عشية ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948، قصف صاروخي مئات القتلى والجرحى.. منازل مدمرة وبنى ومقرات منهارة.. ونزوح نحو 120 ألف فلسطيني من سكان القطاع.. على مدى أحد عشر يوما.
كاد الزمان يعود على نفسه.. وتتكرر المأساة، لولا الاندفاعة المصرية لاستنقاذ الموقف بمبادرة التهدئة التي تدعمها الإمارات.
نقل الرئيس السيسي القضية إلى المحافل الدولية واستنفرت خلية النحل الدبلوماسية المصرية، فنسقت مع الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقدمت 500 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني وبناء المنازل المهدمة، أتبعتها بـ٢٥٠٠ طن من المساعدات الإنسانية الفورية هي أضخم أسطول إغاثي يدخل قطاع غزة.
ولم تهدأ إلى أن أُقرّت التهدئة بموجب المبادرة المصرية، وأنجزت مصر بما لها من ثقل ودور ومصداقية وقفاً لإطلاق النار، واعترف العالم بالفضل المصري فتوالت تصريحات الشكر إقليميا ودوليا على أعلى المستويات.
أبعدت التهدئة المصرية شبح اجتياح برّي إسرائيلي كادت تقدم عليه تل أبيب فحقنت دماء أهل غزة، وقطعت الطريق على دعوات التصعيد التي يطلقها المتكسبون من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
هذا ما رآه العالم بأسره، فاستوجب الشكر، ولكن من يستطيع أن يفتح العين الإخوانية لرؤية الحقائق؟ فهذا عبد الله النفيسي يحدث قطعان الإخوان عن التهديدات العسكرية المزعومة لإسرائيل التي أجبرتها على وقف الحرب.
وهذا المحامي الإخواني محمود رفعت ينكر على أبناء المنطقة ما رأوه بأعينهم بغير بينة ولا شهود، ويحكم بصدق ما قاله النفيسي، فمتى يُشفى الإخوان من أوهامهم وأضاليلهم؟ وهل يستطيعون أو يجرؤون على مقاربة الحقائق وهل هو عمى الأبصار أم أنه عمى القلوب التي في الصدور؟