يقتل 311 ألف امرأة سنوياً.. سرطان عنق الرحم يجتاح أفريقيا
منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع عدد المصابات بسرطان عنق الرحم في القارة الأفريقية، إذ يسجّل العالم 500.000 حالة مرضية جديدة سنوياً.
حذّرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد المصابات بسرطان عنق الرحم في القارة الأفريقية، مضيفةً أن المرض يودي بحياة 311 ألف امرأة سنوياً على مستوى العالم.
وقالت المنظمة، التي أطلقت حملةً لمواجهة سرطان عنق الرحم والقضاء عليه العام الجاري، أن المرض ينتشر بصورة لافتة بين النساء في أفريقيا، رغم كونه من الأنواع السرطانية التي يسهل الوقاية منها عبر التطعيم والتشخيص المبكّر والعلاج في الوقت المناسب.
ويعدّ هذا النوع من السرطان خلايا غير مُسيطَر عليها، تنمو في منطقة عنق الرحم، وعادةً ما يتطوَّر الداء وينتشر بشكل بطيء، إذ تُصاب بع غالباً السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و50 عاماً.
وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: "صار وضع سرطان عنق الرحم في القارة السمراء جدّ خطير، حيث ارتفعت نسب الإصابة به 6 أضعاف مقارنة بأمريكا الشمالية"، مضيفةً: "نسعى جاهدين لخفض هذه المعدلات عبر الاستراتيجية الدولية الحديثة".
وسرطان عنق الرحم يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء شيوعاً، حسب المنظمة.
ونسبة الإصابة تمثل 500.000 حالة جديدة في جميع أنحاء العالم سنوياً، كما بلغ معدّل الإصابة بسرطان الرحم 287.000 حالة عام 2008.
وذكر الدكتور محمد شعلان، أستاذ الأورام ومدير المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، أن أبرز العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة تتمثّل في التدخين ووجود مرض مناعي، واستخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة (5 سنوات فأكثر) والإنجاب ما يفوق 3 مرات.
وتابع أن المرض يسبّبه فيروس الورم الحليمي الذي ينتقل جنسياً، ويمكن الوقاية منه بإعطاء المصل الوقائي للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عاماً، وخضوع النساء المُتراوح سنهنّ بين 30 و49 عاماً للفحص الدوري؛ بغية اكتشاف الإصابة في المراحل الأولى.
وأوضح شعلان أن هناك نوعين من الاختبارات للكشف عن سرطان عنق الرحم، الأول (مسحة عنق الرحم) ويُفضَّل إجراؤه من عمر 21 إلى 65 سنة، ويُكرّر مرة ثانية بعد 3 سنوات، والثاني اختبار فيروس الورم الحليمي ويبدأ إجراؤه من عمر 30 عاماً.
ونصح بممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، واستخدام السلالم بدلاً من المصعد لحرق أكبر قدر من السعرات الحرارية وتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان، إضافة إلى الابتعاد عن الأكل المُصنَّع والوجبات السريعة والطعام عالي الدهون والمياه الغازية.
من جهته أكد الدكتور جوزيف كابوريه، مدير إدارة برامج المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدى أفريقيا، أن الأمر مثير للقلق، خصوصاً أن مناطق عدة في القارة لا تتعامل مع سرطان عنق الرحم إلا بعد وصوله إلى مراحل متأخّرة يصعب الشفاء منها، نتيجة تدهور أوضاع خدمات الرعاية الصحية.
وحثّ التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) منظمة الصحة العالمية، في بيان الأسبوع الماضي، على دعم التطعيم ضدّ الفيروس، موضحاً أنه يهدف إلى تطعيم 40 مليون فتاة في الدول الأشدّ فقراً بحلول 2020، إذ يُجنّب ذلك وقوع نحو 900 ألف حالة وفاة.