"ليبراسيون" تنتقد تراخي بريطانيا أمام عدوان إيران على السفن
كان وزير خارجية بريطانيا قال إن احتجاز الناقلة البريطانية قرصنة، مشددا "سنرد على إيران بوجود عسكري غربي بامتداد سواحلها".
قالت صحيفة فرنسية، اليوم الإثنين، إن ردع إيران وسياساتها التخريبية يعتبر أولى مهام رئيس وزراء بريطانيا الجديد.
وانتقدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية التراخي البريطاني أمام العدوان الإيراني والهجمات المتكررة على السفن في مضيق هرمز.
وأوضحت أنه "مع رحيل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي لم تركز كثيراً على أزمة ناقلة النفط، فإنه سيتعين على خليفتها اتخاذ قرارات سريعة لإعادة مكانة لندن في إدارة أزمة مضيق هرمز لردع إيران"، ورجحت أن يكون رئيس وزراء بريطانيا القادم هو بوريس جونسون.
- تقرير ألماني يحذر من اعتداءات إيرانية جديدة بمضيق هرمز
- اجتماع أزمة ببريطانيا الإثنين بشأن الناقلة المحتجزة في إيران
وتحت عنوان "مضيق هرمز: تصعيد إيراني وغليان بريطاني"، قالت الصحيفة الفرنسية إن اعتراض طهران ناقلة النفط البريطانية "ستينا امبيرو"، تعقد الأزمة في مضيق هرمز، موضحة أن الجيش البريطاني ينتقد رد الفعل الهزيل للسياسيين البريطانيين، لانشغالهم بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وتغيير رئيس الحكومة، ولم يتخذوا موقفاً حاسماً كرد سريع لردع إيران.
وسردت "ليبراسيون" تفاصيل الواقعة التي بدأت من مساء الجمعة الماضي، باعتراض السلطات الإيرانية ناقلة النفط البريطانية "ستينا امبيرو"، فيما أعلنت الشركة السويدية "ستينا بالك" المالكة للسفينة، أنه حوالي الساعة الرابعة من عصر الجمعة الماضي، أجبرت السلطات الإيرانية عبر عناصر مليشيا الحرس الثوري الإرهابية، طاقم السفينة البالغ عددهم 23 شخصا إلى تغيير مسارها تجاه إيران.
وكانت السفينة البريطانية آنذاك، في مضيق هرمز، تحديداً المياه العمانية؛ حيث زعمت طهران أن السفينة انتهكت القوانين البحرية الدولية، في حين أن ذلك الممر المائي يمر عبره خُمس النفط العالمي.
ووفقاً للصحيفة، فإنها ليست المرة الأولى التي تعتدي فيها إيران على ناقلة نفط بريطانية؛ حيث سبقتها واقعة قبل بضعة أيام باحتجاز طهران ناقلة مملوكة لشركة بريطانية قبل إطلاق سراحها ببضع ساعات، ونتيجة لذلك أجرت الحكومة البريطانية طارئاً لبحث الأزمة، كما أدان وزير الخارجة البريطاني جيرمي هانت هذا العمل، ووصفه بـ"غير المقبول"، مشدداً على أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لضمان أن يتم حل هذا الحادث على الأكثر سرعة وبطريقة سلمية".
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه رغم ذلك فإن إيران لم تتوقف عن تهديداتها للسفن التي تمر عبر المضيق التي تسيطر عليه، مشيرة إلى أن "ستينا امبيرو" لا تزال في أيدي السلطات الإيرانية التي ترسو في ميناء بندر عباس.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر بوزارة الخارجية البريطانية، قوله: "إن لندن تواصل بذل قصارى جهدها لضمان إطلاق سراح الناقلة بسرعة"، مضيفاً أنه "جرت مشاورات بعد ظهر الأحد بين لندن وحلفائها، بما في ذلك فرنسا وألمانيا اللتان أدانا إيران ولكن لن يتدخلا عسكرياً".
وكان وزير خارجية بريطانيا قال في وقت سابق الإثنين، إن احتجاز الناقلة البريطانية هو قرصنة، مشدداً "سنرد على إيران بوجود عسكري غربي بامتداد سواحلها إذا واصلت هذا المسار الخطير".
وصرح أيضاً من قبل بأن المملكة المتحدة تريد الرد "بشكل معقول ولكن قوي"، وأنه إذا لم يتم النظر في أي خيار عسكري في الوقت الحالي، ستكون هناك "عواقب وخيمة إذا لم يتم حل الأزمة بسرعة".
وانتقدت الصحيفة الفرنسية استمرار محاولات بريطانيا لإنقاذ الاتفاق النووي رغم السلوكيات الإيرانية في المنطقة، موضحة أنه "بالإضافة إلى التوترات الدبلوماسية، تمر المملكة المتحدة بفترة من عدم اليقين المرتبط بالوضع السياسي الداخلي؛ حيث إن تريزا ماي لم تحضر الاجتماعات الطائرة التي جرت ليل الجمعة الماضي وبعد ظهر السبت".
ووفقاً للصحيفة، فإنه سيتم الكشف عن اسم رئيس الوزراء البريطاني الجديد خلال ساعات، والذي يرجح بقوة أن يكون وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الذي يُعد مفضلاً كبيرًا لدى الناخبين، لذا تأتي هذه الأزمة في لحظة حساسة للغاية للسياسة البريطانية، منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
ونوهت الصحيفة الفرنسية بالتوترات بين الجيش البريطاني الذي ينتقد التراخي السياسي في الرد على طهران وبين الحكومة، لافتة إلى تصريحات الأدميرال آلان ويست في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، قائلاً: "تطورت هذه الأزمة بينما تركزت عيون الإدارة فقط على انتخاب رئيس الوزراء القادم"، مضيفاً:"لا يمكن تجاهل هذه الأزمة لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
إلى ذلك، انتقد وزير الدفاع البريطاني توبياس إلوود، تصريحات آلان ويست، قائلاً: "البحرية البريطانية لا يمكنها مرافقة كل قارب يمر"، ولكنه عاد وقال: "إنه يتعين على الحكومة استثمار المزيد من الأموال في الدفاع".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه يتعين على رئيس الوزراء البريطاني الجديد اتخاذ قرارات سريعة، لإعادة تأكيد القيادة والزعامة البريطانية في تلك المنطقة أمام التصرفات الإيرانية.