5 تحديات تنتظر رئيس وزراء العراق المكلف
المحتجون العراقيون يرفضون تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة ويطالبون بشخصية وطنية مستقلة قادرة على إنهاء النفوذ الإيراني.
تدخلات إيرانية واسعة وخلافات سياسية عميقة ومليشيات منفلتة تتحكم بغالبية مفاصل العراق واحتجاجات شعبية وأزمات اقتصادية وصحية، هذه أبرز التحديات التي تنتظر رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي خلال الفترة المقبلة.
- "محافظ مقال".. من هو رئيس وزراء العراق المكلف عدنان الزرفي؟
- الرئيس العراقي يطالب "الزرفي" بالعمل على إجراء انتخابات مبكرة
والثلاثاء، كلف برهم صالح الرئيس العراقي، الزرفي محافظ النجف السابق النائب عن ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد اجتماع بالقصر الرئاسي شمل رئيسي المحكمة الاتحادية مدحت المحمود ومجلس القضاء الأعلى فائق زيدان وعددا من النواب التابعين لكتلة الزرفي والكتل الشيعية الأخرى.
واستقبلت ساحات الاعتصام في بغداد ومدن جنوب العراق تكليف الزرفي بالرفض، وطالبت الرئيس برهم صالح بالاستجابة لمطالب المحتجين.
ويطالب المحتجون بحل مجلس النواب واختيار شخصية وطنية مستقلة لرئاسة الحكومة الانتقالية بعيدا عن نظام المحاصصة مهمتها تجميد الدستور وإجراء انتخابات نزيهة بإشراف دولي وفقا لقانون انتخابات منصف يشترك فيه كل العراقيين.
وقال الناشط المدني عماد إياد، من ساحة التحرير المعقل الرئيسي للمعتصمين وسط بغداد، لـ"العين الإخبارية": "متمسكون برفض جميع المرشحين الذين ترشحهم أحزاب السلطة، ومنهم عدنان الزرفي الذي لا يمتلك أي صفة من المواصفات التي حددها الثوار للشخصية التي ستتسلم رئاسة الحكومة الانتقالية".
صفقات فساد
وأشار الناشط العراقي إلى أن الزرفي مزدوج الجنسية، وقد تقلد العديد من المناصب في العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ حتى الآن، ومتهم بصفقات فساد مالي وإداري كبيرة عندما كان محافظا للنجف، فضلا عن أنه تابع لكتلة حيدر العبادي المعروفة بعلاقاتها مع إيران التي أسهمت في تدمير العراق منذ عام ٢٠٠٣ وما زالت حتى الآن.
واعتبرت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين، في بيان لها، الثلاثاء، "تكليف الزرفي استهانة واضحة بعقول العراقيين وتجاهلا متعمدا لمطالب المعتصمين السلميين الذي أكدوا مرارا وتكرارا أن الذين أسهموا في مؤسسات النظام التنفيذية والتشريعية وكانوا جزءا من منظومة الفساد التي نهبت أموال البلاد لن يكونوا من الثوار".
وأكدت اللجنة، في بيانها، استمرار فعالياتها بكل الأشكال السلمية لإسقاط رئيس الوزراء المكلف.
وتزامنا مع رفض المعتصمين في بغداد تكليف الزرفي، رفع المحتجون في ساحة الحبوبي وسط محافظة ذي قار جنوب العراق لافتات وشعارات رفضوا فيها التكليف وشددوا على تمسكهم بمطالبهم.
وأوضح الناشط حسين الخيكاني، من مدينة الناصرية، لـ"العين الإخبارية"، أن "الزرفي لا تنطبق عليه شروط ساحات الاعتصام، فضلا عن أنه لن يتمكن من محاسبة قتلة المتظاهرين؛ لأنه جزء من الحكومة التي عملت على قمع المتظاهرين بطرق وحشية".
مظاهرات رافضة
وشهدت ساحات الاعتصام في النجف والديوانية وميسان مظاهرات رافضة لتكليف الزرفي بتشكيل الحكومة، وردد المتظاهرون شعارات "كلا كلا لمرشح الأحزاب.. ولا ما تحكم يا عدنان".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف، في كلمة له، ليل الثلاثاء، أنه سيعمل بالتعاون مع ممثلية الأمم المتحدة في العراق على إجراء انتخابات مبكرة خلال مدة عام من تشكيل حكومته.
وكغيره من رؤساء الحكومة العراقية السابقين الذي حكموا العراق بعد عام ٢٠٠٣، وعد الزرفي بحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على كل المظاهر المسلحة، وبسط سلطة الدولة.
وتعهد الزرفي بحماية المتظاهرين والناشطين وحرمة التعرض لهم، والاستجابة لمطالبهم المشروعة، وملاحقة القتلة والكشف عن الجهات التي تقف خلف سقوط الآلاف من الضحايا من المتظاهرين وعناصر القوات الأمنية.
إنهاء التدخل الإيراني
في غضون ذلك، أشار مراقبون للمشهد السياسي العراقي إلى أن جملة تحديات تنتظر عدنان الزرفي؛ في مقدمتها نظام المحاصصة السياسية في العراق والتدخلات الإيرانية التي يعد إنهاؤها من قبل أي رئيس وزراء شرطا رئيسيا من شروط المتظاهرين.
وأكد المراقبون أن الزرفي الذي وُلد من رحم هذه العملية السياسية لن يستطيع إنهاء المحاصصة، ولا الحد من التدخلات الإيرانية في العراق.
وسلط المحلل السياسي العراقي إحسان الشمري في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" الضوء على أبرز التحديات التي تنتظر الزرفي.
وقال الشمري: "تحديات التكليف تتمثل بالمواءمة بين مطالب المتظاهرين والأحزاب، أما تحديات الحكومة المقبلة فتتمثل في إخضاع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي للتحقيق القضائي لكشف قتلة المتظاهرين والتحضير لانتخابات مبكرة نزيهة وتقويض تمدد السلاح الخارج عن سلطة الدولة ومواجهة الأزمة الاقتصادية والصحية".
وعقب تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن شروط واشنطن لدعم رئيس الوزراء العراقي المكلف.
وقال بومبيو، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، الثلاثاء: "يريد العراقيون حكومة تحافظ على سيادة البلاد وتوفر الاحتياجات الضرورية وخالية من الفساد وتحمي حقوق الإنسان، إذا وضع رئيس الوزراء العراقي هذه المصالح على رأس أولوياته سيحظى بدعم من الولايات المتحدة والعالم".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز