الانتخابات الرئاسية "تجر الخيبة" الرابعة لإخوان الجزائر
4 مشاركات للإخوان في انتخابات الرئاسة الجزائرية و4 هزائم أكدت حجمهم في المشهد السياسي واستحالة قبولهم في حكم البلاد من قبل الجزائريين.
بالإعلان رسميا، الجمعة، عن فوز المرشح المستقل عبدالمجيد تبون برئاسة الجزائر، بعد 9 أشهر من أزمة سياسية وحراك شعبي لا يزال يتواصل، سجل تنظيم الإخوان "خيبة رابعة" في محاولاته لحكم البلاد.
- سلطة الانتخابات بالجزائر تفضح استفتاء مزعوما لأنصار مرشح إخواني
- خبراء: أجندة شيطانية مشبوهة لإخوان الجزائر حول الانتخابات
ومهما كان اسم الفائز بانتخابات الرئاسة الجزائرية التي تنافس فيها 5 مرشحين، إلا أن نتائجها الأخيرة أكدت مرة أخرى رفض الجزائريين لـ"حكم الإخوان"، خاصة بعد أن اقترعوا في الاستحقاق الأخير تحت شعار "التصويت على الأقل سوءا".
وأظهرت النتائج المعلن عنها من قبل السلطة المستقلة للانتخابات بأن الإخوان لم يكونوا إلا "الأسوأ بين الأسوأ"، وبأن حظوظهم في حكم الجزائر منعدمة لـ"المرة الرابعة على التوالي".
وبفارق كبير عن المرشح الإخواني عبدالقادر بن قرينة، تبرز أرقام تصويت الجزائريين على بقية المرشحين الأربعة بمن فيهم الرئيس الجديد للجزائر عبدالمجيد تبون "المكانة الحقيقية للتيارات الإخوانية" في البلاد كما توقع خبراء ومحللون سياسيون في أوقات سابقة لـ"العين الإخبارية".
وتعد هذه المرة الرابعة التي يجر فيها إخوان الجزائر "أذيال الهزيمة والخيبة في الجلوس على كرسي الرئاسة" في الانتخابات التعددية التي جرت في البلاد.
الهزيمة الرابعة
وبالنظر إلى نتائج انتخابات الرئاسة الجزائرية، يظهر أن "إخوان الجزائر لدغوا من جحر رفض الجزائريين لهم للمرة الرابعة" كما علق بعض الجزائريين.
وآخر خيبة صدم بها إخوان الجزائر، تلك النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة، سواء من للتيارات المقاطعة التي تفاجأت بحجم المشاركة، أو للذين شاركوا فيها ممثلين في الإخواني عبدالقادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء".
الإخواني بن قرينة زعم حتى قبل الحملة الانتخابية بأنه "رئيس الجزائر المقبل"، وأبدى قناعة تامة بذلك، وظل يردد الحلم على من حضر في تجمعاته الانتخابية، إلى أن استفاق الجمعة على كابوس نسبة تصويت الجزائريين، والتي وصلت إلى 17.38% فقط، وبفارق كبير عن المتصدر تبون.
أما أول خيبة لإخوان الجزائر فكانت في أول انتخابات رئاسية تعددية عام 1995، حيث لم يحصل مرشح الإخوان محفوظ نحناح مؤسس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية على أكثر من 26% من الأصوات، ثم رفض ملف ترشحه في رئاسيات 1999 بسبب عدم وجود وثيقة الانتماء للثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي.
وفي انتخابات 1999، ركب الإخواني عبدالله جاب الله موجة المقاطعين لها بين بقية المرشحين الذين كانوا يوصفون بـ"ثقيلي الوزن"، حينما كان رئيساً لما يعرف بـ"حركة النهضة".
وبعد تفريخه تياراً إخوانياً جديداً في الساحة السياسية عشية انتخابات 2004 باسم "حركة الإصلاح"، اكتفى الإخواني جاب الله بالحصول على 5% من أصوات الناخبين، وتكررت الخيبة مع التيار ذاته في انتخابات 2009 بحصول خليفته الإخواني محمد جهيد يونسي على 1.37% من نسبة التصويت.
الجدار العازل للديمقراطية
نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر، أثبتت مرة أخرى، وفق مراقبين، عدم قدرة التيارات الإخوانية على استقطاب الشارع، بما يملكه من خلفيات عنهم في ضوء تجربتهم خلال تسعينيات القرن الماضي، عند صعود ما كان يعرف بـ"الجبهة الإسلامية للإنقاذ" إلى المشهد السياسي، وتبني قياداتها الإخوانية خطابات متطرفة "صريحة".
ومن تلك المنطلقات، لا ينظر الناخب الجزائري كما ذكر خبراء لـ"العين الإخبارية" للمرشحين الإخوان وخطاباتهم الانتخابية على محمل الجد، إذ يعتبرونها تعبيرا عن متلازمة انتهازية تمجد صناديق الاقتراع وأدوات الديمقراطية طالما جاءت بهم إلى سدة الحكم قبل أن ينقلبوا عليها في مسعى لتكريس أفكارهم عن التمكين.
وترسخت عند غالبية الجزائريين قناعة تتأكد مع كل موعد انتخابي بأن التيارات الإخوانية ما هي إلا "جدار يعزل الفعل الديمقراطي ويلغيه بمجرد انتقاله إلى موقع صانع القرار"، ويستدلون على ذلك أيضا بما تشهده التيارات الإخوانية في تسييرها الداخلي من "انعدام تام لآليات الديمقراطية في غالبيتها وديمقراطية شكلية في بعضها الآخر تتخفى وراء الولاء للشخص".
ويصف الجزائريون، كما تبرزه ردود أفعالهم الدائمة عبر منصات التواصل، التيارات الإخوانية بـ"المستثمرات السياسية"، ويعزون ذلك إلى "استعمال تلك التيارات كل أنواع التضليل السياسي لبيع بضاعتهم الكاسدة والتي باتت مع الحراك الشعبي الأخير منتهية الصلاحية، بشكل أصبح ضررها السياسي واضحاً لعيان غالبية الجزائريين".
ويقول المتابعون للشأن السياسي في الجزائر إن التيارات الإخوانية "تعيش في زمن غير زمانها، ولا تعرف حقيقة المشاكل التي تواجهها البلاد والمواطن"، بل "استغلت همومه وأوجاعه بخطابات رنانة حاولت من خلالها دغدغة عواطفه الاجتماعية والسياسية".
لكن كثيراً من المتابعين يؤكدون أن حصول مرشح الجماعة على نسبة متدنية في انتخابات الرئاسة الجزائرية ما هو إلا "تأكيد لنتيجة استفتاء شعبي على مدار 9 أشهر ترجم رفضه لوجود التيارات الإخوانية ومحاولتهم القفز عليه، ما جعلهم معزولين ومنبوذين في مشهد سياسي تغيرت تركيبته وفق متابعين.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز