منابر الإخوان في تونس.. تحريض وتخوين ودعوات للقتل
تحريض إخوان تونس ضد المنابر الإعلامية المعارضة لأفكارهم لم يتوقف يوما منذ اعتلائهم السلطة عقب ما يسمى الربيع العربي في 2011.
ووصلت ذروتها خلال هذه الأيام على وقع العملية الإرهابية التي استهدفت مدينة نيس الفرنسية.
والخميس الماضي، قُتل ثلاثة أشخاص في هجوم على كنيسة، بمدينة نيس الفرنسية، نفذه شاب يُشتبه أنه تونسي قدم إلى فرنسا عبر الهجرة غير الشرعية.
وتدافع الصفحات والمواقع الإعلامية التابعة لحزب النهضة في تونس عن منفذ العملية الإرهابية ما لاقى معارضة شديدة داخل البلاد قوبلت بحملة تحريضية شرسة من الإخوان ضد خصومها.
هذا "التحريض البغيض" على حد وصف كثير من التونسيين، قام به هشام المدب، العميد المتقاعد من وزارة الداخلية والمتحدث الرسمي السابق باسمها في عهد الوزير الإخواني، علي العريض، خلال لقاء له في قناة "الزيتونة" الإخوانية.
ووجه العميد المقرب من الإخوان اتهامات خطيرة لوسائل إعلام مناهضة لحركة النهضة وهي كل من موقع "كابيتاليس" (ناطق بالفرنسية) وإذاعة "شمس إف إم" وقناتي "الحوار التونسي" و"قناة التاسعة".
وقال هشام المدب إن هذه القنوات تشتغل لصالح فرنسا ومعادية للدولة التونسية مما يجعلهم على رأي عديد المتابعين، عرضة للتصفية الجسدية.
هذه الاتهامات صنفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس في خانة التحريض والتهديد لأمن المؤسسات الإعلامية والصحفيين.
وعبّر الكاتب والإعلامي التونسي، سفيان بن فرحات، على صفحته الرسمية في الفيسبوك، عن مساندته المطلقة واللامشروطة لصحفيي المؤسسات الإعلامية المستهدفة ضد حملة التكفير والتحريض على القتل الممنهجة ضدهم من قبل المتطرفين وزبانيتهم وخدمهم، وفق توصيفه.
وتساءل: "أما آن للسلطة السياسية والهيئات القضائية في تونس أن تتحرك وتطبق القوانين ضد إجرام الإخوان؟؟؟".
بدوره، قال مختار الخلفاوي، باحث في الحضارة العربية الإسلامية، عبر فيسبوك، إن ما حصل في قناة الزيتونة هو دعوة إلى القتل على الهواء.. والدولة لا ترى لا تسمع ولا تتكلّم.
وأوضح ان المتحدّث باسم وزارة الداخلية في فترة الترويكا هشام المدّب يحرّض، على الهواء ومن منبره الدائم في قناة الزيتونة، على عدد من وسائل اﻹعلام ويهدّد اﻹعلاميّين بالقتل.
وأشار إلى أن المدب، الذي اغتيل في زمنه الشهيدان شكري بلعيد ومحمد البراهمي (2013) نتيجة حملات الشيطنة والتحريض ينخرط في هستيريا التشويه والتضليل واﻻفتراء ضدّ كلّ من اختلف عن منظومة اﻹخوان والدائرين في فلكهم، وضدّ كلّ من خرج عن دوائرهم الدعائيّة.
وعلقت زهرة عبيد، مالكة موقع "كابيتاليس" (موقع إخباري ناطق بالفرنسية) في تدوينة على صفحتها الرسمية في فيسبوك قائلة إنه "شرف لنا الشهادة، والموت علينا حق. ولن نركع للتهديد".
ووجهت رسالة إلى "الداعمين للإرهاب فقط أقول لهم نحن صامدون ولن ننحني ولن تمروا يا خونة".
وتفاعلت نقابة الصحفيين مع الأزمة بإصدارها بيانا دعت فيه حكومة هشام المشيشي إلى ضرورة التحرك السريع لمواجهة خطابات التحريض على الصحفيين.
وأدانت النقابة بشدة حملات التحريض ضد الصحفيين وعبرت عن تضامنها المطلق مع المؤسسات الإعلامية المذكورة، محذرة من خطورة خطاب التحريض على العنف والكراهية الذي بثته قناة "الزيتونة" الإخوانية.
ودعت النيابة العمومية إلى التحرك الفوري من أجل تتبع "المدب" من أجل استغلاله لمنبر إعلامي للتحريض على الصحفيين ووسائل الإعلام.
كما طالبت وزارة الداخلية بتحمل مسؤوليتها في تأمين وسائل الإعلام المذكورة بعد الحملة التي طالتهم خاصة بعد كشف المدب لعناوين بعضها.