أثارت مشاهد الموت في غوطة دمشق الشرقية المشاعر حتى أبكت القلوب قبل المُقَل.
أثارت مشاهد الموت في غوطة دمشق الشرقية المشاعر حتى أبكت القلوب قبل المُقَل، وأياً كان الطرف الأكثر جرماً بين المتخاصمين هناك، فإن المعلومة الأكيدة أن الخاسر الأكبر هم الضحايا الأبرياء من المدنيين العزل الذين انهالت عليهم القذائف من كل حدب وصوب بدعوى قتال المسلحين، مع أن عدد القتلى من المدنيين لا يقارن بالمسلحين.
مشاهد مفجعة ومبكية مثل اكتشاف الابن أن القتيلة التي ترزح تحت الأنقاض هي أمه، وفجيعة أب بأبنائه الخمسة وزوجته الذين قتلوا في غارة واحدة، وأنين الأطفال تحت أكوام الإسمنت المهدم على رؤوسهم، ورضيع داهمه الموت مبكراً، لا شك ينزف لها القلب من فرط الهول؛ ذلك أن النفس البشرية لا ترتضي لأي كائن في الوجود هذه الإبادة الوحشية، مع وضع اعتبار أن كماً كبيراً من الصور والمشاهد لا تصل لأسباب كثيرة، وأن ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام من صور عن الغوطة الشرقية ليس إلا غيضاً من فيض.
في خضم هذا الأسى على أرواح الضحايا الأبرياء، يخرج مَن يشمت بهم ويفرح بمصيبتهم بل ويدعو إلى مزيد من الوحشية ضدهم وإبادتهم تحت حجج ومبررات سياسية وطائفية، ما يطرح علامات الذهول مما وصلت إليه ضمائر البعض من سوء سجية وقبح سريرة تثير الاشمئزاز.
وفي خضم هذا الأسى على أرواح الضحايا الأبرياء، يخرج مَن يشمت بهم ويفرح بمصيبتهم بل ويدعو إلى مزيد من الوحشية ضدهم وإبادتهم تحت حجج ومبررات سياسية وطائفية، ما يطرح علامات الذهول مما وصلت إليه ضمائر البعض من سوء سجية وقبح سريرة تثير الاشمئزاز.
إن الشماتة بأطفال وأهالي الغوطة الشرقية الذين لم يكن لهم ذنب سوى إرادة الحياة في هذه المنطقة المحاصرة، جريمة بحق الإنسانية والقيم والأخلاق والمبادئ مهما كانت الأسباب والدوافع.
والمفارقة أنهم -المتشفون- يتباكون على أطفال القدس ويجعلون شعار فلسطين راية يرفعونها في كل محفل، بينما يضحكون من سحق أطفال سوريا ليكشفوا زيف ادعاءاتهم المريضة والمحملة بالأغراض المذهبية والحزبية المقيتة وإن ادّعوا الحياد، فقد فضحتهم وسائل الإعلام الحديثة التي كشفت الغطاء عن الجهلة من مدعي الثقافة والمعرفة.
وقد تفاعل هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعي عبر منشوراتهم وتغريداتهم في وسوم عدة وكانت ردودهم مشينة قبيحة تبعث الألم على ما وصل إليه الحال من شرخ اجتماعي وحقد على مَن يفترض أنهم إخوة لهم.
إن مثل هؤلاء عليهم مراجعة ضميرهم الإنساني عاجلاً وفتح أعين قلوبهم لتمييز الخير والشر والحق والباطل، وليس هذا المقال لتجريم هذا وتبرئة ذاك، حيث لا يشترط أن يكون الفرد محللاً حتى يدرك الحقائق، يكفي أن يعود إلى إنسانيته ليدرك الصواب من ردات الفعل المنتصرة للإنسان أولاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة