هكذا خدع الإخوان المحتجين المصريين في 2011
رغم انتهاء حقبته بطلاق بائن مع الشعب المصري اتخذ من 30 يونيو/حزيران 2013 موعدًا، فإن آثار العام الذي تقلد فيه زمام الأمور في البلد الأفريقي، ما زالت حاضرة.
إنه تنظيم الإخوان الإرهابي الذي عاث فسادًا وإرهابًا في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، بعد أن اقتلعه الشعب المصري من جذوره، ليظل مطاردًا في بقاع الأرض، باحثًا عن مأوى وثغرة ليعود منها ثانية إلى البلد الذي لفظه.
حقبة تلونت بلون الدم بات المصريون يستذكرون تفاصيلها ويستحضرون مآسيها، بل إنهم راحوا يفتشون في الذاكرة عن كيف وصل تنظيم الإخوان إلى الحكم، وكيف خدعوا المحتجين في أحداث يناير/كانون الثاني 2011.
فكيف خدع الإخوان المحتجين؟
المخرج السينمائي خالد يوسف الذي كان أحد الشهود على تلك الحقبة، قال في تصريحات تلفزيونية، إن تنظيم الإخوان وكوادره، "كانوا يتصنعون اللطف في الميدان"، مشيرًا إلى أنهم اتخذوا الفنانين مدخلا للوصول إلى الجماهير العريضة، كونهم لم يكونوا معروفين لدى كل الناس".
وعن كيفية وصول الإخوان إلى منصة ميدان التحرير في 2011، قال المخرج المصري، الذي كانت علاقته مع جماعة الإخوان تشوبها الصراعات، إن القيادي الإخواني عصام العريان طلبني ذات يوم للقاء مع مواطنه الفنان خالد الصاوي، مضيفًا: "استسمحونا بمنتهى التذلل أن نسمح للقيادي الإخواني الراحل يوسف القرضاوي بالصلاة في الميدان ليختم حياته".
وأضاف يوسف، أن تنظيم الإخوان كان يدرك أن المحتجين وفي القلب منهم الفنانون، لو رفضوا السماح لهم بالدخول إلى ميدان التحرير، فلن يتمكنوا من ذلك، مشيرًا إلى أن الفنان الوحيد الذي رفض دخول القرضاوي للميدان هو مواطنه أحمد عيد.
وحول رفض أحمد عيد، قال المخرج المصري، إنه أخبره بأن عناصر الإخوان "يريدون ركوب الثورة"، مشبهًا مشهد يوف القرضاوي في الميدان بـ"مشهد الخميني في الثورة الإيرانية".
إلا أنه ما إن تمكن الإخوان من منصة التحرير، حتى أرسل أتباعه بأعداد هائلة إلى ميدان التحرير عصر يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، بحسب المخرج خالد يوسف، الذي قال إن "الإخوان نزلوا ميدان التحرير عندما رأوا المصريين في الشوارع بأعداد كبيرة، ففكروا في كيفية ركوب (اختطاف) الثورة والسطو عليها".
أما عن أسباب اختطافهم الميدان، فقال يوسف، إن تنظيم الإخوان اختطف ما وصفه بـ"الثورة" بسبب "سذاجة الثوار والقيادات السياسية، وبتخطيط محكم منهم (الإخوان)، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابي عندما نزل وعناصره إلى ميدان التحرير اتسمت تصرفاتهم بـ"الطف المبالغ فيه" مع رموز الحركة السياسية والفنية.
اقتحام أقسام الشرطة
وحول لقائه بالرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، قال يوسف، إنه التقاه يوم 29 يناير/كانون الثاني 2011 لأول مرة بعد هروبه من السجن، مشيرًا إلى أنه (مرسي) طلب التقاط صورة تذكارية معه، على حد قوله.
اللقاء الثاني الذي جمعه بمرسي، كان مع المثقفين والفنانين في قصر الرئاسة بعد فوز الرئيس الإخواني الراحل بالانتخابات، يقول يوسف، مشيرًا إلى أنه "كان متأكدا من رحيل مرسي في 30 يونيو/حزيران بعد فوزه بالانتخابات".
وعن ذكرياته عن "اعتداء" الإخوان على أقسام الشرطة ومتحف التحرير، قال المخرج المصري، إنه كان يقف -آنذاك- أمام المتحف قبل دخول القوات المسلحة إلى الميدان، مشيرًا إلى أن عددا من الشباب كان استعان بالأحجار لضرب قوات الجيش بها.
وأشار إلى أنه توقع الهجوم الإخواني المتزامن على أقسام الشرطة في 28 يناير/كانون الثاني 2011، قائلا: "أخي عميد شرطة، فاتصلت به وقلت له: احترس، سيكون هناك هجوم على الأقسام".