مترو كاراكاس.. فوضى وزحام وعصابات سطو مسلح
مترو كاراكاس عاصمة فنزويلا الغنية بالنفط، تغيرت النظرة إليه من اعتباره رمزا للحداثة إلى الفوضى وانتشار السطو المسلح.
قبل أكثر من 3 عقود، كان يُنظر إلى مترو كاراكاس عاصمة فنزويلا الغنية بالنفط، باعتباره رمزا للحداثة، حيث كانت المواعيد دقيقة والقطارات نظيفة وذات كفاءة.
غير أنه في الوقت الراهن، تسود "حالة من الفوضى" في المحطات، بعد تعطل ماكينات بيع التذاكر؛ علاوة على انتشار جرائم السطو الجماعي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، الإثنين، قالت إن كل ماكينة معلق فوقها إشعار باللون الأحمر مكتوب عليه "خارج الخدمة".
- "نسرق أو نموت جوعا".. فقراء فنزويلا يسطون للبقاء أحياء
- بالصور.. انهيار عملة فنزويلا.. الدفع بـ"الدلو" والميزان
وفي غضون ذلك يتوجه آلاف الناس، متجاهلين علامات عدم الدخول، مباشرة عبر البوابات الدوارة وأسفل السلالم المتحركة المعطلة نحو الأرصفة المزدحمة.
ولعدة أسابيع، كان مترو الأنفاق مجانيا، جراء حالة الاضطراب إثر نفاد الورق اللازم لطباعة التذاكر لدى إدارة الشركة الحكومية؛ لكن تكلفة التذكرة كانت أكثر من رمزية بالفعل، فالبوليفار يتجه نحو انعدام القيمة مع بلوغ التضخم 46.000%.
في بداية هذا العام، كان سعر التذكرة الذي يبلغ 4 بوليفار، والذي حددته حكومة نيكولاس مادورو، يعادل نسبة ضئيلة من البنس (القرش) الإنجليزي، ورغم ذلك يعاني الركاب على أي حال للعثور على النقود لشراء التذاكر، لأن الحكومة فشلت أيضًا في طباعة ما يكفي من النقود.
"الأمر أصبح مرهقا".. بهذه الكلمات عبرت سينثيا هيرنانديز، (38 عاماً)، وهي مديرة بإحدى الشركات، عن معاناة أقرانها من الركاب لدى وصولها إلى محطة مترو "تشاكيتو".
وأوضحت في تصريحات للصحيفة، أن رحلتها عبر 17 محطة كانت تستغرق أقل من ساعة، ولكن في ظل الزحام ونقص القطارات، أصبحت تستغرق الآن 3 ساعات غالبا.
وأشارت إلى أنها اضطرت مؤخرا إلى الخروج والسير عبر النفق في ظلام دامس إثر انقطاع التيار الكهربائي على مستوى النظام بأكمله.
ولتوضيح كيف تدهور الحال في البلاد، التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، لفتت الصحيفة إلى أنه بعد افتتاح المترو في عام 1983، اعتاد السكان المزاح بشأن عمل المترو بشكل أفضل من مدينتهم، وكانوا يصطحبون السياح لزيارته.
ومع نقص الصيانة؛ لا سيما خلال العقد الماضي، انخفض مستوى الخدمة، ولم يتم الانتهاء من تجديدات بقيمة مليار دولار تعهدت بها شركة "أودبريشت" البرازيلية، الموبوءة باستشراء الفساد.
وفي الوقت الحالي، نصف القطارات المطلوبة فقط لا تزال في الخدمة، وبعضها تم نهبه من أجل بيع المكونات كقطع غيار.
ويتقاضى معظم عمال المترو ما يعادل أقل من 2 جنيه إسترليني شهريا، ما يؤدي إلى انتشار التغيب عن العمل، حيث يقول قادة نقابات العمال إنه رغم وجود عدد قياسي من الموظفين يبلغ 11 ألف موظف، تعمل العديد من المحطات بموظفين 2 فقط، بينما من المفترض أن يتواجد 8.
ورغم هذا، ارتفع الطلب بشكل كبير على المترو، لأن معظم سكان المدينة لم يعد بوسعهم تحمل تكاليف النقل بسيارات الأجرة في ظل ارتفاع الأسعار بما يتماشى مع التضخم المفرط، وبالتالي فإن نظام الأنفاق، المصمم لنقل نحو 700 ألف شخص يوميا، يقترب من حمل 2.5 مليون راكب.
وإضافة إلى ما سبق، تنتشر الجريمة في شبكة الأنفاق ولا تبذل سلطات الأمن جهدا يذكر لوقف اللصوص الذين يستغلون الأوضاع المتردية.
وأفاد العديد من الركاب أنهم شاهدوا عمليات سطو جماعية على الركاب المحاصرين داخل العربات بواسطة عصابات تحمل سكاكين أو بنادق، أجبروا كل من كان على متنها على تسليم ممتلكاتهم الثمينة.
وأحيانا كان يعمد بعض المجرمين إلى إثارة حالة من الارتباك قبل السرقة عن طريق لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المحطات.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز