
أعلنت سلسلة متاجر كارفور انسحابها رسميا من السوق البحريني، لتغلق أبواب جميع فروعها في المملكة اعتبارا من الأحد الماضي.
يأتي قرار سلسلة التجزئة العالمية، في خطوة جاءت بعد أقل من عام على انسحابها من الأردن وسلطنة عمان. القرار أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الشركة الفرنسية في بقية الأسواق العربية، لا سيما مع استمرار حملات المقاطعة الشعبية وتصاعد الغضب من ارتباطها باستثمارات في إسرائيل.
انسحاب كارفور البحرين
في بيان مقتضب، أكدت إدارة كارفور أنها أنهت أعمالها في البحرين، معربة عن شكرها للعملاء الذين وثقوا بها طوال سنوات عملها في السوق المحلي. وأشارت إلى أن المتاجر كانت وجهة أساسية لعشرات الآلاف من الأسر البحرينية، لكنها لم تتمكن من الصمود أمام التحديات الأخيرة التي واجهتها.
تعود جذور الأزمة إلى مايو/أيار 2023 عندما افتتحت كارفور عشرات الفروع في إسرائيل، وهو ما أدي لموجات غضب واسعة في الشارع العربي، بعد تداول صور لجنود إسرائيليين يستخدمون منتجات الشركة في أكياس تحمل شعارها، هذه الصور سرعان ما تحولت إلى مادة رئيسية في الحملات الداعية إلى مقاطعة العلامة الفرنسية، ما انعكس بشكل مباشر على مبيعاتها في المنطقة.
عمان.. محطة ثانية للانسحاب بعد الأردن
في يناير/كانون الثاني 2025، أعلنت كارفور إغلاق جميع فروعها في سلطنة عمان، لتطوي صفحة استثمارات امتدت لسنوات طويلة في السوق العُماني.
القرار جاء وسط تراجع ملحوظ في المبيعات، إلى جانب الضغوط الاقتصادية التي دفعت الشركة إلى إعادة تقييم وجودها في الخليج، ورغم محاولات العروض الترويجية والخصومات الكبيرة، لم تتمكن كارفور من استعادة ثقة المستهلكين.
وكانت البداية من الأردن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عندما أغلقت كارفور جميع أنشطتها هناك، بعد تراجع مبيعاتها بنسبة قاربت 80% منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورغم الجهود التسويقية المكثفة التي تبنتها مجموعة "ماجد الفطيم" – الوكيل المحلي – لم تنجح في الحد من خسائرها، ليتخذ القرار النهائي بإغلاق الفروع نهائيًا.
- تأثير أسعار الفائدة الأمريكية على التضخم والقروض.. دليل المستهلك العادي
- خفض الفائدة الأمريكية لأول مرة في 2025.. هل حان وقت شراء الذهب أم بيعه؟
مستقبل كارفور في المنطقة
انسحاب كارفور من ثلاث دول عربية في أقل من عام أثار تساؤلات عميقة حول مستقبلها في بقية الأسواق الإقليمية، خاصة في مصر والسعودية والإمارات، وهي أسواق محورية تشكل عصب حضورها في الشرق الأوسط، ورغم أن الشركة لا تزال تحافظ على وجود قوي هناك، إلا أن استمرار المقاطعة الشعبية قد يدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
ووفقا للتقارير الإعلامية فإن كارفور، التي تُعد واحدة من أكبر سلاسل التجزئة العالمية، تواجه أزمة غير مسبوقة في العالم العربي، فبينما كانت الشركة تراهن على قوة علامتها التجارية وشبكة فروعها الضخمة، جاءت حملات المقاطعة لتكشف أزمة هذا الرهان.
وفق التقارير المالية الأخيرة، يمتلك مجموعة كارفور نحو 14,930 متجرًا تحت علامتها في أنحاء العالم مع تنوع كبير في الأنماط: هايبرماركت، سوبرماركت، محلات صغيرة (Convenience Stores)، ومحلات البيع بالجملة وغيرها.
ومن حيث الإيرادات، تجاوز صافي مبيعات كارفور العالمية 81 مليار يورو مؤخرًا، ما يعكس حجم العمل الضخم للشركة في قطاعات الغذاء بالتجزئة.
وتعمل كارفور غالبًا عبر وكالة توزيع محلية، مثل مجموعة ماجد الفطيم، التي تدير مئات الفروع، وتُواجه ضغوطًا متزايدة من خفض الإيرادات، حملات المقاطعة، وتقارير عن انخفاض ملحوظ في المبيعات.
على صعيد مجموعة «ماجد الفطيم» التي تدير كارفور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تكشف تقارير نصفية أن الإيرادات تراجعت في بعض الفترات بشكل ملحوظ: ففي النصف الأول من عام 2024 مثلاً، سجلت أعمال التجزئة التابعة لها انخفاضًا بنسبة 11٪ سنة على سنة، مع انخفاض كبير في هامش الربح التشغيلي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg
جزيرة ام اند امز