أفكار هذا القيادي الإخواني وغيره من أعضاء "غيتو الإخوان" ليست مستحدثة من العدم وإنما هي قديمة قدم المؤسس الأول حسن البنا الذي رسّخ لمفهوم "صفوة" الجماعة، عندما قالها بوضوح في مذكرات الدعوة والداعية: "إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية".
وبالفعل، ظهرت علاقات مصاهرة كثيرة داخل التنظيم بين القيادات والأعضاء، ما أدى إلى إنشاء ما يمكن اعتباره "مجتمعات بديلة".
"الفوضى".. حلم إخوان مصر يتجدد في ذكرى 25 يناير
زواج الأقارب يورث الأمراض، فكيف إذا كان زواج أقارب في الفكر الإرهابي الإخواني؟
بحكم نشأتها وأهدافها تضع الجماعة الإرهابية أعضاءها في نوع من "غيتو" ينغلق على أفكار وعلاقات اجتماعية معيّنة حتى تحافظ على كيانها البديل.. وجماعة الإخوان من أهم التنظيمات التي تضع سياجاً حول نفسها، لأنهم يضمرون الشر، لا يثق الإخواني إلّا بمن اعتنق فكره المنحرف، فمتزعمو التنظيم لا يرتبطون إلا بنساء إخوانيات أباً عن جَد.
إبراهيم الزيات أو "العنكبوت" مؤسس ومدير اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، العقل المدبر لشبكة الإخوان في الخارج، ومتزعم فرعهم الألماني، والحبل السري بينهم وبين نظام أردوغان.
"إخوان النمسا".. حظر وشيك وخناق يضيق
الزيات متزوج من صبيحة أربكان، ابنة أخت نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق ومؤسس حركة ميللي جورش التي غدت أحد أهم أذرع أردوغان في أوروبا.
صبيحة أربكان أو صبيحة الزيات تقود منظمة المرأة المسلمة بمدينة بون الألمانية، بهذه المصاهرة يكون الزيات المصري، وزوجته التركية، الخيط الخفي الذي يربط التنظيم الدولي للإخوان في مصر وألمانيا وتركيا.
أمينة الزيات، شقيقة العنكبوت الإخواني، مديرة أكاديميّة التّربية الإسلاميّة في النمسا، متزوجة من الشخصية الرئيسية في منظمة الشباب المسلم الإخواني عمار شاكر، ويشكلان معاً رأس حربة للإخوان في النمسا.
3 قيادات ومنظمة.. شاهد في تحقيقات إخوان النمسا يكشف حقائق مثيرة
إبراهيم وصبيحة، عمار وأمينة، أربعة إخونجية يقودون تنظيم الإخوان في ألمانيا والنمسا، ويرتبطون بقادة "ميللي جوروش" ذراع أردوغان والراعي الرسمي للجماعات الإرهابية في أوروبا.
وعدا علاقات المصاهرة بين أعضائها، اختارت الجماعة الإخوانية لنفسها ألا تبيع أو تشتري إلا من نفسها، فارضةً حظراً على التعاملات الخارجية لأعضاء الجماعة مع غير الإخوانيين، في إجراء يعبّر عن "عنصرية" التنظيم.
تصاهر العائلات الإخوانية لم يعد ينفعها في الداخل والخارج على حد سواء، بعد أن كُشِفت أساليب وألاعيب ومخططات التنظيم من قبل تقارير وسائل إعلام واستخبارات غربية حتى بات متزعموه تحت المراقبة، ويبدو أن يوم الحساب أقرب مما يظنون.