان حول الرسوم الجمركية، ومن بينها الرسوم على الصلب والألومنيوم التي فرضتها واشنطن في 2018.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز