الخرباوي لـ"العين الإخبارية": هذه أسود أيام الإخوان منذ 1954
أكثر من ستة عقود منذ قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بحل الإخوان لم تكن كافية، لإخراج التنظيم الإرهابي من عباءة المظلومية والتستر خلف قناع الدين.
فالجماعة الإرهابية التي لا تزال الأكثر دموية في تاريخ الجماعات الإرهابية، تصر على ذات النهج طوال هذه السنوات، بل تمادت في ارتكاب جرائم أثارت غضب الشعوب.
وبدلا من مراجعة دقيقة للموقف ووقف تلك الجرائم بحق الشعب المصري والعربي سعى التنظيم إلى إضافة بكائية "المظلومية" وتوظيفها لصالح أجندته الخاصة، والتغني بها.
وتحل اليوم واحدة من أهم القرارات التي واجهتها الجماعة الإرهابية في مصر، وهي ذكرى قرار مجلس قيادة الثورة في مصر عام 1954 بحل جماعة الإخوان، واعتبارها حزبًا سياسيًا يطبق عليه أمر المجلس بحل الأحزاب السياسية.
حقبة الآلام
الكاتب والمفكر المصري، ثروت الخرباوي، يقول لـ"العين الإخبارية" إن " تنظيم الإخوان يعتبر اليوم، وما تلاه من قرارات أصدرها مجلس قيادة الثورة ثم دستور 1956، حقبة الآلام، وهي تسمية استخدمها قادة الإخوان منذ بداية الصدام مع عبدالناصر بغرض اضفاء بعد ديني مقدس حتى أنهم، في تجاوز فج، يشبهون تاريخهم بسيرة الرسول".
وأضاف: "ذلك العام بالتحديد (1954)، الذي انتهى بالقبض على مجموعات من أعضاء الإخوان بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، يسمونه عام الآلام، ويدعون أن له مثيل في سنة الرسول"، في إشارة افتراء إلى "عام الحزن".
وكشف الخرباوي عن "طقوس تبتدعها الإخوان بكل أفرعها على مستوى العالم في مثل هذا اليوم وهي أداء صلاة حاجة وتخصيصها للدعاء على جمال عبد الناصر باعتباره العدو التاريخي لهم".
وتابع: "ينظمون الأمر وفق جدول زمني، بمعنى هناك أيام للإخوان في أوروبا وأيام للإخوان في الدول العربية لتأدية هذا الطقس".
أكثر الأيام سوداوية
ويذهب المفكر الإسلامي البارز إلى أن:" يوم 3 يوليو/تموز 2013 والذي وافق عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، كان الأكثر سوداوية بالنسبة للجماعة الإرهايية، حيث يعتبره الإخوان الحدث الأكبر الذي تفوق على بقية الآلام".
وقال: "هناك أيام السواد في تاريخ الإخوان، أبرزها ثلاثة أيام، في مقدمتهم يوم 3 يوليو 2013 عندما انتهى حكمهم من مصر، ويوم قرار عبد الناصر بحل الجماعة الإرهابية ويوم فض اعتصام رابعة".
وأوضح أن : "الإخوان تلجأ إلى بعض الحيل الدينية لتكريس بأن ما حدث معهم كان حربا ضد الدين والإسلام، لذا ترفع قدر هذه الأيام وتعطيها قداسة وثوب ديني تعبدي، حيث يكلفون الأعضاء بالصلاة وأدعية بعينها".
متغيرات وثابت واحد
وحول أهم المتغيرات التي شهدتها جماعة الإخوان الإرهابية منذ قرار حلها في 1954، رأى الخرباوي أن أهم متغير شهده التنظيم هو "تقليص نفوذ إخوان مصر بحيث أصبح دورهم جانبي بعد الصراع الذي شهدته حول من يقود التنظيم الدولي في العالم، في أعقاب الضربات الأمنية المتتالية".
وحسب الخرباوي، "كان مرشد الإخوان يرتكز في مصر، وكان مكتب الإرشاد الدولي يتكون من أعضاء مكتب الإرشاد في مصر ويُضاف إليهم ممثلين لبعض الدول، وهو ما تغير الآن، وأصبحت لندن المقر الرئيسي والفاعل لمكتب الإرشاد على مستوى العالم".
ويدير مكتب الإرشاد في لندن جميع تنظيمات الإخوان في العالم بما في ذلك "إخوان مصر" في الداخل بالإضافة إلى "إخوان المهجر"، في اشارة إلى الإخوان الهاربين إلى تركيا وقطر.
وتابع المفكر المصري: "جماعة إخوان مصر مختبأة تعمل تحت الأرض في السر وجماعة المهجر في الخارج لها مكتب إداري خاص بها".
وفند الخرباوي أهم المشكلات الحالية التي تواجه الفكر الإخواني، قائلا :" جماعة الإخوان لديها مشكلة رئيسية أنها تقف في منطقة ساكنة بينما العالم يتحرك ويشهد تغييرات مختلفة.. العالم تجاوزها لكنها مازالت تنتهج نفس الأساليب ولا تستطيع أن تتعامل مع هذه التغييرات السريعة التي تحدث في العالم.
ويرى مراقبون أن الجماعة الإرهابية، شهدت خلال عام 2020، أسوأ أيامها إذ عانت من تفكك تنظيمي وصراعات داخلية وصلت أشدها، في أعقاب نجاح الأمن المصري في القبض على محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان.
وعلى مدار 7 سنوات لم تتوقف محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة الملفوظة شعبيا إلى المشهد السياسي، لكنها فشلت بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.