بالصور.. القصة الغامضة لـ"نازانين" في سجون إيران
نازانين راتكليف أم وزوجة محتجزة داخل السجون الإيراني بلا تهم محددة حتى الآن.. ما حكايتها؟
لم تكن موظفة الإغاثة الإيرانية نازانين زاجاري-راتكليف تعرف أن زيارتها لعائلتها في إيران سوف تنتهي بإلقائها في السجن لأكثر من 378 يوما والتفريق بينها وبين زوجها وطفلتها، والأسوأ من ذلك أنها لا تمتلك الآن أي فرصة للطعن على الحكم الصادر ضدها.
بدأت أزمة راتكليف (38 عامًا) عندما كانت على وشك السفر إلى بريطانيا برفقة ابنتها البالغة من العمر عامين بعد زيارة عائلية في إيران، حيث ألقى الحرس الثوري القبض عليها في إبريل/نيسان 2016.
تعمل راتكليف مديرة مشروع مع مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، ولكن مثلت أمام المحكمة التي وجدتها مذنبة بتهم غير محددة تتعلق بالأمن القومي في سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد قضاء أكثر من عام دون تهم محددة أيدت المحكمة العليا الإيرانية الحكم عليها بالسجن 5 سنوات.
على الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء سجن راتكليف لا تزال غامضة، إلا أن الحرس الثوري اتهمها بمحاولة تنسيق "انقلاب ناعم" على الجمهورية الإسلامية، كما ذكرت وكالة أنباء إيرانية تابعة لقضاء الدولة أنها متهمة بالجاسوسية، وهما التهمتين اللتين ينكرهما زوجها "ريتشارد" جملة وتفصيلًا.
باتت هذه الأسرة الصغيرة مشردة في بقاع الأرض الآن، فالأم قضت فترة في الحبس الانفرادي ثم انتقلت إلى عنبر النساء في سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران حيث يمكنها الحديث مع زميلاتها المسجونات وتناول الطعام معهن كما تتلقى زيارات من طفلتها.
وتعاني راتكليف من مشكلات صحية في عنقها وكتفها وظهرها، وأوصى طبيب الأمراض العصبية بذهابها إلى المستشفى لمنع حدوث أي ضرر دائم، كما وُصف لها دواءً يساعدها على النوم للتغلب على الكوابيس ونوبات الذعر التي تتعرض لها.
أما طفلتها جابرييلا البالغة من العمر عامين فتعيش مع جدها وجدتها في إيران بعد احتجاز جواز سفرها عندما اعتقلت والدتها، وتتعلم الطفلة اللغة الفارسية الآن.
بينما يكافح المحاسب "ريتشارد" من داخل المملكة المتحدة لتخليص زوجته من براثن السجن، يقول: "كانت أمًا تقضي عطلة، وتعمل لصالح مؤسسة تنموية في لندن، ويبدو أن جريمتها هي أنها تتلقى تمويلًا من حكومة المملكة المتحدة، إن هذا لا يُعد تجسسًا وليس محاولة للإطاحة بنظام، ولا العمل ضد الأمن القومي".
تعهد ريتشارد بالاستمرار في الضغط على الحكومة البريطانية من أجل التدخل لحل الأزمة، مشيراً إلى أن "الحل بات سياسياً الآن"، مطالبًا الحكومة البريطانية بالقول إن زوجته بريئة من مزاعم الجاسوسية، والمطالبة علنيًا بإطلاق سراحها، والضغط مجدداً للسماح للسفير البريطاني بزيارتها والاطمئنان على صحتها والسماع منها مباشرة. ولعل من الغريب أن بريطانيا لم تصدر أي بيان تنكر فيه تهمة الجاسوسية عن نازانين.
يقول ريتشارد، 42 سنة، إنه لم يُسمح بعد لزوجته بمعرفة الاتهامات الموجهة لها على وجه الدقة والتي أدينت على أساسها، وأن العائلة لا تشعر بالمفاجأة من رفض الاستئناف، وأن زوجته تشعر راتكليف بالغضب بسبب تأييد الحكم الذي يعني أنه لم يصبح أمامها أي فرصة أخرى للطعن، ولكنها ليست مصدومة.
لا أحد يعرف حتى الآن كيف سيكون مصير راتكليف، وهل ستتوقف الحكومة البريطانية عن صمتها وتبدأ في اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تُنهي أزمة راتكليف وتعيد شمل الأسرة مجددًا؟
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز