"مساع" الإرهابي في صحف سويسرا.. فيروس قطر لتدمير العرب
السلطات السويسرية وجهت اتهامات لثلاثة من قيادات مساع بالترويج لتنظيمات إرهابية في سوريا.
تجمّع متطرف مرتديا قناع الدعوة الإسلامية، والمساعدات الإنسانية، أحد الأوجه القطرية لدعم وتمويل الإرهاب؛ المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، والذي يتخذ من الدوحة مقرا له، ويجمع تحت مظلته 8 كيانات، حصلت على ترخيص من سويسرا؛ للتقريب بين المفاهيم الإسلامية الغربية، ظاهرياً، إلا أنه يحمل في طياته مبادئ فكرية متطرفة، خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.
- بالوثائق.. "مساع" شبكة قطر لتمويل الإرهاب عبر العالم
- يوسف ندا.. الملف الأسود لسفير إرهاب الإخوان- قطر- إيران
هذا ما كشفته وسائل الإعلام السويسرية، بعد وضع هذا الكيان على قائمة تمويل الإرهاب، وهو ما دفع الصحف السويسرية للبحث خلف تلك الكيانات لمعرفة حقيقة أنشطتها.
صحيفة" لوتمب" السويسرية، أفردت مساحات واسعة، لتقصي تمويل تلك الكيانات الإرهابية، كشفت في تقرير لها عن أن وكالة الاستخبارات الكونفدرالية السويسرية بدأت بجمع معلومات دقيقة عن دعم قطر لتنظيمات إرهابية، ومنظمات أخرى تمول أنشطة الإرهاب في عدد من عواصم العالم، بما فيها تنظيمات وشخصيات في سويسرا.
ووفق ما نشرته صحيفة "لوتمب" استناداً لمعلومات من مصادر قريبة من التحقيقات، فإن "الاستخبارات السويسرية تتقصى اتصالات بعض المتطرفين المقيمين في قطر، والمتهمين بدعم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، راصدة عدة كيانات وشخصيات ليبية منفية في سويسرا، ومنظمات مجتمع مدني في جنيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إحدى الشخصيات التي تتعقبها الاستخبارات السويسرية هي عبدالرحمن النعيمي، مؤسس منظمة "الكرامة" ومقرها جنيف، والتي تعمل تحت ستار العمل الحقوقي لإخفاء نشاطها الإرهابي.
وتابعت أن "الشخصية الثانية هي علي السويدي، رئيس المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، وهو منظمة إسلامية مقرها مدينة بيرن السويسرية، ونيكولا بلانشو، المسؤول عن مركز إسلامي مثير للجدل يدعى المجلس المركزي الإسلامي السويسري".
والشخصيات التي تعمل الاستخبارات السويسرية حاليا على توثيق نشاطها الإرهابي مدرجة بالفعل على قائمة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "رغم الإنكار القطري لعلاقة تلك الأنشطة بالإرهاب، إلا أن الاستخبارات السويسرية أكدت صلة الدوحة بتلك الشبكات الداعمة للإرهاب".
كما نقلت صحيفة "لوتمب" عن مصادرها أن السلطات السويسرية تحاول معرفة هؤلاء الشخصيات وتحركاتهم للتوصل إلى رأس الأفعى"، خاصة أن بعضهم يتلقى تدريبات وتمويلا ممنهجا من جهات دولية بما في ذلك جماعات إرهابية.
وسلطت الصحيفة الضوء على عبدالرحمن النعيمي، ووصفته بـ"فيروس آل تميم لتدمير العرب".. والذي برز اسمه باعتباره أخطر رجل في قطر وأكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، والذي أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة الإرهاب 2014. وعبدالرحمن بن عمير النعيمي هو المدير السابق لمؤسسة "عيد آل ثاني" الخيرية القطرية، نشاطها المعلن تمويل المساجد حول العالم، إلا أن عددا من الأجهزة الأمنية عبر العالم رصدت تمويلها لجماعات إرهابية.
ووفقاً لتقارير الاستخبارات السويسرية فإن عبدالرحمن النعيمي مول تنظيم "القاعدة" في سوريا.. بالإضافة لكل من علي عبدالله السويدي، وهو مدير 3 منظمات بما في ذلك "المجلس الإسلامي السويسري" في بيرن، ونائبه نيكولا بلانشو الرئيس الصوري السويسري للمؤسسة.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أنها حاولت التواصل مع نيكولا بلانشو، أو مع المتحدث الرسمي قاسمي إيلي، لتوضيح صلتهما بالسويدي ومؤسسة "عيد آل ثاني" إلا أنهما رفضا التحدث للصحيفة.
أما بالنسبة إلى السويدي، فقد دافع عن نفسه قائلاً إنه "تحت أي ظرف من الظروف لا تدعم مؤسسة عيد آل ثاني ماليا أي منظمة مصنفة إرهابيا، سواء في قطر أو في الأمم المتحدة"، متجاهلا أن إحدى أذرعه مصنفة على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
مساع.. الدعاية للإرهاب
ولم يتوقف الأمر فحسب على كشف صحيفة "لوتمب" لتحقيقات الاستخبارات السويسرية، إذ سبقتها صحيفة "لاتربيون دي جنيف"، بالكشف في مارس/آذار 2016، عن أن ثلاثة من قياديي "مساع" وجهت لهم السلطات السويسرية اتهامات بانتهاك قانون حظر التعامل مع الجماعات الإرهابية، وهم نعيم شيرني ونيكولا بلانشو، وإيلي قاسم.
وتشير تحقيقات السلطات السويسرية إلى أن شيرني، وهو مسؤول في "إدارة الإنتاج الثقافي" بمساع، قد أنتج فيلما وثائقيا في سبتمبر/أيلول 2015 للترويج للجماعات الإرهابية في سوريا.
ويقدم الفيلم الذي أنتجه مساع الإرهابي وبثه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، على موقع "يوتيوب" وشبكات التواصل الاجتماعي شخصية عبدالله المحسيني وهو منظّر جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا.
واتهمت السلطات السويسرية أيضا كلا من بلانشو ورئيس الاتصالات إيلي قاسم، ببث شريط الفيديو والترويج للإرهاب.
كما أشار موقع "24 إير" السويسري، في تقرير نشره في سبتمبر/أيلول الماضي إلى أن "المجلس الإسلامي العالمي لا يمر يوم إلا ويُذكر اسمه في نشاط مشبوه أو عمل إجرامي، موضحا أن ظاهر خطابات المنظمة يشير إلى اضطهادهم من قبل المعادين للإسلام، إلا أن باطن قولهم وأنشطهم تعكس تحريضهم ضد المجتمع الغربي، أو أي صوت يعارضهم، وهو ما يدفعهم إلى تمويل تلك الجماعات الإرهابية وفقاً لمخططاتهم وأهدافهم التي لا تزال غير واضحة حتى الوقت الراهن".