أردوغان يهرب من أزماته الداخلية بافتعال أزمة مع الصين
بكين أعربت عن احتجاجها الشديد بشأن تصريحات وزارة الخارجية التركية حول الأوضاع في منطقة "شينجيانغ" الويغورية ذاتية الحكم
في محاولة للهروب من دوامة أزماته الداخلية، يسعى الرئيس التركي رجب أردوغان إلى جذب الانتباه بعيدا عن الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي تعيشها بلاده، والانشقاقات الحزبية قبل الانتخابات المحلية، بالإضافة إلى الإدانات الدولية حول ملف الاعتقالات في تركيا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016.
الاتهامات التركية لبكين بشأن التعامل مع أقلية "الويغور" في إقليم "شينجيانغ" والذي يتمتع بالحكم الذاتي شمال شرقي الصين، جاءت لتكون أحدث حلقة في سلسلة محاولات أردوغان للهروب من الأوضاع الداخلية، الأمر الذي دفع الصين إلى الرد بصورة رسمية.
وأعربت بكين عن احتجاجها الشديد بشأن تصريحات وزارة الخارجية التركية حول الأوضاع في منطقة "شينجيانغ" الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين، واصفة التصريحات بأنها "سيئة للغاية".
- توقيف اثنين من الويجور الصينيين على خلفية هجوم إسطنبول
- أنقرة: منفذ هجوم إسطنبول ربما يكون من أقلية "الويجور"
الاحتجاج الصيني جاء تعليقا على تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، دعا فيه إلى إغلاق ما وصفها بـ"معسكرات اعتقال أقلية الويغور" في شينجيانغ، ووقف الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان هناك – على حد زعمه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية "هوا تشون يينغ"، إن السلطات الصينية "تابعت التصريحات السيئة للغاية بهذا الصدد، وإن الاتهامات التي أطلقها المتحدث باسم الخارجية التركية عارية تمام عن الصحة".
وأضافت أن الجانب التركي تحدث عن وفاة موسيقي من "الويغور" يدعى "عبد الرحيم حياة" أثناء الاحتجاز، غير أن هذا الشخص ظهر في مقطع فيديو أكد فيه أنه لا يزال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، ولم يتعرض لأي انتهاكات على الإطلاق، لافتة إلى أنه كان أحد أعضاء فرقة موسيقية في شينجيانغ، وتم القبض عليه في جريمة جنائية.
وأشارت يينغ إلى أن الصين قدمت احتجاجا شديدا لدى الجانب التركي بشأن هذه التصريحات، داعية تركيا إلى التفريق بين (الحقائق والأكاذيب).
ولفتت إلى أنه يجب فهم وإدراك الجهود التي تقوم بها السلطات الصينية لتعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة "شينجيانغ"، لا سيما أن المنطقة عانت لسنوات من الأعمال الإرهابية.
ونوهت إلى أن سفراء وإعلاميين من العديد من الدول زاروا منطقة "شينجيانغ" مؤخرا، وكان بينهم صحفيون أتراك أكدوا بعد الزيارة أن الحكومة الصينية نفذت استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب والتطرف، مع تحسين الحياة اليومية للمواطنين هناك.
وأكدت يينغ أن المواطنين فى "شينجيانغ" يتمتعون بحرية التعبد، واستخدام لغتهم، وحفظ تراثهم الثقافي كمنطقة صينية تتمتع بالحكم الذاتي.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الصينية على أن تركيا دولة متعددة الإثنيات، وتواجه تهديدات إرهابية، ما يستدعي عدم تبني معايير مزدوجة، ودعم جهود الدول والحكومات الأخرى الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار بها.
وعما إذا كانت تصريحات الخارجية التركية ستلحق الضرر بالعلاقات الثنائية، قالت يينغ إن الاتهامات التركية "قائمة على أكاذيب، ونحث الجانب التركي على التراجع عن هذه الاتهامات والأفعال الخاطئة حفاظا على العلاقات".
وكانت إذاعة "تشاينا راديو إنترناشيونال" الرسمية قد نشرت مقطع فيديو مسجلا لرجل يقول "اسمي عبد الرحيم حياة.. تاريخ اليوم هو العاشر من فبراير 2019.. وأخضع لعملية تحقيق بشبهة انتهاك القوانين الوطنية".
وأكد أنه بصحة جيدة، ولم يتعرض لسوء معاملة قَط، وقالت المحطة الإذاعية إن حكومة أقليم شينجيانغ وزعت المقطع على وسائل الإعلام الرسمية.
من ناحية أخرى دعت الصین مواطنيها إلى "زیادة یقظتهم" في تركیا، في إطار التوترات الدبلوماسیة بین بكین وأنقرة، بعد انتقادات تركیة حادة للمعاملة الصینیة لأقلیة الویغور.
وقالت سفارة الصین في أنقرة على موقعھا على الإنترنت الأربعاء في بيان "بعد تقییم شامل للوضع الراھن، ندعو مرة أخرى المواطنین الصینیین في تركیا والسیاح الصینیین المتوجھین لتركیا، إلى زیادة یقظتھم والاهتمام بسلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز