كواليس ما قبل عزل الإخوان في مصر.. مكالمات طارئة واجتماع الساعات الـ6
في الشهر الذي شهد اللحظات الأخيرة لحكم "الإخوان" في مصر قبل عشر سنوات، ما زالت أسرار الاجتماع الحاسم الذي عقد قبل الفصل الأخير من رواية التنظيم الإرهابي، تتكشف يومًا تلو آخر.
وكان وزير الدفاع المصري -آنذاك- الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أعلن في بيان تلاه في الثالث من يوليو/تموز 2013، وحوله لفيف من القوى السياسية البارزة، عزل الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، ضمن خريطة طريق قادت البلد الأفريقي، إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، تلبية لمطالب الشارع المصري -في الوقت الراهن.
إلا أن تلك اللحظة التي وصفت بـ"التاريخية"، والتي أطيح خلالها بحكم الإخوان في مصر، بعد عام واحد فقط، ما زالت بعض أسرار الاجتماع الذي سبقها، تخرج إلى العلن.
فماذا حدث في اجتماع الساعات الست؟
تفاصيل أماط اللثام عنها البرلماني المصري وأحد مؤسسي حركة تمرد -آنذاك- محمد عبدالعزيز، مشيرًا إلى أن فكرة راودته، بضرورة عقد مؤتمر صحفي لحركة تمرّد، يتضمن رسالة سياسية واضحة، مفادها: ضرورة الاستمرار في الاحتشاد بالشوارع حتى سقوط "الإخوان"، وألا يقلق أحد أو يُحبط من التهديدات التي يطلقها التنظيم الإرهابي.
وأوضح أحد مؤسسي حركة تمرد التي جمعت ملايين التوقيعات -آنذاك- ضمن حملة شعبية للإطاحة بالرئيس الإخواني الراحل مرسي: واجهنا مشكلة تتمثل في مكان عقد المؤتمر، إلا أن أحد الصحف الحزبية عرضت عليه والحركة، استضافة ذلك الاجتماع.
وأشار إلى أنه بينما أعضاء الحركة يجتمعون في تلك الصحيفة، تلقوا اتصالات من أرقام غير مسجلة، كانت تابعة للأمانة العامة للقوات المسلحة، "التي أكدت أنها تريدنا في أمر هام".
وتابع محمد عبدالعزيز، في شهادته التي صرح بها، في لقاء بثته قناة محلية، أن "الأمانة العامة لوزارة الدفاع دعتنا إلى اجتماع مع القائد العام للقوات المسلحة والذي كان -في ذلك الوقت- الفريق أول عبدالفتاح السيسي".
وأضاف: "وصلنا إلى الاجتماع واستقبلونا، فيما بدأ توافد الحضور يوم 3 يوليو/تموز 2013، حتى كان آخر من دخل إلى الاجتماع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة -آنذاك- والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان -آنذاك".
قرار مصيري
وبحسب أحد مؤسسي حركة تمرد، فإن الاجتماع بدأ بتوجيه السيسي الشكر للجميع على الحضور في هذا اليوم الذي وصفه بـ"الهام"، مشيرًا (السيسي) إلى أن هناك "قرارا مهما ومصيريا يتعلق بمستقبل البلد، يجب أن نتناقش فيه".
ويقول أحد مؤسسي حركة تمرد: اعتذر السيسي لجميع القيادات السياسية والدينية والعسكرية الموجودة، بشأن رغبته في الاستماع إلى الشباب أولًا، وأعطانا الكلمة في بداية الاجتماع".
"بدأنا كلمتنا بطرح رؤيتنا التي كانت واضحة بشكل عام، وتتضمن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعزل جماعة الإخوان عن الحكم، تنفيذا لمطالب المحتشدين في الشوارع"، يقول محمد عبدالعزيز، مضيفًا، أنه وأعضاء الحركة أكدوا "أنه لا يوجد حلول وسط، فلن يرضى هذا الجمع من المواطنين بغير ذلك".
واختتم البرلماني المصري، تصريحاته، بقوله: خارطة الطريق خضعت لنقاش استمر 6 ساعات، (..) كانت هناك آراء متعددة، لكن الطرح الوحيد الأقرب للواقعية كان ما طرحناه، والذي يتوافق مع آراء المحتشدين في الشارع.
وأشار إلى أنه قبل القرار "المصيري" وتحديدًا في يوم 2 يوليو/تموز 2013، كان لديه تخوف بأن المصريين يخافون أو يشعرون بالملل نتيجة تعنت الإخوان وإصرارهم على عدم الاستجابة.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز